قل للنقيب لقد زرنا فضيلته

قُلْ للنَّقِيبِ لقد زُرْنَا فَضِيلَتَهُ فذَادَنا عنه حُرّاسٌ وحُجّابُ
قَدْ كان بَابُكَ مَفْتُوحاً لقاصِدِه واليومَ أُوصدَ دُونَ القاصِدِ البابُ
هلاّ ذَكَرتَ بدارِ الكُتبِ صُحبَتَنا إذْ نَحنُ رغمَ صُرُوف الدَّهرِ أحبابُ
لو أنّني جِئتُ للبابا لأكرَمَني وكان يُكرِمُني لو جِئتْهُ الباب
لا تَخشَ جائِزَة ً قد جِئتُ أطلُبُها إنِّي شَريفٌ وللأشرافِ أحسابُ
فاهْنَأ بما نِلْتَ مِنْ فَضْلٍ وإِنْ قُطِعَتْ بَيْني وبَيْنَكَ بَعْدَ اليَومِ أسْبابُ

قل للرئيس أدام الله دولته

قُلْ للرَّئيسِ أدامَ اللهُ دَولَتَهُ بأنّ شاعِرَه بالبابِ مُنتَظِرُ
إنْ شاءَ حَدَّثَهُ أو شاءَ أطرَبَهُ بكلِّ نادِرَة ٍ تُجْلَى بها الفِكرُ

يرغي ويزبد بالقافات تحسبها

يُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها قصفَ المدافعِ في أفقِ البساتينِ
منْ كلِّ قافٍ كأن اللهَ صوَّرها من مارجِ النارِ تصويرَ الشياطينِ
قد خصَّه اللهُ بالقافاتِ يعلُكها واختَصَّ سُبحانَه بالكافِ والنُّونِ
يَغيبُ عَنّا الحجا حِيناً ويحْضُرُه حيناً فيخلطُ مختلاًّ بموزونِ
لا يأمَنُ السامعُ المسكينُ وثْبَتَه مِن كردفان إلى أعلى فِلَسطِينِ
بَيْنَا تراه ينادي الناسَ في حَلَبٍ إذا به يَتَحَدَّى القَومَ في الصِّينِ
ولم يكن ذاكَ عن طَيشٍ ولا خَبَلٍ لكنّها عَبقَرِيّاتُ الأساطينِ
يَبيتُ يَنسُجُ أحلاماً مُذَهَّبَة ً تُغني تفاسيرُها عن ابنِ سِيرِينِ
طَوراً وَزيراً مُشاعاً في وِزارَتِه يُصَرِّفُ الأمرَ في كلِّ الدَّواوينِ
وتارَة ً زَوجَ عُطبُولٍ خَدَلَّجَة ٍ حسناءَ تملِكُ آلافَ الفدادينِ
يُعفَى من المَهرِ إكراماً للحيَتِه وما أظَلَّته من دُنيا ومِن دِينِ

مرت كعمر الورد بينا أجتلي

مَرَّتْ كعُمْرِ الوَرْدِ بَيْنَا أَجْتَلِي إصباحَها إِذْ آذَنَتْ برَواحِ
لم أقضِ من حَقِّ المُدامِ ولم أقُمْ في الشّارِبِين بواجِبِ الأقداحِ
والزَّهْرُ يَحْتَـثُّ الكُئُوسَ بلَحْظِه ويَشُوبُها بأريجِه الفَيَّاحِ
أخشى عَواقِبَها وأغبِطُ شَربَها وأُجيدُ مِدحَتَها مع المُدَّاحِ
وأَمِيلُ مِنْ طَرَبٍ اذا ماَلتْ بهِمْ فاعَجبْ لنَشْوَانِ الجَوانِحِ صاحِي
أستَغفِرُ اللهَ العَظيمَ فإنّني أَفْسَدْتُ في ذاكَ النَّهارِ صَلاحِي

خمرة في بابل قد صهرجت

خَمرَة ٌ في بابلٍ قد صُهِرجَتْهكذا أَخْبَرَ حاخَامُ اليَهُودْ
أوْدَعُوها جَوفَ دَنٍّ مُظلِمٍولَدَيْه بَشًّرُوها بالخُلُودْ
سألوا الكُهّانَ عن شارِبِهاوعَنِ السَّاقي وفي أيِّ العُهُودْ
فأجابُوهُم: فَتى ً ذو مِرَّة ٍمن نَبي مِصرٍ له فَضلٌ وجُودْ
مُغْرَمٌ بالعُودِ والنايِ مَعاًمُولَعٌ بالشُّربِ والناسُ هُجُودْ
هَمُّه فَصدُ دِنانٍ ونَدى ًوأبوهُ هَمُّه جَمْعُ النُّقُودْ
شعر حافظ إبراهيم

أخشى مربيتي إذا

أَخشَى مُرَبِّيَتي إذاطَلَعَ النَّهارُ وأفزَعُ
وأظلُ بين صواحبِيلعِقابِها أَتَوَقَّعُ
لا الدَّمعُ يَشفَعُ لي ولاطُولُ التَّضَرُّعِ يَنْفَعُ
وأَخافُ والِدَتي إذاجَنَّ الظَّلامُ وأجزعُ
وأبيتُ أرتقِبُ الجزَاءَ وأعْيُنِي لاَ تَهْجَعُ
ما ضَرَّني لو كنتُ أسْـتمعُ الكَلامَ وأخضعُ
ما ضَرَّنِي لو صُنْتُ أثْـوابِي فلاَ تتقطَّعُ
وحَفِظْتُ أوراقي بمَحْـفَظَتِي فلاَ تَتَوَزَّعُ
فأعيشُ آمِنَة ً وأَمـْرَعُ في الهناءِ وأرتعُ
شعر حافظ إبراهيم