| لمن الديار غشيتها بسحام ~ فعمايتين فهضب ذي أقدام |
| فصفا الاطيطِ فصاحتين فغاضر ~ تمشي النعاج بها مع الآرام |
| دار لهند والرباب وفرتنى ~ ولميس قبل حوادث الأيام |
| عوجا على الطلل المحيل لأننا ~ نبكي الديار كما بكى ابن خذام |
| أو ما ترى أضغانهن بواكراً ~ كالنخل من شوكان حين صرام |
| حوراً تعللُ بالعبير جلودها ~ وأنا المعالي صفحة النوام |
| فظللت في دمن الديار كأنني ~ نشوان باكره صبوح مدام |
| أنفٍ كلونِ دم الغزال معتق ~ من خمر عانة أو كروم شبام |
| وكأن شاربها أصاب لسانه ~ مومٌ يخالط جسمه بسقام |
| ومجدة نسأتها فتكمشت ~ رنك النعامة في طريق حام |
| تخذي على العلاتِ سامٍ رأسها ~ روعاء منسمها رثيم دام |
| جالت لتصرعني فقلتُ لها اقصري ~ إني امرءٌ صرعي عليك حرام |
| فجزيتِ خيرَ جزاء ناقة واحدٍ ~ ورجعت سالمة القرا بسلام |
| وكأنما بدر وصيل كتيفة ~ وَكأنما من عاقل أرمام |
| أبلغ سبيعاً أن عرضت رسالة ~ إني كهمك إن عشوت أمامي |
| أقصر إليك من الوعيد فَأنّني ~ مِمّا أُلاقي لا أشد حزامي |
| وأنا المبنهُ بعدَ ما قد نوّموا ~ وأنا المعالنُ صفحة َ النوام |
| وأنا الذي عرفت معدٌ فضلهُ ~ ونشدتُ عن حجر ابن أمِّ قطام |
| وأنازل البطل الكرية نزاله ~ وإذا أناضل لا تطيش سهامي |
| خالي ابن كبشة قد علمت مكانه ~ وأبو يزيد ورهطه أعمامي |
| وإذا أذيت ببلدة ودعتها ~ ولا أقيم بغير دار مقام |
شعر امرؤالقيس
أبيات شعر لأحد أعظم شعراء العصر الجاهلي الشاعر الكبير امرؤ القيس الكندي.
أيا هند لا تنكحي بوهة
| أيا هند لا تنكِحي بوهَة ~ عليه عقيقته أحسبا |
| مرسعة بين أرساغه ~ به عسم يبتغي أرنبا |
| ليجعلَ في رجله كعبها ~ حذار المنية أن يعطبا |
| ولستُ بخذرافة في القعود ~ ولست بطياخة أخدبا |
| ولست بذي رثية إمر ~ إذا قيد مستكرهاً أصحبا |
| وقالت بنفسي شباب له ~ ولمته قبل أن يشجبا |
| وإذ هي سوداء مثل الفحيم ~ تغشى المطانب والمنكبا |
ألما على الربع القديم بعسعسا
| ألما على الربع القديم بعسعسا ~ كأني أنادي أو أكلم أخرسا |
| فلو أن أهل الدّار فيها كعهدنَا ~ وجدت مقيلاً عندهم ومعرسا |
| فلا تنكروني إنني أنا ذاكم ~ ليالي حل الحي غولاً فألعسا |
| فإما تريني لا أغمض ساعة ~ من الليل إلا أن أكب فأنعسا |
| تأوبني دائي القديم فغلسا ~ أحاذر أن يرتد دائي فأنكسا |
| فيا رب مكروب كررت وراءه ~ وطاعنت عنه الخيل حتى تنفسا |
| ويا رب يوم قد أروح مرجلاً ~ حبيبا إلى البيض الكواعب أملسا |
| يرعنَ إلى صوتي إذا ما سمعنه ~ كما ترعوي عيط إلى صوت أعيسا |
| أراهن لا يحببن مَن قل ماله ~ ولا من رأين الشيب فيه وقوا |
| وما خفتُ تبريح الحياة كما أرى ~ تضيق ذراعي أن أقوم فألبسا |
| فلو أنها نفس تموت جميعة ~ ولكنها نفس تساقط أنفسا |
| وبدلت قرحاً دامياً بعد صحة ~ فيا لك من نعمى تحوّلن أبؤسا |
| لقد طمح الطماح من بعد أرضه ~ ليلبسني من دائه ما تلبسا |
| ألا إن بعد العُدم للمرء قنوة ~ وَبعد المشيب طول عمر وملبسا |
كأني إذ نزلت على المعلى
| كأني إذ نزلت على المعلى ~ نزلت على البواذخ من شمام |
| فما ملك العراق على المعلى ~ بمقتدر ولا ملك الشآم |
| أصد نشاص ذي القرنين حتى ~ تولى عارضُ الملك الهمام |
| أقر حشا امرىء القيس بن حجر ~ بنو تيم مصابيح الظلام |
ديمة هطلاء فيها وطف
| ديمة هطلاء فيها وطف ~ طبق الأَرض تحرى وتدر |
| تخرج الود إذا ما أشجذت ~ وتواريه إذا ما تشتكر |
| وترى الضب خفيفا ماهرًا ~ ثانيًا برثنه ما ينعفر |
| وترى الشجراء في ريقه ~ كرؤوس قطعت فيها الخمر |
| ساعة ثم انتحاها وابل ~ ساقط الأَكناف واه منهمر |
| راح تمريه الصبا ثم انتحى ~ فيه شؤبوب جنوب منفجر |
| ثج حتى ضاق عن آذيه ~ عرض خيم فجفاف فيسر |
| قد غدا يحملني في أنفه ~ لاحق الإطلَين محبوك ممر |
أجارتنا ان الخطوب تنوب
| أجارتنا ان الخطوب تنوب ~ واني مقيم ما اقام عسيب |
| أجارتنا أنا غريبان هاهنا ~ وكل غريب للغريب نسيب |
| فإن تصلينا فالقرابة بيننا ~ وإن تصرمينا فالغريب غريب |
| اجارتنا مافات ليس يؤؤب ~ وما هو آت في الزمان قريب |
| وليس غريبا من تناءت دياره ~ ولكن من وارى التراب غريب |