توسد أحجار المهامة والقفر

توَسد أحجار المهامة والقفر ~ ومات جريح القلب مندمل الصدر
فيا ليت هذا الحب يعشق مرة ~ فيعلم ما يلقى المحب من الهجر
أبيات قصيرة لمجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح

ألا يا غراب البين هيجت لوعتي

ألا يا غراب البين هيجت لوعتي ~ فويحك خبرني بما أنت تصرخ
أبالبين من ليلى فإن كنت صادقا ~ فلا زال عظم من جناحك يفسخ
ولازال رام فيك فوق سهمه ~ فلا أنت في عش ولا أَنت تفرخ
ولا زلت عن عذب المياه منفراً ~ ووكرك مهدوماً وبيضك يرضخ
فإن طرت أردتك الحتوف وإن تقع ~ تقيض ثعبان بوجهك ينفخ
وعانيت قبل الموت لحمك مشدخا ~ على حر جمر النار يشوى ويطبخ
ولا زلت في شر العذاب مخلدا ~ وريشك منتوف ولحمك يشرخ
من أشعار مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح

سأبكي على مافات مني صبابة

سأبكي على ما فات مني صبابة ~ وأندب أيام السرور الذواهب
وأمنع عيني أن تلذ بغيركم ~ وإني وإن جانبت غير مجانب
وخير زمان كنت أرجو دنوه ~ رمتني عيون الناس من كل جانب
فأصبحت مرحوما وكنت محسداً ~ فصبرا على مكروهها والعواقب
ولم أرها إلا ثلاثاً على منى ~ وعهدي بها عذراء ذات ذوائب
تبدت لنا كالشمس تحت غمامة ~ بدا حاجب منها وضنت بحاجب
قصيدة مجنون ليلى

ومفرشة الخدين وردا مضرجا

ومفرشة الخدين وردا مضرجا ~ إذا جمشته العين عاد بنفسجا
شكوت إليها طول ليلي بعبرة ~ فأبدت لنا بالغنج دراً مفلجا
فقلت لها مني علي بقبلة ~ أداوي بها قلبي فقالت تغنجا
بليت بردف لست أَسطيع حمله ~ يجاذب أعضائي إذا ما ترَجرجا
أبيات قيس بن الملوح

أيا شبه ليلى لا تراعي

أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني ~ لك اليوم من بين الوحوشِ صديق
فأنت لليلى إن شكرت عتيق
فعيناكِ عيناها وجيدُك جيدُها ~ سوى أن عظم الساق منك دقيق
وكادَت بلاد اللّه يا أم مالك ~ بما رحبت منكم علي تَضيق
قصيدة لمجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح

ما بال قلبك يا مجنون قد هلعا

ما بال قلبك يا مجنون قد هلعا – في حبِّ من لا تَرى في نَيْلِهِ طَمَعَا
الحبُّ والودُّ نِيطا بالفؤادِ لها – فأصبحَا في فؤادِي ثابِتَيْنِ مَعا
طُوبَى لمن أنتِ في الدنيا قرينتُه – لقد نفى الله عنه الهم والجزعا
بل ما قرأت كتاباً منك يبلغني – إلاَّ ترقرقَ ماءُ العَيْن أو دمعَا
أدعو إلى هجرها قلبي فيتبعني – حتى إذا قلت هذا صادق نزعا
لا أستطيع نزوعاً عن مودتها – أو يصنع الحب بي فوق الذي صنعا
كَمْ من دَنِيٍّ لها قد كنتُ أتبَعُهُ – ولو صحا القلب عنها كان لي تبعا
وزادني كَلَفاً في الحبِّ أن مُنِعَتْ – أحبُّ شيءٍ إلى الإِنسان ما مُنِعا
إِقْرَ السلامَ على لِيْلَى وحقَّ لها – مني التحية إن الموت قد نزعا
أمات أم هو حي في البلاد فقد – قلَّ العّزَاءُ وأبدَى القلبُ ما جَزِعا
أبيات مجنون ليلى قيس بن الملوح