| لا فَضْلَ إلاّ فَضْل أُمٍّ عَلى ابْنِها | كَفَضْلِ أبي الأشْبالِ عندَ الفَرَزْدقِ |
| تَدارَكَني مِنْ هُوّةٍ كانَ قَعْرُهَا | ثَمَانِينَ بَاعاً للطّويلِ العَشَنَّقِ |
| إذا ما تَرَامَتْ بامرِىءٍ مُشْرِفَاتها | إلى قَعْرِهَا لمْ يدْرِ مِنْ أينَ يَرْتَقي |
| طَليقُ أبي الأشبالِ أصْبَحتُ شاكِراً | لَهُ شَعْرُ نُعْمَى فَضْلُها لمْ يُرَنَّقِ |
| أبَعْدَ الّذي حَطّمْتَ عَني وَبَعْدَما | رَأيْتُ المَنَايَا فَوْقَ عَيْنيّ تَلْتَقي |
| حَطَمتَ قُيودي حَطْمَةً لم تَدعْ لها | بِساقيّ، إذْ حَطّمْتَها من مُعَلَّقِ |
| لَعمْرِي لَئِنْ حَطّمْتَ قَيْدي لطالما | مَشَيْتُ بقَيْدي رَاسِفاً غَيرَ مُطْلَقِ |
| سَتَسْمَعُ ما أُثْني عَلَيكَ إذا التَقَتْ | غَرَائِبُ تَأتي كُلَّ غَرْبٍ وَمَشْرِقِ |
| فَأنْتَ سَواءٌ والسَّماكُ إذا التَقى | على مُمْحِلٍ بالوَائِلِ المُتعَسِّقِ |
| وَلَسْتُ بِنَاسٍ فَضْلَ رَبّي وَنِعْمَةً | خَرَجْتُ بهَا مِنْ كُلّ مَوْتٍ محَدِّقِ |
| وَما مِنْ بَلاءٍ مِثْلُ نَفْسٍ رَدَدْتَها | إلى حَيْثُ كانَتْ وهي عند المُخَنَّقِ |
| وإنّ أبا الأشْبَالِ ألْبَسَني لَهُ | عَليّ رِدَاءَ الأمْنِ لَمْ يَتَخَرَقِ |
| وَفَضْلُ أبي الأشْبَالِ عِندي كَوَابِل | على أثَرِ الوَسْمِيّ للأرْضِ مُغْدِقِ |
| وَإنّ أبَا أُمّي وَجَدّي أبَا أبي | وَلَيلى عَلَوْا بي ساعدَيْ كلّ مُرْتَقي |
ديوان
موقع الديوان شعر قصائد عربية مميزة Diwan الشعر العربي من العصر الجاهلي مرورا بالعصر العباسي و الأموي وصولا للعصر الحديث أشعار متنوعة.
بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما
| بانَتْ سُعادُ، وأمْسَى حَبلُها انجذما | و احتلتِ الشرعَ فالأجزاعَ من إضما |
| إحْدى بَلِيٍّ، وما هامَ الفُؤادُ بها | إلاّ السفاهَ، وإلاّ ذكرة ً حلما |
| ليستْ منَ السودِ أعقاباً إذا انصرفتْ | ولا تبيعُ، بجنبيْ نخلة، البرما |
| غراءُ أكملُ منْ يمشي على قدم | حُسْناً وأمْلَحُ مَن حاوَرْتَهُ الكَلِمَا |
| قالت: أراكَ أخا رَحْلٍ وراحِلَة ٍ | تغشى متالفَ، لن ينظرنك الهرما |
| حياكِ ربي، فإنا لا يحلْ لنا | لهوُ النساءِ، وإنّ الدينَ قد عزما |
| مشمرينَ على خوصٍ مزممة ٍ | نرجو الإلهَ، ونرجو البِرّ والطُّعَمَا |
| هَلاّ سألْتِ بَني ذُبيانَ ما حَسَبي | إذا الدّخانُ تَغَشّى الأشمَطَ البَرما |
| وهَبّتِ الرّيحُ مِنْ تِلقاءِ ذي أُرُلٍ | تُزجي مع اللّيلِ من صُرّادِها صِرَمَا |
| صُهبَ الظّلالِ أتَينَ التّينَ عن عُرُضٍ | يُزْجينُ غَيْماً قليلاً ماؤهُ شَبِمَا |
| يُنْبِئْكِ ذو عرِضهِمْ عني وعالمهُم | وليسَ جاهلُ شيءٍ مثلَ مَن عَلِمَا |
| إنّي أُتَمّمُ أيساري، وأمْنَحُهُمْ | مثنى الأيادي، وأكسو الجفنة َ الأدما |
| واقطعُ الخرقَ بالخرقاءِ، قد جعلتْ | بعدَ الكَلالِ، تَشكّى الأينَ والسّأمَا |
| كادَتْ تُساقِطُني رَحلي وميثرَتي | بذي المَجازِ ولم تُحسِسْ به نَعَمَا |
| من قولِ حرِمِيّة ٍ قالتْ وقد ظَعَنوا | هل في مخفيكمُ من يشتري أدما |
| قلتُ لها، وهيَ تسعى تحتض لبتها | لا تحطمنكِ إنّ البيعَ قد زرما |
| باتتْ ثلاثَ ليالٍ، ثم واحدة | بذي المَجازِ، تُراعي مَنزِلاً زِيَمَا |
| فانشقّ عنها عمودُ الصبح، جافلة ً | عدوَ الحوص تخافُ القانصَ اللحما |
| تَحيدُ عن أسْتَنٍ، سُودٍ أسافِلُهُ | مشيَ الإماءِ الغوادي تحملُ الحزما |
| أو ذو وشومٍ بحوضي باتَ منكرساً | في ليلة ٍ من جُمادى أخضَلتْ دِيَمَا |
| باتَ بحقفٍ من البقارِ، يحفزهُ | إذا استَكَفّ قَليلاً، تُربُهُ انهدَمَا |
| مولي الريحِ روقيهِ وجبهتهُ | كالهِبْرَقيّ تَنَحّى يَنفُخُ الفَحَمَا |
| حتى غدا مثلَ نصلِ السيفِ منصلتاً | يَقْرُو الأماعِزَ مِنْ لبنانَ والأكَمَا |
عادت أغاني العرس رجع نواح
| عادَت أَغاني العُرسِ رَجعَ نُواحِ | وَنُعيتِ بَينَ مَعالِمِ الأَفراحِ |
| كُفِّنتِ في لَيلِ الزَفافِ بِثَوبِهِ | وَدُفِنتِ عِندَ تَبَلُّجِ الإِصباحِ |
| شُيِّعتِ مِن هَلَعٍ بِعَبرَةِ ضاحِكٍ | في كُلِّ ناحِيَةٍ وَسَكرَةِ صاحِ |
| ضَجَّت عَلَيكِ مَآذِنٌ وَمَنابِرٌ | وَبَكَت عَلَيكَ مَمالِكٌ وَنَواحِ |
| الهِندُ والِهَةٌ وَمِصرُ حَزينَةٌ | تَبكي عَلَيكِ بِمَدمَعٍ سَحّاحِ |
| وَالشامُ تَسأَلُ وَالعِراقُ وَفارِسٌ | أَمَحا مِنَ الأَرضِ الخِلافَةَ ماحِ |
| وَأَتَت لَكِ الجُمَعُ الجَلائِلُ مَأتَمًا | فَقَعَدنَ فيهِ مَقاعِدَ الأَنواحِ |
| يا لَلرِجالِ لَحُرَّةٍ مَوؤودَةٍ | قُتِلَت بِغَيرِ جَريرَةٍ وَجُناحِ |
| إِنَّ الَّذينَ أَسَتْ جِراحَكِ حَربُهُمْ | قَتَلَتكِ سَلمُهُمُ بِغَيرِ جِراحِ |
| هَتَكوا بِأَيديهِمْ مُلاءَةَ فَخرِهِمْ | مَوشِيَّةً بِمَواهِبِ الفَتّاحِ |
| نَزَعوا عَنِ الأَعناقِ خَيرَ قِلادَةٍ | وَنَضَوا عَنِ الأَعطافِ خَيرَ وِشاحِ |
| حَسَبٌ أَتى طولُ اللَيالي دونَهُ | قَد طاحَ بَينَ عَشِيَّةٍ وَصَباحِ |
| وَعَلاقَةٌ فُصِمَت عُرى أَسبابِها | كانَت أَبَرَّ عَلائِقِ الأَرواحِ |
| جَمَعَتْ عَلى البِرِّ الحُضورَ وَرُبَّما | جَمَعَتْ عَلَيهِ سَرائِرَ النُزّاحِ |
| نَظَمَتْ صُفوفَ المُسلِمينَ وَخَطوَهُمْ | في كُلِّ غَدوَةِ جُمعَةٍ وَرَواحِ |
| بَكَتِ الصَلاةُ وَتِلكَ فِتنَةُ عابِثٍ | بِالشَرعِ عِربيدِ القَضاءِ وَقاحِ |
| أَفتى خُزَعبِلَةً وَقالَ ضَلالَةً | وَأَتى بِكُفرٍ في البِلادِ بَواحِ |
| إِنَّ الَّذينَ جَرى عَلَيهِمْ فِقهُهُ | خُلِقوا لِفِقهِ كَتيبَةٍ وَسِلاحِ |
| إِن حَدَّثوا نَطَقوا بِخُرسِ كَتائِبٍ | أَو خوطِبوا سَمِعوا بِصُمِّ رِماحِ |
| أَستَغفِرُ الأَخلاقَ لَستُ بِجاحِدٍ | مَن كُنتُ أَدفَعُ دونَهُ وَأُلاحي |
| مالي أُطَوِّقُهُ المَلامَ وَطالَما | قَلَّدتُهُ المَأثورَ مِن أَمداحي |
| هُوَ رُكنُ مَملَكَةٍ وَحائِطُ دَولَةٍ | وَقَريعُ شَهباءٍ وَكَبشُ نِطاحِ |
| أَأَقولُ مَن أَحيا الجَماعَةَ مُلحِدٌ | وَأَقولُ مَن رَدَّ الحُقوقَ إِباحي |
| الحَقُّ أَولى مِن وَلِيِّكَ حُرمَةً | وَأَحَقُّ مِنكَ بِنُصرَةٍ وَكِفاحِ |
| فَامدَح عَلى الحَقِّ الرِجالَ وَلُمهُمُ | أَو خَلِّ عَنكَ مَواقِفَ النُصّاحِ |
| وَمِنَ الرِجالِ إِذا انبَرَيتَ لِهَدمِهِمْ | هَرَمٌ غَليظُ مَناكِبِ الصُفّاحِ |
| فَإِذا قَذَفتَ الحَقَّ في أَجلادِهِ | تَرَكَ الصِراعَ مُضَعضَعَ الأَلواحِ |
| أَدُّوا إِلى الغازي النَصيحَةَ يَنتَصِحْ | إِنَّ الجَوادَ يَثوبُ بَعدَ جِماحِ |
| إِنَّ الغُرورَ سَقى الرَئيسَ بِراحِهِ | كَيفَ احتِيالُكَ في صَريعِ الراحِ |
| نَقَلَ الشَرائِعَ وَالعَقائِدَ وَالقُرى | وَالناسَ نَقْلَ كَتائِبٍ في الساحِ |
| تَرَكَتهُ كَالشَبَحِ المُؤَلَّهِ أُمَّةٌ | لَم تَسلُ بَعدُ عِبادَةَ الأَشباحِ |
| هُمْ أَطلَقوا يَدَهُ كَقَيصَرَ فيهُمُ | حَتّى تَناوَلَ كُلَّ غَيرِ مُباحِ |
| غَرَّتهُ طاعاتُ الجُموعِ وَدَولَةٌ | وَجَدَ السَوادُ لَها هَوى المُرتاحِ |
| وَإِذا أَخَذتَ المَجدَ مِن أُمِّيَّةٍ | لَم تُعطَ غَيرَ سَرابِهِ اللَمّاحِ |
| مَن قائِلٌ لِلمُسلِمينَ مَقالَةً | لَم يوحِها غَيرَ النَصيحَةِ واحِ |
| عَهدُ الخِلافَةِ فِيَّ أَوَّلُ ذائِدٍ | عَن حَوضِها بِبَراعَةٍ نَضّاحِ |
| حُبٌّ لِذاتِ اللهِ كانَ وَلَم يَزَلْ | وَهَوًى لِذاتِ الحَقِّ وَالإِصلاحِ |
| إِنّي أَنا المِصباحُ لَستُ بِضائِعٍ | حَتّى أَكونَ فَراشَةَ المِصباحِ |
| غَزَواتُ (أَدهَمَ) كُلِّلَت بَذَوابِلٍ | وَفُتوحُ (أَنوَرَ) فُصِّلَت بِصِفاحِ |
| وَلَّتْ سُيوفُهُما وَبانَ قَناهُما | وَشَبا يَراعي غَيرُ ذاتِ بَراحِ |
| لا تَبذُلوا بُرَدَ النَبِيِّ لِعاجِزٍ | عُزُلٍ يُدافِعُ دونَهُ بِالراحِ |
| بِالأَمسِ أَوهى المُسلِمينَ جِراحَةً | وَاليَومَ مَدَّ لَهُمْ يَدَ الجَرّاحِ |
| فَلتَسمَعُنَّ بِكُلِّ أَرضٍ داعِيًا | يَدعو إِلى الكَذّابِ أَو لِسَجاحِ |
| وَلتَشهَدُنَّ بِكُلِّ أَرضٍ فِتنَةً | فيها يُباعُ الدينُ بَيعَ سَماحِ |
| يُفتى عَلى ذَهَبِ المُعِزِّ وَسَيفِهِ | وَهَوى النُفوسِ وَحِقدِها المِلحاحِ |
ريم على القاع بين البان و العلم
| ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ | أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ |
| رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا | يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ |
| لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً | يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي |
| جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي | جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ |
| رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ | إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ |
| يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ | لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ |
| لَقَد أَنَلتُكَ أُذنًا غَيرَ واعِيَةٍ | وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ |
| يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَدًا | أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ |
| أَفديكَ إِلفًا وَلا آلو الخَيالَ فِدًى | أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ |
| سَرى فَصادَفَ جُرحًا دامِيًا فَأَسا | وَرُبَّ فَضلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ |
| مَنِ المَوائِسُ بانًا بِالرُبى وَقَنًا | اللاعِباتُ بِروحي السافِحاتُ دَمي |
| السافِراتُ كَأَمثالِ البُدورِ ضُحًى | يُغِرنَ شَمسَ الضُحى بِالحَليِ وَالعِصَمِ |
| القاتِلاتُ بِأَجفانٍ بِها سَقَمٌ | وَلِلمَنِيَّةِ أَسبابٌ مِنَ السَقَمِ |
| العاثِراتُ بِأَلبابِ الرِجالِ وَما | أُقِلنَ مِن عَثَراتِ الدَلِّ في الرَسَمِ |
| المُضرِماتُ خُدودًا أَسفَرَتْ وَجَلَتْ | عَن فِتنَةٍ تُسلِمُ الأَكبادَ لِلضَرَمِ |
| الحامِلاتُ لِواءَ الحُسنِ مُختَلِفًا | أَشكالُهُ وَهوَ فَردٌ غَيرُ مُنقَسِمِ |
| مِن كُلِّ بَيضاءَ أَو سَمراءَ زُيِّنَتا | لِلعَينِ وَالحُسنُ في الآرامِ كَالعُصُمِ |
| يُرَعنَ لِلبَصَرِ السامي وَمِن عَجَبٍ | إِذا أَشَرنَ أَسَرنَ اللَيثَ بِالعَنَمِ |
| وَضَعتُ خَدّي وَقَسَّمتُ الفُؤادَ رُبًى | يَرتَعنَ في كُنُسٍ مِنهُ وَفي أَكَمِ |
| يا بِنتَ ذي اللَبَدِ المُحَميِّ جانِبُهُ | أَلقاكِ في الغابِ أَم أَلقاكِ في الأُطُمِ |
| ما كُنتُ أَعلَمُ حَتّى عَنَّ مَسكَنُهُ | أَنَّ المُنى وَالمَنايا مَضرِبُ الخِيَمِ |
| مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِن صَمصامَةٍ ذَكَرٍ | وَأَخرَجَ الريمَ مِن ضِرغامَةٍ قَرِمِ |
| بَيني وَبَينُكِ مِن سُمرِ القَنا حُجُبٌ | وَمِثلُها عِفَّةٌ عُذرِيَّةُ العِصَمِ |
| لَم أَغشَ مَغناكِ إِلا في غُضونِ كِرًى | مَغناكَ أَبعَدُ لِلمُشتاقِ مِن إِرَمِ |
| يا نَفسُ دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ | وَإِن بَدا لَكِ مِنها حُسنُ مُبتَسَمِ |
| فُضّي بِتَقواكِ فاهًا كُلَّما ضَحِكَتْ | كَما يَفُضُّ أَذى الرَقشاءِ بِالثَرَمِ |
| مَخطوبَةٌ مُنذُ كانَ الناسُ خاطِبَةٌ | مِن أَوَّلِ الدَهرِ لَم تُرمِل وَلَم تَئَمِ |
| يَفنى الزَمانُ وَيَبقى مِن إِساءَتِها | جُرحٌ بِآدَمَ يَبكي مِنهُ في الأَدَمِ |
| لا تَحفَلي بِجَناها أَو جِنايَتِها | المَوتُ بِالزَهرِ مِثلُ المَوتِ بِالفَحَمِ |
| كَم نائِمٍ لا يَراها وَهيَ ساهِرَةٌ | لَولا الأَمانِيُّ وَالأَحلامُ لَم يَنَمِ |
| طَورًا تَمُدُّكَ في نُعمى وَعافِيَةٍ | وَتارَةً في قَرارِ البُؤسِ وَالوَصَمِ |
| كَم ضَلَّلَتكَ وَمَن تُحجَب بَصيرَتُهُ | إِن يَلقَ صابا يَرِد أَو عَلقَمًا يَسُمُ |
| يا وَيلَتاهُ لِنَفسي راعَها وَدَها | مُسوَدَّةُ الصُحفِ في مُبيَضَّةِ اللَمَمِ |
| رَكَضتُها في مَريعِ المَعصِياتِ وَما | أَخَذتُ مِن حِميَةِ الطاعاتِ لِلتُخَمِ |
| هامَت عَلى أَثَرِ اللَذّاتِ تَطلُبُها | وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعي الصِبا تَهِمِ |
| صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ | فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ |
| وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ | وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ |
| تَطغى إِذا مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوًى | طَغيَ الجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُكُمِ |
| إِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ | في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ |
| أَلقى رَجائي إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى | مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدارَينِ وَالغَمَمِ |
| إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ | عِزَّ الشَفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ |
| وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ | قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَدَمِ |
| لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن | يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللهِ يَغتَنِمِ |
| فَكُلُّ فَضلٍ وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ | ما بَينَ مُستَلِمٍ مِنهُ وَمُلتَزِمِ |
| عَلَّقتُ مِن مَدحِهِ حَبلاً أُعَزُّ بِهِ | في يَومِ لا عِزَّ بِالأَنسابِ وَاللُّحَمِ |
| يُزري قَريضي زُهَيرًا حينَ أَمدَحُهُ | وَلا يُقاسُ إِلى جودي لَدى هَرِمِ |
| مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ | وَبُغيَةُ اللهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ |
| وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ | مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي |
| سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً | فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ |
| قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ | مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ |
| نُموا إِلَيهِ فَزادوا في الوَرى شَرَفًا | وَرُبَّ أَصلٍ لِفَرعٍ في الفَخارِ نُمي |
| حَواهُ في سُبُحاتِ الطُهرِ قَبلَهُمُ | نورانِ قاما مَقامَ الصُلبِ وَالرَحِمِ |
| لَمّا رَآهُ بَحيرًا قالَ نَعرِفُهُ | بِما حَفِظنا مِنَ الأَسماءِ وَالسِيَمِ |
| سائِل حِراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما | مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ |
| كَم جَيئَةٍ وَذَهابٍ شُرِّفَتْ بِهِما | بَطحاءُ مَكَّةَ في الإِصباحِ وَالغَسَمِ |
| وَوَحشَةٍ لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ بينَهُما | أَشهى مِنَ الأُنسِ بِالأَحسابِ وَالحَشَمِ |
| يُسامِرُ الوَحيَ فيها قَبلَ مَهبِطِهِ | وَمَن يُبَشِّر بِسيمى الخَيرِ يَتَّسِمِ |
| لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ | فاضَت يَداهُ مِنَ التَسنيمِ بِالسَنَمِ |
| وَظَلَّلَتهُ فَصارَت تَستَظِلُّ بِهِ | غَمامَةٌ جَذَبَتها خيرَةُ الدِيَمِ |
| مَحَبَّةٌ لِرَسولِ اللَهِ أُشرِبَها | قَعائِدُ الدَيرِ وَالرُهبانُ في القِمَمِ |
| إِنَّ الشَمائِلَ إِن رَقَّت يَكادُ بِها | يُغرى الجَمادُ وَيُغرى كُلُّ ذي نَسَمِ |
| وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى اللهُ قائِلُها | لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ |
| هُناكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَاِمتَلأَتْ | أَسماعُ مَكَّةَ مِن قُدسِيَّةِ النَغَمِ |
| فَلا تَسَل عَن قُرَيشٍ كَيفَ حَيرَتُها | وَكَيفَ نُفرَتُها في السَهلِ وَالعَلَمِ |
| تَساءَلوا عَن عَظيمٍ قَد أَلَمَّ بِهِمْ | رَمى المَشايِخَ وَالوِلدانِ بِاللَمَمِ |
| يا جاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ | هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ |
| لَقَّبتُموهُ أَمينَ القَومِ في صِغَرٍ | وَما الأَمينُ عَلى قَولٍ بِمُتَّهَمِ |
| فاقَ البُدورَ وَفاقَ الأَنبِياءَ فَكَمْ | بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسنٍ وَمِن عِظَمِ |
| جاءَ النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَتْ | وَجِئتَنا بِحَكيمٍ غَيرِ مُنصَرِمِ |
| آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ | يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ |
| يَكادُ في لَفظَةٍ مِنهُ مُشَرَّفَةٍ | يوصيكَ بِالحَقِّ وَالتَقوى وَبِالرَحِمِ |
| يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً | حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ |
| حَلَّيتَ مِن عَطَلٍ جِيدَ البَيانِ بِهِ | في كُلِّ مُنتَثِرٍ في حُسنِ مُنتَظِمِ |
| بِكُلِّ قَولٍ كَريمٍ أَنتَ قائِلُهُ | تُحيِ القُلوبَ وَتُحيِ مَيِّتَ الهِمَمِ |
| سَرَت بَشائِرُ باِلهادي وَمَولِدِهِ | في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ |
| تَخَطَّفَتْ مُهَجَ الطاغينَ مِن عَرَبٍ | وَطَيَّرَت أَنفُسَ الباغينَ مِن عُجُمِ |
| ريعَت لَها شَرَفُ الإيوانِ فَاِنصَدَعَتْ | مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِن صَدمَةِ القُدُمِ |
| أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِمْ | إِلا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ |
| وَالأَرضُ مَملوءَةٌ جَورًا مُسَخَّرَةٌ | لِكُلِّ طاغِيَةٍ في الخَلقِ مُحتَكِمِ |
| مُسَيطِرُ الفُرسِ يَبغي في رَعِيَّتِهِ | وَقَيصَرُ الرومِ مِن كِبرٍ أَصَمُّ عَمِ |
| يُعَذِّبانِ عِبادَ اللَهِ في شُبَهٍ | وَيَذبَحانِ كَما ضَحَّيتَ بِالغَنَمِ |
| وَالخَلقُ يَفتِكُ أَقواهُمْ بِأَضعَفِهِمْ | كَاللَيثِ بِالبَهْمِ أَو كَالحوتِ بِالبَلَمِ |
| أَسرى بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ | وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ |
| لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِمْ | كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ |
| صَلّى وَراءَكَ مِنهُمْ كُلُّ ذي خَطَرٍ | وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللهِ يَأتَمِمِ |
| جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِمْ | عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ |
| رَكوبَةً لَكَ مِن عِزٍّ وَمِن شَرَفٍ | لا في الجِيادِ وَلا في الأَينُقِ الرُسُمِ |
| مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ | وَقُدرَةُ اللهِ فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ |
| حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها | عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ |
| وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ | وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاستَلِمِ |
| خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما | يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ |
| أَحَطتَ بَينَهُما بِالسِرِّ وَانكَشَفَت | لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلمٍ وَمِن حِكَمِ |
| وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ | بِلا عِدادٍ وَما طُوِّقتَ مِن نِعَمِ |
| سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً | لَولا مُطارَدَةُ المُختارِ لَم تُسَمَ |
| هَل أَبصَروا الأَثَرَ الوَضّاءَ أَم سَمِعوا | هَمسَ التَسابيحِ وَالقُرآنِ مِن أُمَمِ |
| وَهَل تَمَثَّلَ نَسجُ العَنكَبوتِ لَهُمْ | كَالغابِ وَالحائِماتُ الزُغْبُ كَالرُخَمِ |
| فَأَدبَروا وَوُجوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُمْ | كَباطِلٍ مِن جَلالِ الحَقِّ مُنهَزِمِ |
| لَولا يَدُ اللهِ بِالجارَينِ ما سَلِما | وَعَينُهُ حَولَ رُكنِ الدينِ لَم يَقُمِ |
| تَوارَيا بِجَناحِ اللهِ وَاستَتَرا | وَمَن يَضُمُّ جَناحُ اللهِ لا يُضَمِ |
| يا أَحمَدَ الخَيرِ لي جاهٌ بِتَسمِيَتي | وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسولِ سَمي |
| المادِحونَ وَأَربابُ الهَوى تَبَعٌ | لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحاءِ ذي القَدَمِ |
| مَديحُهُ فيكَ حُبٌّ خالِصٌ وَهَوًى | وَصادِقُ الحُبِّ يُملي صادِقَ الكَلَمِ |
| اللهُ يَشهَدُ أَنّي لا أُعارِضُهُ | من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ |
| وَإِنَّما أَنا بَعضُ الغابِطينَ وَمَنْ | يَغبِط وَلِيَّكَ لا يُذمَم وَلا يُلَمِ |
| هَذا مَقامٌ مِنَ الرَحمَنِ مُقتَبَسٌ | تَرمي مَهابَتُهُ سَحبانَ بِالبَكَمِ |
| البَدرُ دونَكَ في حُسنٍ وَفي شَرَفٍ | وَالبَحرُ دونَكَ في خَيرٍ وَفي كَرَمِ |
| شُمُّ الجِبالِ إِذا طاوَلتَها انخَفَضَتْ | وَالأَنجُمُ الزُهرُ ما واسَمتَها تَسِمِ |
| وَاللَيثُ دونَكَ بَأسًا عِندَ وَثبَتِهِ | إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِلاحِ كَمي |
| تَهفو إِلَيكَ وَإِن أَدمَيتَ حَبَّتَها | في الحَربِ أَفئِدَةُ الأَبطالِ وَالبُهَمِ |
| مَحَبَّةُ اللَهِ أَلقاها وَهَيبَتُهُ | عَلى اِبنِ آمِنَةٍ في كُلِّ مُصطَدَمِ |
| كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجًى | يُضيءُ مُلتَثِمًا أَو غَيرَ مُلتَثِمِ |
| بَدرٌ تَطَلَّعَ في بَدرٍ فَغُرَّتُهُ | كَغُرَّةِ النَصرِ تَجلو داجِيَ الظُلَمِ |
| ذُكِرتَ بِاليُتمِ في القُرآنِ تَكرِمَةً | وَقيمَةُ اللُؤلُؤِ المَكنونِ في اليُتُمِ |
| اللهُ قَسَّمَ بَينَ الناسِ رِزقَهُمُ | وَأَنتَ خُيِّرتَ في الأَرزاقِ وَالقِسَمِ |
| إِن قُلتَ في الأَمرِ (لا) أَو قُلتَ فيهِ (نَعَم) | فَخيرَةُ اللهِ في (لا) مِنكَ أَو (نَعَمِ) |
| أَخوكَ عيسى دَعا مَيتًا فَقامَ لَهُ | وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ الزَّمَمِ |
| وَالجَهلُ مَوتٌ فَإِن أوتيتَ مُعجِزَةً | فَابعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَابعَث مِنَ الرَجَمِ |
| قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ ما بُعِثوا | لِقَتلِ نَفسٍ وَلا جاؤوا لِسَفكِ دَمِ |
| جَهلٌ وَتَضليلُ أَحلامٍ وَسَفسَطَةٌ | فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعدَ الفَتحِ بِالقَلَمِ |
| لَمّا أَتى لَكَ عَفوًا كُلُّ ذي حَسَبٍ | تَكَفَّلَ السَيفُ بِالجُهّالِ وَالعَمَمِ |
| وَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقتَ بِهِ | ذَرعًا وَإِن تَلقَهُ بِالشَرِّ يَنحَسِمِ |
| سَلِ المَسيحِيَّةَ الغَرّاءَ كَم شَرِبَتْ | بِالصابِ مِن شَهَواتِ الظالِمِ الغَلِمِ |
| طَريدَةُ الشِركِ يُؤذيها وَيوسِعُها | في كُلِّ حينٍ قِتالاً ساطِعَ الحَدَمِ |
| لَولا حُماةٌ لَها هَبّوا لِنُصرَتِها | بِالسَيفِ ما انتَفَعَت بِالرِفقِ وَالرُحَمِ |
| لَولا مَكانٌ لِعيسى عِندَ مُرسِلِهِ | وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلروحِ في القِدَمِ |
| لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُهْرُ الشَريفُ عَلى | لَوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيهِ وَلَم يَجِمِ |
| جَلَّ المَسيحُ وَذاقَ الصَلبَ شانِئُهُ | إِنَّ العِقابَ بِقَدرِ الذَنبِ وَالجُرُمِ |
| أَخو النَبِيِّ وَروحُ اللهِ في نُزُلٍ | فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَرشِ مُحتَرَمِ |
| عَلَّمتَهُمْ كُلَّ شَيءٍ يَجهَلونَ بِهِ | حَتّى القِتالَ وَما فيهِ مِنَ الذِّمَمِ |
| دَعَوتَهُمْ لِجِهادٍ فيهِ سُؤدُدُهُمْ | وَالحَربُ أُسُّ نِظامِ الكَونِ وَالأُمَمِ |
| لَولاهُ لَم نَرَ لِلدَولاتِ في زَمَنٍ | ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَرَّ مِن دُهُمِ |
| تِلكَ الشَواهِدُ تَترى كُلَّ آوِنَةٍ | في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ |
| بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاعتَلَتْ سُرُرٌ | لَولا القَذائِفُ لَم تَثلَمْ وَلَم تَصُمِ |
| أَشياعُ عيسى أَعَدّوا كُلَّ قاصِمَةٍ | وَلَم نُعِدَّ سِوى حالاتِ مُنقَصِمِ |
| مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجاءِ قُمتَ لَها | تَرمي بِأُسْدٍ وَيَرمي اللهُ بِالرُجُمِ |
| عَلى لِوائِكَ مِنهُم كُلُّ مُنتَقِمٍ | للهِ مُستَقتِلٍ في اللهِ مُعتَزِمِ |
| مُسَبِّحٍ لِلِقاءِ اللهِ مُضطَرِمٍ | شَوقًا عَلى سابِخٍ كَالبَرقِ مُضطَرِمِ |
| لَو صادَفَ الدَهرَ يَبغي نَقلَةً فَرَمى | بِعَزمِهِ في رِحالِ الدَهرِ لَم يَرِمِ |
| بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُروبِ بِهِمْ | مِن أَسيُفِ اللهِ لا الهِندِيَّةُ الخُذُمُ |
| كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَن رَجُلٍ | مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن ماتَ بِالقَسَمِ |
| لَولا مَواهِبُ في بَعضِ الأَنامِ لَما | تَفاوَتَ الناسُ في الأَقدارِ وَالقِيَمِ |
| شَريعَةٌ لَكَ فَجَّرتَ العُقولَ بِها | عَن زاخِرٍ بِصُنوفِ العِلمِ مُلتَطِمِ |
| يَلوحُ حَولَ سَنا التَوحيدِ جَوهَرُها | كَالحَليِ لِلسَيفِ أَو كَالوَشيِ لِلعَلَمِ |
| غَرّاءُ حامَتْ عَلَيها أَنفُسٌ وَنُهًى | وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِن حِكمَةٍ يَحُمِ |
| نورُ السَبيلِ يُساسُ العالَمونَ بِها | تَكَفَّلَتْ بِشَبابِ الدَهرِ وَالهَرَمِ |
| يَجري الزَمانُ وَأَحكامُ الزَمانِ عَلى | حُكمٍ لَها نافِذٍ في الخَلقِ مُرتَسِمِ |
| لَمّا اعتَلَت دَولَةُ الإِسلامِ وَاتَّسَعَتْ | مَشَتْ مَمالِكُهُ في نورِها التَّمَمِ |
| وَعَلَّمَتْ أُمَّةً بِالقَفرِ نازِلَةً | رَعيَ القَياصِرِ بَعدَ الشاءِ وَالنَعَمِ |
| كَم شَيَّدَ المُصلِحونَ العامِلونَ بِها | في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكًا باذِخَ العِظَمِ |
| لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمدينِ ما عَزَموا | مِنَ الأُمورِ وَما شَدّوا مِنَ الحُزُمِ |
| سُرعانَ ما فَتَحوا الدُنيا لِمِلَّتِهِمْ | وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِها الشَبِمِ |
| ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِمْ | إِلى الفَلاحِ طَريقٌ واضِحُ العَظَمِ |
| لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكنًا شادَ عَدلَهُمُ | وَحائِطُ البَغيِ إِن تَلمَسهُ يَنهَدِمِ |
| نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعوا | عَلى عَميمٍ مِنَ الرُضوانِ مُقتَسَمِ |
| دَع عَنكَ روما وَآثينا وَما حَوَتا | كُلُّ اليَواقيتِ في بَغدادَ وَالتُوَمِ |
| وَخَلِّ كِسرى وَإيوانًا يَدِلُّ بِهِ | هَوى عَلى أَثَرِ النيرانِ وَالأَيُمِ |
| وَاترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَرُهُ | في نَهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَرَمِ |
| دارُ الشَرائِعِ روما كُلَّما ذُكِرَتْ | دارُ السَلامِ لَها أَلقَتْ يَدَ السَلَمِ |
| ما ضارَعَتها بَيانًا عِندَ مُلتَأَمٍ | وَلا حَكَتها قَضاءً عِندَ مُختَصَمِ |
| وَلا احتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِها | عَلى رَشيدٍ وَمَأمونٍ وَمُعتَصِمِ |
| مَنِ الَّذينَ إِذا سارَت كَتائِبُهُمْ | تَصَرَّفوا بِحُدودِ الأَرضِ وَالتُخَمِ |
| وَيَجلِسونَ إِلى عِلمٍ وَمَعرِفَةٍ | فَلا يُدانَونَ في عَقلٍ وَلا فَهَمِ |
| يُطَأطِئُ العُلَماءُ الهامَ إِن نَبَسوا | مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَةِ الحُكُمِ |
| وَيُمطَرونَ فَما بِالأَرضِ مِن مَحَلٍ | وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُدُمِ |
| خَلائِفُ اللهِ جَلّوا عَن مُوازَنَةٍ | فَلا تَقيسَنَّ أَملاكَ الوَرى بِهِمِ |
| مَن في البَرِيَّةِ كَالفاروقِ مَعدَلَةً | وَكَابنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِعِ الحَشِمِ |
| وَكَالإِمامِ إِذا ما فَضَّ مُزدَحِمًا | بِمَدمَعٍ في مَآقي القَومِ مُزدَحِمِ |
| الزاخِرُ العَذبُ في عِلمٍ وَفي أَدَبٍ | وَالناصِرُ النَدبُ في حَربٍ وَفي سَلَمِ |
| أَو كَابنِ عَفّانَ وَالقُرآنُ في يَدِهِ | يَحنو عَلَيهِ كَما تَحنو عَلى الفُطُمِ |
| وَيَجمَعُ الآيَ تَرتيبًا وَيَنظُمُها | عِقدًا بِجيدِ اللَيالي غَيرَ مُنفَصِمِ |
| جُرحانِ في كَبِدِ الإِسلامِ ما اِلتَأَما | جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتابِ دَمي |
| وَما بَلاءُ أَبي بَكرٍ بِمُتَّهَمٍ | بَعدَ الجَلائِلِ في الأَفعالِ وَالخِدَمِ |
| بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَنٍ | أَضَلَّتِ الحُلمَ مِن كَهلٍ وَمُحتَلِمِ |
| وَحِدنَ بِالراشِدِ الفاروقِ عَن رُشدٍ | في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيرُ مُنبَهِمِ |
| يُجادِلُ القَومَ مُستَلًّا مُهَنَّدَهُ | في أَعظَمِ الرُسلِ قَدرًا كَيفَ لَم يَدُمِ |
| لا تَعذُلوهُ إِذا طافَ الذُهولُ بِهِ | ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَبُّ عَن رَغَمِ |
| يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّم ما أَرَدتَ عَلى | نَزيلِ عَرشِكَ خَيرِ الرُسلِ كُلِّهِمِ |
| مُحيِ اللَيالي صَلاةً لا يُقَطِّعُها | إِلا بِدَمعٍ مِنَ الإِشفاقِ مُنسَجِمِ |
| مُسَبِّحًا لَكَ جُنحَ اللَيلِ مُحتَمِلاً | ضُرًّا مِنَ السُهدِ أَو ضُرًّا مِنَ الوَرَمِ |
| رَضِيَّةٌ نَفسُهُ لا تَشتَكي سَأَمًا | وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَأَمِ |
| وَصَلِّ رَبّي عَلى آلٍ لَهُ نُخَبٍ | جَعَلتَ فيهِم لِواءَ البَيتِ وَالحَرَمِ |
| بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَكٍ | شُمُّ الأُنوفِ وَأَنفُ الحادِثاتِ حَمى |
| وَأَهدِ خَيرَ صَلاةٍ مِنكَ أَربَعَةً | في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُرَمِ |
| الراكِبينَ إِذا نادى النَبِيُّ بِهِمْ | ما هالَ مِن جَلَلٍ وَاشتَدَّ مِن عَمَمِ |
| الصابِرينَ وَنَفسُ الأَرضِ واجِفَةٌ | الضاحِكينَ إِلى الأَخطارِ وَالقُحَمِ |
| يا رَبِّ هَبَّتْ شُعوبٌ مِن مَنِيَّتِها | وَاستَيقَظَت أُمَمٌ مِن رَقدَةِ العَدَمِ |
| سَعدٌ وَنَحسٌ وَمُلكٌ أَنتَ مالِكُهُ | تُديلُ مِن نِعَمٍ فيهِ وَمِن نِقَمِ |
| رَأى قَضاؤُكَ فينا رَأيَ حِكمَتِهِ | أَكرِم بِوَجهِكَ مِن قاضٍ وَمُنتَقِمِ |
| فَالطُف لأَجلِ رَسولِ العالَمينَ بِنا | وَلا تَزِد قَومَهُ خَسفًا وَلا تُسِمِ |
| يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِهِ | فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ |
الكمنجات
| الكَمَنجاتُ تَبْكى مَعَ الغَجَرِ الذَّاهِبِينَ إلى الأنْدَلسْ الكَمَنجاتُ تَبْكى على العَرَبِ الْخَارِجِينَ مِنَ الأنْدلُسْ ~~~ الكَمَنجاتُ تَبْكى على زَمَنٍ ضائعٍ لا يَعودْ الكَمَنجاتُ تَبْكى على وَطَنٍ ضائعٍ قَدْ يَعودْ ~~~ الكَمَنجاتُ تُحْرقُ غَاباتِ ذَاكَ الظلَامِ الْبعيدِ الْبعيدْ الكَمَنجاتُ تدْمي الْمُدى، وَتَشُمُّ دَمِى في الْوريدْ ~~~ الكَمَنجاتُ تَبْكى مَعَ الْغَجِر الذَّاهبينَ إلى الأَنْدَلُسْ الكَمَنجاتُ تَبْكى على الْعَرَب الْخارِجِينَ منَ الأَنْدلُسْ ~~~ الكَمَنجاتُ خَيْلٌ على وَتَرٍ من سرابٍ وماءٍ يَئنُّ الكَمَنجاتُ حَقْلٌ مِنَ اللَّيْلكِ الْمُتوحِّش يَنْأَى وَيَدْنو ~~~ الكَمَنجاتُ وَحْشٌ يُعَذِّبُهُ ظُفْرُ إمرة مَسَّهُ، وابْتَعَدْ الكَمَنجاتُ جَيْشٌ يُعَمِّرُ مَقْبَرَةً منْ رُخامٍ ومنْ نَهَوَنْدْ ~~~ الكَمَنجاتُ فَوْضى قُلوب تُجنِّنُها الرِّيحُ في قَدَمِ الرَّاقِصَةْ الكَمَنجاتُ أْسْرابُ طيْرٍ تفرُّ منَ الرَّايَة النَّاقِصَةْ ~~~ الكَمَنجاتُ شَكْوى الْحَرير المُجَعِّد فى لَيْلَةِ الْعاشقَةْ الكَمَنجاتُ صَوْتُ النبيذ الْبعيدِ على رغْبَةٍ سابِقَةْ ~~~ الكَمَنجاتُ تَتْبعُني ههُنا وهناكَ لتثأر مَنِّي الكَمَنجاتُ تَبْحَثُ عنِّى لتقتلني، أَيْنما وَجَدتْني ~~~ الكَمَنجاتُ تَبْكى على الْعَربِ الْخارجينَ مِنَ الأَندلُسْ الكَمَنجاتُ تبكى مع الغجر الذَّاهبينَ إلى الأنْدَلُسْ |
وأما الربيع
| وأَمَّا الربيعُ فما يكتب الشعراءُ السكارى |
| إذا أَفلحوا في التقاط الزمان السريع |
| بصُنَّارة الكلمات – وعادوا إلى صحوهم سالمين |
| قليلٌ من البرد في جَمْرَةِ الجُلَنار |
| يُخفِّفُ من لسعة النار في الاستعارة |
| لو كنتُ أَقربَ منكِ إلى |
| لقبَّلْتُ نفسي |
| قليلٌ من اللون في زهرة اللوز يحمي |
| السماوات من حجَّة الَوثنَيَّ الأخيرة |
| مهما اختلفنا سَندْرِكُ أَنَّ السعادة |
| ممكنةٌ مثل هَزَّةِ أرضٍ |
| قليلٌ من الرقص في مهرجان الزواج الإباحي |
| بين النباتات سوف ينشِّط دورتنا الدمويَّة |
| لا تعرف البذرة الموت |
| مهما ابتعدنا |
| ولا تخجلُ الأبديَّةُ من أَحَدٍ |
| حين تمنَحُ عانَتَها للجميع |
| هنا – في الربيع السريع |