متاهة الذات

يا نفسُ، كيف السبيلُ إلى عُلاه؟وأين ينبتُ ضوءُ الحقِّ في مَداه؟
أأسأل الدربَ عن سرٍّ يلفُّ خطاي؟أم أكتفي بصدى الأحلامِ في سماه؟
أبحثُ عنّي، أيا أزليّةَ الرؤيافكيف تكتملُ الأسئلةُ في صَفاه؟
أسائلُ الوقتَ عن سِرٍّ يُزيحُ ظلاميلكنّه ينثرُ الألغازَ في خُطاه
يا ظلَّ قلبي، أجبني: هل أنا يقين؟أم أنّني ضائعٌ في وهجِ اشتباه؟
كلُّ الجواباتِ نارٌ، ما لها قراروكلُّ صوتٍ يُنادي سرَّه اشتكاه
يا نفسُ، مهلاً، فقد يُولدُ الضياءُحينَ التقتْ في حنايا الصمتِ نجواه
رزيڨ مريم

القيم المنقرضة

في الدرب الطويل، يسكن الصبرُ،
مثل السحاب، في صمته يعتمرُ.
يُبنى بالدمع، ولا يتزعزع،
تحت الغيم، يتنفس، ولا ينهزم.
وفي العفو، بحرٌ عميق،
يخفي الهمس، ويطوي السقيع.
لا يراه سوى من غرق في الظلام،
وفي نسيانٍ، ينبت السلام.
أما الإخلاص، فهو نورٌ خفي،
يضيء الطريق، في الهدى يفي.
لا يعترف بالزمن ولا بالقدر،
وفي القلب، لا يتبدل ولا يغدر.
تسير الأرواح بين المدى البعيد،
والكلمات تهمس، والأفعال تبيد.
لا شيء يدوم في هذا الكون الزائل،
إلا ما كان في الصمت ثابتًا، لا يضائل.
رزيڨ مريم

سكون

و كأنها لمسة من وداع مختصم
موعد للآفاق معتصم
أترفضين قلبا أقسم
بفؤاد حمام مشتمل
و قول صديق هل أنا مبتدع
وصال والشمس مقتصيا
هل أنت يا نجم مستسلما ؟
لقضاء كالمهد منتئم…
أحبك فوق كل ساكنا
و في سبيل كل شاهد ملتزم..
هل أنا منهزما و هل أنت مصدقتي
طارق إبراهيم صالح

أخوي مرا بالقبور

أَخَوَيَّ مُرّا بِالقُبورِ فَسلِّما قَبلَ المَسيرِ
ثُمَّ ادعوا يا مَن بِهامِن ماجِدٍ قَرمٍ فَخورِ
وَ مُسَوّدٍ رَحبِ الفِناءِ أَغَرَّ كَالقَمَرِ المُنيرِ
يا مَن تَضَمَّنُهُ المَقابِرُ مِن صَغيرٍ أَو كَبيرِ
هَل فيكُمُ أَو مِنكُمُمِن مُستَجارٍ أَو مُجيرِ
أَو ناطِقٍ أَو سامِعٍيَوماً بِعُرفٍ أَو نَكيرِ
أَهلَ القُبورِ أَحِبَّتيبَعدَ الجَزالَةِ وَالسُرورِ
بَعدَ الغَضارَةِ وَالنَضارَةِ وَالتَنَعُّمِ وَالحُبورِ
بَعدَ المَشاهِدِ وَالمَجالِسِ وَ الدَساكِرِ وَالقُصورِ
بَعدَ الحِسانِ المُسمِعاتِ وَبَعدَ رَبّاتِ الخُدورِ
وَالناجِياتِ المُنجِياتِ مِنَ المَهالِكِ وَالشُرورِ
أَصبَحتُم تَحتَ الثَرىبَينَ الصَفائِحِ وَالصُخورِ
أَهلَ القُبورِ إِلَيكُمُلا بُدَّ عاقِبَةُ المَصيرِ
أبو العتاهية

أصبحتُ والله في مضيق

أصبحتُ والله في مضيقهل منْ دليلٍ على الطريقِ
أفٍّ لدنيا تلاعبتْ بيتلاعبَ الموج بالغريقِ
أصبتُ فيها دُريهماتٍفبغضتني إلى الصديقِ
أبو العتاهية

قصيدة اخر نفس

اخر نفس طالع حضنت أنا سلاحي
مزجته بالبارود يرسملي افراحي
وطلقته لعدوى تممت أنا كفاحي
اخر نفس طالع رسمته بالتضحية
•°•°•°•°•
اخر نفس طالع كان برده بيقاوم
إيدى على زنادي وعل البندقية
اخر نفس طالع ندرته للحرية
•°•°•°•°•
مشوار وخطيته بسلاحي يا رفيقي
مشوار طويل والعمر أنا فديته
كان الفداء دمى وسنين الاوجاع
اخر نفس طالع طلقته بايديا
•°•°•°•°•
اخر نفس طالع كان ثاير
وكان بيهتف وسط المعركة
يسمع صداه كل مغتصب جاير
تسمع صداه الرصاصة والبندقية
•°•°•°•°•
اخر نفس طالع كان شعلة للاحرار
وكان ينتشى ويهتف مع الثوار
اخر نفس طالع يهزم الاستعمار
اخر نفس طالع كان بالبارود والنار
كتبها الشاعر مروان سالم