من أَعجَبِ الأَخبارِ أنّ الأَرنبا | لمَّا رأَى الدِّيكَ يَسُبُّ الثعْلبا |
وهوَ على الجدارِ في أمانِ | يغلبُ بالمكانِ ، لا الإمكانِ |
داخَلهُ الظنُّ بأَنّ الماكرا | أمسى من الضّعفِ يطيقُ الساخرا |
فجاءَهُ يَلْعَنُ مثل الأَوَّلِ | عدادَ ما في الأرضِ من مغفَّلِ |
فعصفَ الثعلبُ بالضعيفِ | عصفَ أخيهِ الذِّيبِ بالخروف |
وقال : لي في دمكَ المسفوكِ | تسلية ٌ عن خيْبتي في الديكِ! |
فالتفتَ الديكُ إلى الذبيح | وقال قولَ عارِفٍ فصيح |
ما كلَّنا يَنفعُهُ لسانُهْ | في الناسِ مَن يُنطقُه مَكانُهْ! |
قصائد العصر الحديث
قصائد عربية رائعة من العصر الحديث لأمير الشعراء و شاعر النيل و شاعر الخضراء أجمل القصائد.
هِرَّتي جِدُّ أَليفَهْ
هِرَّتي جِدُّ أَليفَهْ | وهْي للبيتِ حليفهْ |
هي ما لم تتحركْ | دمية البيتِ الظريفه |
فإذا جاءتْ وراحتْ | زِيدَ في البيتِ وصِيفه |
شغلها الفارُ: تنقِّي الرَّ | فَّ منه والسَّقيفَهْ |
وتقومُ الظهرَ والعصـ | ـرَ بأورادٍ شريفه |
ومن الأَثوابِ لم تملِـ | ـكْ سوى فروٍ قطيفه |
كلما استوسخَ، أو آ | وى البراغيثَ المطيفه |
غسَلَتْه، وكوَتْه | بأَساليبَ لطيفه |
وحَّدَتْ ما هو كالحمَّا | م والماءِ وظيفه |
صيَّرَتْ ريقتَها الصَّا | بونَ، والشاربَ ليفه |
لا تمرَّنَّ على العين | ولا بالأنفِ جيفه |
وتعوَّدْ أن تلاقى | حسنَ الثوبِ نظيفه |
إنما الثوْبُ على الإنـ | ـانِ عنوانُ الصحيفه |
لي جدَّة ٌ ترأفُ بي
لي جدَّة ٌ ترأفُ بي | أحنى عليَّ من أبي |
وكلُّ شيءٍ سرَّني | تذهب فيه مَذهبي |
إن غضبَ الأهلُ عليَّ | كلُّهم لم تغضبِ |
بمشى أَبي يوماً إليَّ | مشية َ المؤدِّبِ |
غضبانَ قد هدَّدَ بالضرْ | ب وإن لم يَضرِبِ |
فلم أَجِد لي منهُ | غيرَ جَدَّتي من مَهرَبِ |
فجعَلتني خلفَها | أنجو بها، وأختبي |
وهْيَ تقولُ لأَبي | بِلهجة المؤنِّبِ: |
ويحٌ لهُ! ويحٌ لِهـ | ـذا الولدِ المعذَّبِ! |
أَلم تكن تصنعُ ما | يَصنعُ إذ أَنت صبي؟ |
الحيوانُ خَلْقُ
الحيوانُ خَلْقُ | له عليْكَ حَقُّ |
سَخَّرَه الله لكا | وللعِبادِ قبلَكا |
حَمُولة ُ الأَثقالِ | ومُرْضِعُ الأَطفالِ |
ومُطْعمُ الجماعهْ | وخادِمُ الزِّراعه |
مِنْ حقِّهِ أَن يُرْفَقا | به وألا يرهقا |
إن كلَّ دعه يسترحْ | وداوِه إذا جُرِحْ |
ولا يجعْ في داركا | أَو يَظْمَ في جِوارِكا |
بهيمة ٌ مسكينُ | يشكو فلا يُبينُ |
لسانه مقطوع | وما له دُموع! |
لولا التقى لقلتُ: لم
لولا التقى لقلتُ: لم | يَخلُقْ سِواكِ الوَلدا! |
إن شئتِ كان العيرَ، أو | إن شئتِ كان الأسدا |
وإن تردْ غيَّا غوى | أَو تَبْغِ رُشْداً رَشدا |
والبيتُ أنتِ الصوتُ فيـ | ـه، وهْوَ للصَّوتِ صَ |
دى كالبَبَّغا في قفصٍ: | قيلَ له، فقلدا |
وكالقضيبِ اللَّدْنِ: قدْ | طاوَع في الشَّكلِ اليَدا |
يأْخُذُ ما عَوَّدْتِه | والمرءُ ما تعوَّدا! |
ومُمهّد في الوكرِ من
ومُمهّد في الوكرِ من | ولدِ الغرابِ مُزقَّق |
كرُوَيهِبٍ مُتَقلِّسٍ | متأزِّرٍ ، متنطِّق |
لبسَ الرَّمادَ على سوا | دِ جناحه والمفرق |
كالفحمِ غادرَ في الرَّما | دِ بقِيَّة ً لم تُحرَق |
ثُلثاهُ مِنقارٌ ورأ | سٌ ، والأظافرُ ما بقي |
ضخمُ الدِّماغِ على الخُلُوِّ | منَ الحجى والمنطق |
منْ أمِّهِ لقي الصغ | ـيرُ منَ البَليّة ِ ما لقِي |
جَلبَتْ عليهِ ما تَذو | دُ الأمّهاتُ وتتَّقي |
قتنت به ، فتوهمتْ | فيه قُوى ً لم تخلق |
قالت: كبِرْتَ، فثِب كما | وثب الكِبارُ، وحَلِّق |
ورمتْ به في الجوِّ ، لم | تَحرِصْ، ولم تَسْتَوثِق |
فهوى ، فمزِّق في فنا | ءِ الدارِ شرَّ ممزَّق |
وسمعتُ قاقاتٍ تردَّ | دُ في الفضاءِ وترتقي |
ورأيتُ غربانا تفرَّ | قُ في السماءِ وتلتقي |
وعرفتُ رنّة أمِّهِ | في الصارِخاتِ النُّعَّقِ |
فأشرتُ ، فالتفتتْ ، فقل | تُ لها مقالة َ مشفق : |
ـتِ جَناحَه لم تُطلقي | تِ جناحه لم تُّطقي |
وكما تَرَفَّقَ والِدَا | كِ عليكِ لم تَتَرفَّقي! |