قد أسرف الإنس في الدعوى بجهلهم

قد أسرف الإنسُ في الدّعوى بجهلِهمُحتى ادّعوا أنهم للخلق أربابُ
إلبابُهُمْ كان باللذّاتِ متصلاًطولَ الحياةِ وما للقَوم ألبابُ
أجرى، من الخيلِ آمالٌ أُصرّفُهالها بحثّيَ تقريبٌ وإخبابٌ
في طاقةِ النفسِ أنْ تُعْنى بمنزِلهاحتى يُجافَ عليها للثرى بابُ
فاجعلْ نساءك إن أُعطيتَ مَقدِرَةًكذاك واحذَرْ فللِمقدارِ أسبابُ
وكم خنتْ من هَجولٍ حُجّبتْ ووفتمن حُرّة مالها في العِينِ جِلباب
أذىً من الدهرِ مشفوعٌ لنا بأذىًهذا المحلّ بما تخشاهُ مِرْبابُ
يزورُنا الخيرُ غِبّاً، أو يُجانبنافهل لمِا يكرهُ الانسانُ إغبابُ
وقد أساءَ رجالٌ أحسنوا فقُلواوأجمَلوا، فإذا الأعداءُ أحباب
فانفع أخاك على ضُعفٍ تُحِسُّ بهِإنّ النسيمَ بِنفَع الرُّوحِ هَبّاب
من قصائد شعر أبو العلاء المعري

لو جمعوا من الخلان ألفا

لَوْ جَمَعُوا مِنَ الخِلاّنِ ألْفاًفَقَالُوا أعْطِنا بِهمُ أبَانَا
لَقُلْتُ لَهمْ إذا لَغَبَنتمُونيوَكَيفَ أبيع مَنْ شرَطَ الضّمانَا
خَلِيلٌ لا يَرَى المائَةَ الصّفَايَاولا الخَيلَ الجِيادَ وَلا القِيَانَا
عَطَاءً دُونَ أضْعَافٍ عَلَيهاوَيَعْلِفُ قِدْرَهُ العُبْطَ السّمَانَا
وَمَا أرْجُو لطَيْبَةَ غَيرَ رَبّيوَغَيرَ ابنِ الوَلِيدِ بمَا أعَانَا
أعَانَ بِدَفْعَةٍ أرْضَتْ أبَاهَافَكَانَتْ عِنْدَهُ غَلَقاً رِهَانَا
لَئِنْ أخْرَجْتَ طَيْبَةَ مِنْ أبِيهَاإليّ، لأرْفَعَنّ لَكَ العِنَانَا
كَمِدْحَةِ جَرْوَلٍ لِبَني قُرَيْعٍإذا مِنْ فيّ أُخْرِجُهَا لِسَانَا
وَأُمِّ ثَلاثَةٍ جَاءَتْ إلَيْكُمْبِهَا وَهُمٌ، مُحَاذِرَةً زَمَانَا
وَكَانُوا خَمْسَةً إثْنَانِ مِنهُمْلهَا، وَتَحَزُّماً كَانَا ثِبَانَا
وَكَانَتْ تَنْظُرُ العَوّا تُرَجّيلأعْزَلهَا مَطَراً، فخَانَا
تَرَاكَ المُرْضِعَاتُ أباً وأُمّاًإذا رَكِبَتْ بِآنُفِهَا الدّخَانَا
قصيدة شعر الفرزدق

يا ابنة العم إن ذاك الذي

يا ابنة العم إن ذاك الذيأَكْبَرْتِ آيَاتِهِ وَأَعْظَمْتِ فَنَّهْ
لَيْسَ بِالشَّاعِرِ الَّذِي خِلْتِ إِلاَّعَبْرَةً قَدْ يَصُوغُهَا أَوْ أَنَّهْ
أَنْتِ أَقْرَضْتِهِ الثَّنَاءَ فَلَمْ يَرْدُدْ وَمَا كَانَ جَاحِداً لِلْمِنَّهْ
قَلْبُهُ يَعْرفُ الجَمِيلَ وَيَرْعَىكُلَّ حُسْنَى أَعَارَهَا اللُّطْفُ حُسْنَهْ
لَمْ يُطِعْهُ البَيَانُ أَطْوَعَ مَا كَانَ مَدِيحٌ لِوَالِدٍ يَصِفُ ابْنَهْ
وَلِسَانُ المِنْطِيقِ آناً لَهُ جَريٌ وَآناً يَعْرُوهُ عِيٌّ وَلُكْنَهْ
غَيْرَ أَنَّ السُّرُورَ قَدْ أَسْعَدَ اليـومَ بَيَانِي وَخَلَّى فِكْرِي يَسِيرُ وَشَأْنَهْ
فَاهْنَئِي أَيُّهَا العَرُوسُ وَيَا ابْنَالعَمِّ فَاغْنَمْ سَعْدَ القِرَانِ وَيُمْنَهْ
أَنْتَ أَرْقَى الشَّبَابِ خَلْقاً وَخُلْقاًوَأَرَقُّ الأَتْرَابِ حِذْقاً وَفِطْنَهْ
وَهْيَ وَجْهُ العَفَافِ يَنْظُرُهَا الطَّرْفُ قَريراً وَإِنْ دَعَوْهَا بِفِتْنَهْ
بَارَكَ اللهُ فِيكُمَا فَارْغَدَا عَيْشـاً وَذُوقَا صَفْوَ الزَّمَان وَأَمْنَهْ
جبران خليل جبران

يا صاح ما ألف الإعجاب من نفر

يا صاحِ ما ألِفَ الإعجابَ من نفرٍإلا وهم لرؤوسِ القومِ أعجابُ
ما لي أرى المِلكَ المحبوبَ يمنعُهُأن يفعلَ الخيرَ مُنّاعٌ وحُجّابُ
قد ينجُبُ الولدُ النامي، ووالدهُفَسْلٌ، ويفْسلُ، والآباءُ أنجاب
فرَجِّبِ اللَّهَ صِفْراً من محارِمِهِفكم مضتْ بك أصفارٌ وأرجاب
ويعتري النفسَ إنكارٌ ومعرفةٌوكلُّ معنىً له نفيٌ وإيجاب
والموتُ نومٌ طويلٌ، ما له أمَدٌوالنومُ موتٌ قصيرٌ فهو منجابُ
من قصائد شعر أبو العلاء المعري

كم غادة مثل الثريا في العلا

كمْ غادةٍ مثل الثّريّا في العلاوالحُسن قد أضحى الثرى من حُجبِها
ولِعُجْبِها ما قرّبتْ مِرآتَهانزّهْتُ خِلّي عنْ مقالي عُجْ بها
شعر ابو العلاء المعري

يا بنت بيروت ويا نفحة

يا بنت بيروت ويا نفحةمن روح لبنان القديم الوقور
إليك من أنبائه آيةعصرية أزرت بآي العصور
مرت بذاك الشيخ في ليلةذكرى جمال وعبير ونور
ذكرى صبا طابت لها نفسهوافتر عنها رأسه من حبور
أسر نجواها إلى أرزهفلم يطقها في حجاب الضمير
وبثها في زفرة فانبرتبخفة البشرى ولطف السرور
دارجة في السفح مرتادةكل مكان فيه نبت نضير
فضحك النبت ابتهاجا بهاعن زهر رطب ذكي قرير
عن زهر حمل ريح الصباتبسما مستترا في عبير
سرى لبيروت ولاقى شذامن بحرها رأد الصباح المنير
فعقدا في ثغرها درةأجمل شيء بين در الثغور
أسماء هل أبصرتها مرةتزين مرآتك وقت البكور
Khalil Gibran Poem