| وقفَ الهُدْهُدُ في با | بِ سليمانَ بذلِّهْ |
| قال: يا مولايَ، كن لي | عشتي صارت مملَّه |
| متُّ من حَبَّة ِ بُرٍّ | أحدثتْ في الصدر علَّه |
| لا مياهُ النيلِ ترويـ | ـها، ولا أَمواهُ دِجْله |
| وإذا دامت قليلا | قتلتْني شرَّ قِتْلَه |
| فأشار السيد العا | لي غلى من كان حوله: |
| قد جنى الهدهدُ ذنباً | وأتى في اللؤوم فعله |
| تِلك نارُ الإثمِ في الصَّدْ | رِ، وذي الشكوى تَعِلَّه |
| ما أرى الحبة إلا | سُرِقت من بيتِ نمله |
| إن للظالم صَدْراً | يشتكي من غير عله |
قصيدة أحمد شوقي
الرائعة و الكثير من قصائد امير الشعراء الشاعر الكبير احمد شوقي.
أبو الحصينِ جالَ في السفينهْ
| أبو الحصينِ جالَ في السفينهْ | فعرفَ السمينَ والسمينه |
| يقولُ: إنّ حاله استحالا | وإنّ ما كان قديماً زالا |
| لكونِ ما حلَّ من المصائبِ | من غضبِ اللهِ على الثعالبِ |
| ويغلظُ الأيمانَ للديوكِ | لِما عَسَى يَبقى من الشكوك |
| بأَنهمْ إن نَزَلوا في الأَرضِ | يَرَوْنَ منه كلَّ شيءٍ يُرْضِي |
| قيل: فلمّا تركوا السفينه | مشى مع السمينِ والسمينه |
| حتى إذا نصفوا الطريقا | لم يبقِ منهمْ حولهُ رفيقا |
| وقال: إذْ قالوا عَديمُ الدِّينِ | لا عَجَبٌ إن حَنَثَتْ يَميني |
| فإنما نحن بَني الدَّهاءِ | نَعْمَلُ في الشِّدّة ِ للرَّخاءِ |
| ومَنْ تخاف أَن يَبيعَ دينَهْ | تَكفيكَ منه صُحْبَة ُ السفينه! |
يقال إنّ الليثَ في ذي الشدّهْ
| يقال إنّ الليثَ في ذي الشدّهْ | رأَى من الذِّئبِ صَفا الموَدَّه |
| فقال: يا منْ صانَ لي محلِّي | في حالتي ولا يتي وعزلي |
| إنْ عُدْتُ للأَرض بإذنِ الله | وعاد لي فيها قديمُ الجاهِ |
| أُعطيكَ عِجْليْنِ وأَلفَ شاة | ثم تكونُ واليَ الولاة ِ |
| وصاحِبَ اللِّواءِ في الذِّئابِ | وقاهرَ الرعاة ِ والكلابِ |
| حتى إذا ما تَمَّتِ الكرامَهْ | ووَطِىء الأَرضَ على السلاَمه |
| سعى إليه الذئبُ بعدَ شهرِ | وهوَ مطاعُ النهيِ ماضي الأمرِ |
| فقال: يا منْ لا تداسُ أرضه | ومنْ له طولُ الفلا وعرضه |
| قد نِلتَ ما نِلتَ منَ التكريمِ | وذا أَوان الموْعِدِ الكريمِ |
| قال: تجرَّأتَ وساءَ زعمكا | فمن تكونُ يا فتى ؟ وما اسمكا؟ |
| أجابه: إن كان ظنِّي صادقا | فإنَّني والي الوُلاة ِ سابِقَا! |
أَتى نبيَّ الله يوماً ثعلبُ
| أَتى نبيَّ الله يوماً ثعلبُ | فقال: يا مولايَ، إني مذنبْ |
| قد سوَّدتْ صحيفتي الذنوبُ | وإن وجدْتُ شافعاً أَتوب |
| فاسألْ إلهي عفوهُ الجليلا | لتائبٍ قد جاءهُ ذليلا |
| وإنني وإن أسأتُ السيرا | عملتُ شرَّا، وعملتُ خيرا |
| فقد أتاني ذاتَ يومٍ أرنبُ | يرتَعُ تحتَ منزلي ويَلعَبُ |
| ولم يكن مراقِبٌ هُنالكا | لكنَّني تَركتُهُ معْ ذلكا |
| إذ عفتُ في افتراسهِ الدناءهْ | فلم يصلهُ من يدي مساءهْ |
| وكان في المجلس ذاكَ الأرنبُ | يسمعُ ما يبدي هناكَ الثعلبُ |
| فقال لمَّا انقطعَ الحديثُ: | قد كان ذاكَ الزهدُ يا خبيث |
| وأنت بينَ الموتِ والحياة ِ | من تُخمة ٍ أَلقتْك في الفلاة ِ! |
قد حَمَلَتْ إحدى نِسا الأَرانِبِ
| قد حَمَلَتْ إحدى نِسا الأَرانِبِ | وحلَّ يومُ وضعها في المركبِ |
| فقلقَ الرُّكابُ من بكائها | وبينما الفتاة ُ في عَنائها |
| جاءت عجوزٌ من بناتِ عرسٍ | تقولُ: أَفدِي جارَتي بنفسي |
| أنا التي أرجى لهذي الغايهْ | لأَنني كنتُ قديماً دَأيَهْ |
| فقالتِ الأَرنبُ: لا يا جارَه | فإن بعدَ الألفة ِ الزياره |
| ما لي وثوقٌ ببناتِ عرسِ | إني أريدُ داية ً من جنسي! |
سَقط الحِمارُ منَ السَّفينة ِ في الدُّجَى
| سَقط الحِمارُ منَ السَّفينة ِ في الدُّجَى | فبكى الرِّفاقُ لِفَقدِهِ، وتَرَحَّمُوا |
| حتى إذا طلعَ النهارُ أتت به | نحوَ السفينة ِ موجة ٌ تتقدمُ |
| قالتْ: خذوهُ كما أتاني سالماً | لم أبتلعهُ، لأنه لا يهضمُ! |