محبي قيامي ما لذلكم النصل

مُحبّي قيَامي مَا لِذلِكُمُ النّصْلِ بَريئاً مِنَ الجرْحَى سَليماً من القَتلِ
أرَى من فِرِنْدي قِطعَةً في فِرِنْدِهِ وَجودةُ ضربِ الهَامِ في جودة الصّقلِ
وَخُضرَةُ ثوْبِ العيش في الخضرةِ التي أرَتكَ احمرارَ المَوْتِ في مدرَج النّملِ
أمِطْ عَنكَ تَشبيهي بمَا وَكَأنّهُ فَمَا أحَدٌ فَوْقي وَلا أحَدٌ مِثْلي
وَذَرْني وَإيّاهُ وَطِرْفي وَذابِلي نكنْ واحداً يلقى الوَرَى وَانظرَنْ فعلي

أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتلا

أحْيَا وَأيْسَرُ مَا قاسَيْتُ ما قَتَلا وَالبَينُ جارَ على ضُعْفي وَمَا عَدَلا
وَالوَجدُ يَقوَى كما تَقوَى النّوَى أبداً وَالصّبرُ يَنحلُ في جسمي كما نَحِلا
لَوْلا مُفارَقَةُ الأحبابِ ما وَجَدَتْ لهَا المَنَايَا إلى أرْوَاحِنَا سُبُلا
بمَا بجفْنَيْكِ من سِحْرٍ صِلي دَنِفاً يهوَى الحيَاةَ وَأمّا إنْ صَدَدتِ فَلا
إلاّ يَشِبْ فَلَقَدْ شابَتْ لَهُ كبدٌ شَيْباً إذا خَضَبَتْهُ سَلْوَةٌ نَصَلا
يَحِنّ شَوْقاً فَلَوْلا أنّ رَائِحَةً تَزورُهُ مِن رِياحِ الشّرْقِ مَا عَقَلا
هَا فانْظُري أوْ فَظُنّي بي تَريْ حُرَقاً مَن لم يَذُقْ طَرَفاً منها فقدْ وَألا
عَلّ الأميرَ يَرَى ذُلّي فيَشْفَعَ لي إلى التي تَركَتْني في الهَوَى مَثَلا
أيْقَنْتُ أنّ سَعيداً طَالِبٌ بدَمي لمّا بَصُرْتُ بهِ بالرّمْحِ مُعْتَقِلا
وأنّني غَيرُ مُحْصٍ فَضْلَ والِدِهِ وَنَائِلٌ دونَ نَيْلي وَصْفَهُ زُحَلا
قَيْلٌ بمَنْبِجَ مَثْواهُ ونَائِلُهُ في الأفْقِ يَسألُ عَمّنْ غيرَهُ سألا
يَلوحُ بَدْرُ الدّجى في صَحنِ غُرّتِهِ وَيَحْمِلُ الموتُ في الهيجاء إن حمَلا
تُرَابُهُ في كِلابٍ كُحْلُ أعْيُنِهَا وَسَيْفُهُ في جَنَابٍ يَسْبِقُ العَذَلا
لنُورِهِ في سَمَاءِ الفَخْرِ مُخْتَرَقٌ لوْ صاعدَ الفكرَ فيهِ الدّهرَ ما نَزَلا
هُوَ الأميرُ الذي بَادَتْ تَميمُ بهِ قِدْماً وساقَ إليْها حَيْنُهَا الأجَلا
لمّا رَأوْهُ وَخَيْلُ النّصْرِ مُقْبِلَةٌ وَالحَرْبُ غَيرُ عَوَانٍ أسلموا الحِلَلا
وَضاقَتِ الأرْضُ حتى كانَ هارِبُهمْ إذا رَأى غَيرَ شيءٍ ظَنّهُ رَجُلا
فَبَعْدَهُ وإلى ذا اليَوْمِ لوْ رَكَضَتْ بالخَيْلِ في لهَوَاتِ الطّفلِ ما سَعَلا
فَقَدْ تركْتَ الأُلى لاقَيْتَهُمْ جَزَراً وَقَد قَتَلتَ الأُلى لم تَلْقَهُمْ وَجَلا
كَمْ مَهْمَهٍ قَذَفٍ قَلبُ الدّليلِ به قَلْبُ المُحِبّ قَضاني بعدما مَطَلا
عَقَدْتُ بالنّجْمِ طَرْفي في مَفاوِزِهِ وَحُرَّ وَجْهي بحَرّ الشّمسِ إذْ أفَلا
أوْطَأتُ صُمَّ حَصاها خُفَّ يَعْمَلَةٍ تَغَشْمَرَتْ بي إليكَ السهلَ وَالجَبَلا
لوْ كنتَ حشوَ قَميصي فوْقَ نُمرُقهَا سَمِعْتَ للجنّ في غيطانهَا زَجَلا
حتى وَصَلْتُ بنَفْسٍ ماتَ أكثرُها وَلَيْتَني عِشْتُ مِنْهَا بالّذي فَضَلا
أرْجو نَداكَ وَلا أخشَى المِطالَ بهِ يا مَنْ إذا وَهَبَ الدّنْيا فقَد بخِلا

فقد شغل الناس كثرة الأمل

فقَدْ شَغَلَ النّاسَ كَثرَةُ الأمَلِ وَأنْتَ بالمَكْرُمَاتِ في شُغُلِ
تَمَثّلُوا حَاتِماً وَلَوْ عَقَلُوا لَكُنْتَ في الجُودِ غايَةَ المَثَلِ
أهْلاً وَسَهْلاً بما بَعَثْتَ بهِ إيهاً أبا قاسِمٍ وبالرّسُلِ
هَدِيّةٌ مَا رَأيْتُ مُهْديَها إلاّ رَأيْتُ العِبَادَ في رَجُلِ
أقَلُّ مَا في أقَلّهَا سَمَكٌ يَسْبَحُ في بِرْكَةٍ مِنَ العَسَلِ
كَيفَ أُكَافي عَلى أجَلّ يَدٍ مَنْ لا يَرَى أنّهَا يَدٌ قِبَلي

قفا تريا ودقي فهاتا المخايل

قِفَا تَرَيَا وَدْقي فَهَاتَا المَخايِلُ وَلا تَخْشَيا خُلْفاً لِما أنَا قائِلُ
رَماني خساسُ النّاس من صائبِ استِهِ وآخَرَ قُطْنٌ من يَدَيهِ الجَنَادِلُ
وَمن جاهلٍ بي وَهْوَ يَجهَلُ جَهلَهُ وَيَجْهَلُ عِلمي أنّهُ بيَ جاهِلُ
وَيَجْهَلُ أنّي مالكَ الأرْضِ مُعسِرٌ وَأنّي على ظَهرِ السِّماكَينِ رَاجِلُ
تُحَقِّرُ عِندي هِمّتي كُلَّ مَطلَبٍ وَيَقصُرُ في عَيني المَدى المُتَطاوِلُ
وما زِلْتُ طَوْداً لا تَزُولُ مَنَاكبي إلى أنْ بَدَتْ للضّيْمِ فيّ زَلازِلُ
فقَلْقَلْتُ بالهَمّ الذي قَلْقَلَ الحَشَا قَلاقِلَ عِيسٍ كُلّهُنّ قَلاقِلُ
إذا اللّيْلُ وَارَانَا أرَتْنا خِفافُها بقَدحِ الحَصَى ما لا تُرينا المَشاعِلُ
كأنّي منَ الوَجْناءِ في ظَهرِ مَوْجَةٍ رَمَتْ بي بحاراً ما لَهُنّ سَواحِلُ
يُخَيَّلُ لي أنّ البِلادَ مَسَامِعي وأنّيَ فيها ما تَقُولُ العَواذِلُ
وَمَنْ يَبغِ ما أبْغي مِنَ المَجْدِ والعلى تَسَاوَ المَحايي عِنْدَهُ وَالمَقاتِلُ
ألا لَيسَتِ الحاجاتُ إلاّ نُفُوسَكمْ وَلَيسَ لَنا إلاّ السّيوفَ وَسائِلُ
فَمَا وَرَدَتْ رُوحَ امرىءٍ رُوحُهُ له وَلا صَدَرَتْ عن باخِلٍ وَهوَ باخِلُ
غَثَاثَةُ عَيشي أنْ تَغَثّ كَرامَتي وَلَيسَ بغَثٍّ أنْ تَغَثّ المَآكلُ

أحببت برك إذ أردت رحيلا

أحْبَبْتُ بِرّكَ إذْ أرَدْتَ رَحيلا فوَجَدْتُ أكثرَ ما وَجَدْتُ قَليلا
وَعَلِمْتُ أنّكَ في المَكارِمِ رَاغِبٌ صَبٌّ إلَيْها بُكْرَةً وَأصِيلا
فَجَعَلْتُ مَا تُهْدِي إليّ هَدِيّةً مِني إلَيْكَ وَظَرْفَها التّأمِيلا
بِرٌّ يَخِفّ عَلى يَدَيْكَ قَبُولُهُ وَيَكُونُ مَحْمِلُهُ عَليّ ثَقِيلا

عزيز إسا من داؤه الحدق النجل

عَزيزُ إساً مَن داؤهُ الحَدَقُ النُّجْلُ عَيَاءٌ بهِ ماتَ المُحبّونَ من قَبْلُ
فَمَنْ شاءَ فَلْيَنْظُرْ إليّ فمَنظَري نَذيرٌ إلى مَن ظَنّ أنّ الهَوَى سَهْلُ
وما هيَ إلاّ لحظَةٌ بَعدَ لحظَةٍ إذا نَزَلَتْ في قَلبِهِ رَحَلَ العَقْلُ
جرَى حبُّها مجْرَى دَمي في مَفاصِلي فأصْبَحَ لي عَن كلّ شُغلٍ بها شُغْلُ
سَبَتْني بدَلٍّ ذاتُ حُسْنٍ يَزينُها تَكَحُّلُ عَيْنَيها وليسَ لها كُحلُ
كأنّ لحاظَ العَينِ في فَتْكِهِ بِنَا رَقيبٌ تَعَدّى أوْ عَدُوٌّ لهُ دَخْلُ
ومن جَسَدي لم يَترُكِ السّقمُ شعرَةً فَمَا فَوْقَها إلاّ وفيها لَهُ فِعْلُ
إذا عَذَلُوا فيها أجَبْتُ بأنّةٍ: حُبَيّبَتي قلبي فُؤادي هيا جُمْلُ
كأنّ رَقيباً منكِ سَدّ مَسامِعي عنِ العذلِ حتى ليس يدخلها العذلُ
كأنّ سُهادَ اللّيلِ يَعشَقُ مُقلَتي فبَيْنَهُما في كُلّ هَجْرٍ لنا وَصْلُ
أُحِبّ التي في البدرِ منها مَشَابِهٌ وأشكو إلى من لا يُصابُ له شكلُ
إلى واحِدِ الدّنْيا إلى ابنِ مُحَمّدٍ شُجاعَ الذي لله ثمّ لَهُ الفَضْلُ
إلى الثّمَرِ الحُلْوِ الذي طَيِّءٌ لَهُ فُرُوعٌ وقَحْطانُ بنُ هودٍ لها أصلُ
إلى سَيّدٍ لَوْ بَشّرَ الله أُمّةً بغَيرِ نَبيٍّ بَشّرَتْنَا بهِ الرّسْلُ
إلى القابضِ الأرْواحِ والضّيغَمِ الذي تُحَدّثُ عن وَقفاته الخيلُ والرَّجْلُ
إلى رَبّ مالٍ كُلّما شَتّ شَملُهُ تَجَمّعَ في تَشتيتِهِ للعُلَى شَمْلُ
هُمَامٌ إذا ما فَارَقَ الغِمْدَ سَيْفُهُ وعايَنْتَهُ لم تَدرِ أيّهُمَا النّصْلُ
رَأيْتُ ابنَ أمّ المَوْتِ لوْ أنّ بَأسَهُ فَشَا بينَ أهْلِ الأرْضِ لانقطعَ النسلُ
على سابِحٍ مَوْجُ المَنايا بنَحْرِهِ غَداةَ كأنّ النَّبلَ في صَدرِهِ وَبْلُ
وَكَمْ عَينِ قِرْنٍ حَدّقَتْ لِنِزالِهِ فلم تُغْضِ إلاّ والسّنانُ لها كُحلُ
إذا قيلَ رِفقاً قالَ للحِلمِ موْضِعٌ وَحِلْمُ الفتى في غَيرِ مَوْضِعه جَهْلُ
ولَوْلا تَوَلّي نَفسِهِ حَملَ حِلْمِهِ عن الأرض لانهدّتْ وناء بها الحِملُ
تَباعَدَتِ الآمالُ عن كلّ مَقصِدٍ وضاقَتْ بها إلاّ إلى بابِهِ السُّبْلُ
ونادى الندى بالنّائمينَ عن السُّرَى فأسمَعَهمْ هُبّوا فقد هلَكَ البُخلُ
وَحالَتْ عَطايا كَفّهِ دونَ وَعْدِهِ فَلَيسَ لَهُ إنْجازُ وَعْدٍ وَلا مَطْلُ
فأقْرَبُ مِن تَحديدِها رَدُّ فائِتٍ وأيسَرُ من إحصائِها القَطرُ والرّملُ
وَما تَنْقِمُ الأيّامُ مِمّنْ وُجُوهُهَا لأخْمَصِهِ في كلّ نائِبَةٍ نَعْلُ
وَمَا عَزَّهُ فيها مُرَادٌ أرَادَهُ وإنْ عَزّ إلاّ أن يكونَ لَهُ مِثْلُ
كَفَى ثُعَلاً فَخْراً بأنّكَ مِنْهُمُ ودَهْرٌ لأنْ أمْسَيتَ من أهلِهِ أهلُ
ووَيْلٌ لنَفسٍ حاوَلَتْ منْكَ غرّةً وَطُوبَى لعَينٍ سَاعَةً منكَ لا تخلو
فَما بفَقيرٍ شامَ بَرْقَكَ فَاقَةٌ وَلا في بِلادٍ أنْتَ صَيّبُها مَحْلُ