زارَتْ عليها للظّلامِ رِواق | ومِنَ النّجومِ قَلائِدٌ ونِطاقُ |
والطوْقُ من لُبْسِ الحَمامِ عهِدتُه | وظِباءُ وَجْرَةَ ما لها أطْواقُ |
ومن العجائِبِ أنّ حَلْيَكِ مُثْقِلٌ | وعليكِ من سَرَقِ الحَريرِ لِفاق |
وصُوَيْحِباتُكِ بالفَلاةِ ثِيابُها | أوْبارُها وحُلِيّها الأرْواق |
لم تُنْصِفي غُذّيتِ أطيَبَ مَطْعَمٍ | وغِذاؤهُنّ الشَّتُّ والطُّبّاق |
هل أنتِ إلّا بعضُهُنّ وإنّما | خَيرُ الحَياةِ وشَرُّها أرْزاق |
حَقٌّ عليها أنْ تَحِنّ لمَنْزِلٍ | غُذِيَتْ به اللذّاتِ وهْيَ حِقاق |
لِيْمَتْ وليْلُ اللائِمِينَ تَعانُقٌ | حتى الصّباحِ وليْلُها الإِعْناق |
ما الجِزْعُ أهْلٌ أنْ تُرَدّدَ نَظْرَةٌ | فيه وتُعْطَفَ نحوَهُ الأعْناق |
لا تَنْزِلي بِلِوَى الشقائِقِ فاللّوى | ألْوَى المَواعِدَ والشقِيقُ شِقاق |
شعر أبو العلاء المعري
مجموعة كبيرة لقصائد المعري قصائد و شعر الشاعر الكبير أبو العلاء المعري أجمل ابيات شعر لابو العلاء المعري.
بخيفة اللَّه تعبدتنا
بخِيفَةِ اللَّهِ تَعَبّدْتَنا | وأنتَ عَينُ الظّالمِ اللاّهي |
تأمُرُنا بالزّهدِ في هذِهِ الـ | دّنيا ما هَمُّكَ إلاّ هي |
خذي رأيي وحسبك ذاك مني
خُذي رأيي وحسبكِ ذاك منّي | على ما فيّ من عِوَجٍ وأمْتِ |
وماذا يبتغي الجُلساءُ عندي | أرادوا منطِقي وأردتُ صَمتي |
ويوجدُ بيننا أمدٌ قصِيٌّ | فأمّوا سَمتَهُمْ وأمَمْتُ سَمتي |
فإنّ القرّ يدفعُ لابسيه | إلى يومٍ من الأيامِ حَمت |
أرى الأشياءَ تجمعها أُصول | وكم في الدّهر من ثُكل وشمت |
هو الحيوانُ من إنْسٍ ووحشٍ | وهنّ الخَيلُ من دُهمٍ وكُمت |
لا يحسب الجود من رب النخيل جدا
لا يحسب الجود من ربّ النخيل جَداً | حتى تجودَ على السّود الغرابيبِ |
ما أغدرَ الإنس كم خَشْفٍ تربَّبَهُم | فغادَرُوهُ أكيلاً بعد تَربيب |
هذي الحياةُ، أجاءتنا، بمعرفةٍ | إلى الطّعامِ، وسَترٍ بالجلابيبِ |
لو لم تُحِسّ لكان الجسمُ مُطّرحاً | لذْعَ الهَواجِرِ، أو وقَعَ الشّآبيب |
فاهجرْ صديقك، إن خِفْتَ الفساد به | إنّ الهجاءَ لمبدُوءٌ بتشبيب |
والكفُّ تُقطعُ، إن خيفَ الهلاكُ بها | على الذّراعِ بتقديرٍ وتسبيب |
طُرْقُ النفوس إلى الأخرى مضلَّلة | والرُّعبُ فيهنّ من أجل الرّعابيب |
ترجو انفساحاً، وكم للماءِ من جهةٍ | إذا تخلّصَ من ضيق الأنابيب |
أمَا رأيتَ صروفَ الدهرِ غاديةً | على القلوب، بتبغيضٍ وتحبيب |
وكلُّ حيٍّ، إذا كانتْ لهُ أُذُنٌ | لم تُخلِه من وشاياتٍ وتخبيب |
عجبتُ للرّوم، لم يَهدِ الزمانُ لها | حتفاً، هداهُ إلى سابورَ أو بيب |
إن تجعَلِ اللّجّةَ الخضراء واقية | فالملكُ يُحفظُ بالخضرِ اليعابيب |
يؤدبك الدهر بالحادثات
يؤدّبك الدهر بالحادثات | إذا كان شيخاك ما أدّبا |
بدت فتنٌ مثلُ سودِ الغمامِ | ألقتْ على العالم الهيدبا |
ومن دونِها اختلفتْ غالبٌ | وأبْعدَ عُثمانُها جُندُبا |
فلا تضحكنّ ابنةُ السّنبسيّ | فأوجبُ منْ ذاك أنْ تَنْدُبا |
إذا عامرٌ تَبِعتْ صالحاً | وزجتْ بنُو قرّةَ الحُردَبا |
وأردف حسّانُ في مائحٍ، | متى هَبطوا مُخْصِبا أجدَبا |
وإنْ فرَعُوا جبلاً شامِخاً | فليسَ يُعَنَّفُ أنْ يحدَبا |
رأيتُ نظيرَ الدَّبَا كثرةً | قتيرُهُم كعُيون الدَّبَا |
دنياك تكنى بأم دفر
دنياكَ تُكْنى بأم دَفرٍ ~ لم يَكْنِها الناسُ أمَّ طِيب |
فأذَنْ إلى هاتفٍ مُجيد ~ قامَ على غصنِه الرّطيب |
يكونُ، عند اللبيبِ منا ~ أبلغ من واعظٍ خطيب |
يحلِف ما جادت اللّيالي ~ إلاّ بسمٍّ لنا قَطيبِ |