أخوض أنا الحروب كما أخوض |
أحارب بالسيوف ولا أخيبُ |
ولم أرى طعنة في أي حربٍ |
كما تلك التي طعن الحبيبُ |
عجبت أنا ومن قلبي عجبت |
عجبت فلم أجد شيئا عجيبُ |
عجبت وقلت كيف يطيب قلبي |
فإذ إن الفؤاد به يطيبُ |
فيا شمس النهار ألّا تغيبي |
فإن العيش دونك لي يريبُ |
ويا قمر الغياهب كوني جنبي |
وداويني فقد عجز الطبيبُ |
لقد ذبلت زهور العشق عندي |
مللت من الحياة ولم أذوبُ |
ولما جاء ذاك البدر ذبت |
وكان البدر عندي لا يغيبُ |
مشقات الحياة تجوب قلبي |
ولم تذب الفؤاد كما تذيبُ |
عشقت البدر من قلبي ولكن |
لغدر الحب تخالفت الدروبُ |
ورغم الودِّ ظل البدر يمضي |
ورغم العشقِ قد ذهب النصيبُ |
احمد محمد سمير عبدالعزيز
قصائد الشاعر العربي أحمد محمد سمير عبدالعزيز في مكتبة قصائد العرب.
عذاب الهوى
ما لي أفكر فيكِ في كل مذهبِ |
ويبكي فؤادي إن وجدتكِ تذهبِي |
أقاتل في أرضكِ وفي نار الهوى |
ولكن بعيناكِ أنت لا لا تلعبِي |
أسيرٌ جناني عاشقٌ ومُعذَبُ |
بأرض الهوى والموت عندي كمُشربِ |
إذا نظر قلبي في عيونكِ يُندَبُ |
وللموت قلبي من هواكِ براغبِ |
وعيناك جيشٌ قاتلٌ وبنظرة |
قتيلٌ جناني ذو دم متشعبِ |
دم شاكرا
دُم شاكرًا إن كان حظك وافر |
ومثابرًا إن كان حظك عاثرُ |
فالحظ لن يأتي لعاصٍ ربه |
بل للذي لله دوما شاكرُ |
يأتيه رزقٌ دائمٌ لا ينقطع |
كالمال إن أخرجته للقادرُ |
فالحظ شهدٌ تستلذ بطعمه |
إن كان حظك كالبحار كبائرُ |
يا من ابي ترك العزيز فإنك |
حلو ولا تنهشك بعض مظاهرُ |
كالطفل يسطع بالبريق جنانُه |
يأتيه حظٌ لن يذقه مكابرُ |
والبعض منا ذات قلبٍ أبيضٍ |
وانحسر حظُّه والظلام مسيطرُ |
فقد ابتلاه الله حتي يختبره |
فإن نجي بالصبر حظُّه يظهرُ |
كن صابرًا فالصبر هذا نعمةٌ |
هي كالدروع تقيك شرًا مبصَرُ |
الصبر بدرٌ في الظلام منوِّر |
الصبر مفتاحٌ لبابِ الجوهرُ |
الصبر كنزٌ في البحار محجر |
الصبر ياقوتٌ وذهبٌ أصفرُ |
والصبر طوقٌ للنجاة مسخر |
فأمسك بصبرٍ لا يجِئك معفَّرُ |
في أرض خيالي
في أرض خيالي قد تهت |
ومشيت بها أنسي التعبُ |
فبصرت وبصري لا يخب |
رجلا ولسانه من ذهبُ |
فزلفت وقد نطق الرجل |
عجب عجب عجب عجبُ |
ما بالك جئت إلي أرضي |
تهرب من واقعك الصخبُ |
ما بالك هل أنت ضعيف |
أولم تمل من الهربُ |
كن أسدا لا تهب الضُبُع |
حارب بالسيف الملتهبُ |
وستلقي سيولا والأمطار |
ستملؤ قلبك بالثُقَبُ |
فأنجو بالصبر وبالإصرار |
وحارب لا تهب الصعبُ |
الدنيا حرب فيها النصر |
وفيها الخسران بكَلَبُ |
فخرجت إلي دنيا التعب |
وبسيفي قطعت السحبُ |
غريق
أراها تضحك في الصباح وتبتسم |
وقلبي هنا بالابتسامة يرتسم |
أقول بأني لن أغادر قبل أن |
أقول لها عن ما بقلبي من الكلم |
فيحدث لي شيء من الخوف والخجل |
وتذهب أقدامي ويملؤني السقم |
فأبعد عنها وأعلم أني قد أجن |
أراها تذهب ثم يقتلني الندم |
ويبكي قلبي قبل عيني كالمطر |
كأن قلبي غريق في بحر الحمم |
فيهدأ قلبي بالصديق وقربها |
ولا يهدأْ قلبي بناس تختصم |
أحب الناس ورغم أني قد طعنت |
يراني الناس كالذباب منعدم |
يحاربني كل العوام بسيفهم |
أراوغ منهم ما استطعت وأنتقم |
فأقع جريحا بالأحقاد وبعدها |
يعالج جرحي بالصديق ويلتأم |
يعالج أيضا بالحبيب وقربه |
يعالج قلبي إن رآها تبتسم |
رقيقة هي ذات حسن دائم |
جميلة هي بالحجاب تعتصم |
إذا نطقت بالحسن تنطق دائما |
إذا قدمت فالنور جاء لكي يعم |
أصابتني بالسهم فور قدومها |
إصابتها قد عذبتني فلم أنم |
أفكر فيها كل يوم بكثرة |
أفكر فيها إن أصابني الألم |
أفكر فيها كي أكون محسنا |
فتأتيني هي كالدواء وكالنعم |
تعالجني بأريجها وجمالها |
تخيط قلبي بالمحاسن والكرم |
أردت دوما أن تكون بقربي |
أقول لها عن ما بقلبي من الكلم |