غزالة ٌ مرَّتْ على أتانِ | تُقبِّلُ الفَطِيمَ في الأَسنانِ |
وكان خلف الظَّبْية ِ ابنُها الرَّشا | بودِّها لو حملهُ في الحشا |
ففعلتْ بسيِّد الصِّغارِ | فِعْلَ الأَتَانِ بکبنِها الحمارِ |
فأَسرع الحمارُ نحوَ أُمِّهِ | وجاءها والضحكُ ملءُ فمهِ |
يصيحُ: يا أُمّاه ماذا قد دَها | حتى الغزالة ُ استَخفَّت ابنَها |
قصائد العصر الحديث
قصائد عربية رائعة من العصر الحديث لأمير الشعراء و شاعر النيل و شاعر الخضراء أجمل القصائد.
قد سمع الثعلب أهل القرى
قد سمعَ الثعلبُ أهلَ القرى | يدعونَ محتالا بيا ثعلبُ |
فقال حقّاً هذه غاية ٌ | في الفخرِ لا تؤتى ولا تطلب |
من في النُّهى مثلي حتى الورى | أَصبَحْتُ فيهم مَثلاً يُضْرب |
ما ضَرَّ لو وافيْتُهم زائراً | أُرِيهِمُ فوقَ الذي استغرَبوا |
لعلهم يحيون لي زينة ً | يحضرها الدِّيكُ أو الأرنب |
وقصَدَ القوْمَ وحياهُم | وقام فيما بينهم يخطب |
فأُخِذَ الزائِرُ من أُذنِه | وأعطيَ الكلبَ به يلعب |
فلا تَثِق يوماً بِذي حِيلة ٍ | إذْ رُبَّما يَنخَدِعُ الثعلب |
أَتى ثعالَة َ يوماً
أَتى ثعالَة َ يوماً | من الضَّواحي حِمارُ |
وقال إن كنتَ جاري | حقاً ونعمَ الجار |
قل لي فإني كئيبٌ | مُفكرٌ مُحتار |
في موْكِبِ الأَمسِ لمَّا | سرنا وسارَ الكبار … |
… طرَحْتُ مولاي أَرضاً | فهل بذلك عار |
وهل أتيتُ عظيماً ! | فقال: لا يا حِمار! |
بغلٌ أَتى الجوادَ ذات مَرَّهْ
بغلٌ أَتى الجوادَ ذات مَرَّهْ | وقلبُهُ مُمتلِىء ٌ مَسَرَّهْ |
فقال: فضلي قد بدا ياخِلِّي | وآنَ أَن تعْرِفَ لي مَحلِّي |
إذ كنتَ أَمْسِ ماشياً بجانبي | تعجَبُ من رقصِي تَحت صاحبي |
أختالُ ، حتى قالتِ العبادُ : | لمنْمن الملوكِ ذا الجوادُ ؟ |
فضَحِكَ الحِصانُ من مقالِهِ | وقال بالمعهودِ من دلالِهِ: |
لم أرَ أرقصَ البغلِ تحتَ الغازي | لكن سمعتُ نقرة المهمازِ! |
سَمِعْتُ أَنَّ فأْرَة ً أَتاها
سَمِعْتُ أَنَّ فأْرَة ً أَتاها | شقيقُها يَنعَى لها فَتاها |
يصيحُ : يا لي من نحوسِ بختي | مَنْ سَلَّط القِطَّ على ابنِ أُختي؟! |
فوَلوَلتْ وعضَّتِ التُّرابَا | وجمعتْ للمأتمِ الأترابا |
وقالتِ : اليومَ انقضت لذَّاتي | لا خيرَ لي بعدكَ في الحياة ِ |
من لي بهرٍ مثلِ ذاك الهرِّ | يُرِيحُني من ذا العذابِ المرِّ؟! |
وكان بالقربِ الذي تريد | يسمعُ ما تبدي وما تعيدُ |
فجاءَها يقولُ: يا بُشْراكِ | إن الذي دعوتِ قد لبَّاك ! |
ففَزِعت لما رأَته الفارَهْ | واعتصمتْ منه ببيتِ الجاره |
وأَشرفتْ تقولُ للسَّفيهِ: | إن متُّ بعَ ابني فمنْ يبكيه ؟! |
تَنازَعَ الغزالُ والخروفُ
تَنازَعَ الغزالُ والخروفُ | وقال كلٌّ: إنه الظَّريف |
فرأَيا التَّيْسَ؛ فظَنَّا أَنّه | أعطاهُ عقلاً منْ أطالَ ذقنه ! |
فكلَّفاه أَن يُفَتِّشَ الفَلا | عن حكمٍ له اعتبارٌ في الملا |
ينظُرُ في دَعواهُما بالدِّقه | عساهُ يُعطِي الحقَّ مُسْتحِقَّه |
فسارَ للبحثِ بلا تواني | مفتخرا بثقة ِ الإخوانِ |
يقول: عِندي نظرة ٌ كبيرهْ | ترفعُ شأنَ التيسِ في العشيره |
وذاكَ أن أجدرَ الثناءِ | بالصِّدْقِ ما جاءَ من الأَعداءِ |
وإنني إذا دعوْتُ الذِّيبَا | لا يستطيعانِ له تكذيبا |
لكونه لا يعرفُ الغزالا | وليس يُلقِي للخروفِ بالا |
ثم أتى الذِّيبً ، فقال : طلبتي | أنتَ ، فسرْ معي ، وخذْ بلحيتي ! |
وقادَه للموضِع المعروفِ | فقامَ بين الظَّبيينِ بالأظافرِ |
وقال للتيس : انطلقْ لشأنكا | ما قتَل الخَصْمَيْن غيْرُ ذَقنكا! |