بِعَينَيكِ إعوالي وَطولُ شَهيقي | وَإِخفاقُ عَيني مِن كَرىً وَخُفوقي |
عَلى أَنَّ تَهويماً إِذا عارَضَ اِطَّبى | سُرى طارِقٍ في غَيرِ وَقتِ طُروقِ |
سَرى جائِباً لِلخَرقِ يَخشى وَلَم يَكُن | مَلِيّاً بِإِسراءٍ وَجَوبِ خُروقِ |
فَباتَ يُعاطيني عَلى رِقبَةِ العِدى | وَيَمزُجُ ريقاً مِن جَناهُ بِريقي |
وَبِتُّ أَهابُ المِسكَ مِنهُ وَأَتَّقي | رُداعِ عَبيرٍ صائِكٍ وَخَلوقِ |
أَرى كَذِبَ الأَحلامِ صِدقاً وَكَم صَغَت | إِلى خَبَرٍ أُذنايَ غَيرِ صَدوقِ |
وَما كانَ مِن حَقٍّ وَبُطلٍ فَقَد شَفى | حَرارَةَ مَتبولٍ وَخَبلَ مَشوقِ |
سَلا نُوَبَ الأَيّامِ ما بالَها أَبَت | تَعَمَّدُ إِلّا جَفوَتي وَعُقوقي |
مُزَيِّلَةٌ شَعبي وَشَعبَ أَصادِقي | وَداخِلَةٌ بَيني وَبَينَ شَقيقي |
أَرانا عُناةً في يَدِ الدَهرِ نَشتَكي | تَأَكُّدَ عَقدٍ مِن عُراهُ وَثيقِ |
وَلَيسَ طَليقُ اليَومِ مَن رَجَعَت لَهُ | صُروفُ اللَيالي في غَدٍ بِطَليقِ |
تَفاوَتَتِ الأَفسامُ فينا فَأَفطَرَت | بِظَمآنَ بادٍ لَوحُهُ وَغَريقِ |
وَكُنتُ إِذا ما الحادِثاتُ أَصَبنَني | بِهائِضَةٍ صُمَّ العِظامِ دَقوقِ |
شَمَختُ فَلَم أُبدِ اِختِناءً لِشامِتٍ | وَلَم أَبتَعِث شَكوى لِغَيرِ شَفيقِ |
أَرى كُلَّ مُؤذٍ عاجِزاً عَن أَذِيَّتي | إِذا هُوَ لَم يُنصَر عَلَيَّ بِموقِ |
وَلَولا غُلُوُّ الجَهلِ ما عُدَّ هَيِّناً | تَكَبُّدُ سِخطي وَاِصطِلاءُ حَريقي |
تَشِفُّ أَقاصي الأَمرِ في بَدَآتِهِ | لِعَيني وَسِترُ الغَيبِ غَيرُ رَقيقِ |
وَمازِلتُ أَخشى مُذ تَبَدّى اِبنُ يَلبَخٍ | عَلى سَعَةٍ مِن أَن تُدالَ بِضيقِ |
وَما كانَ مالي غَيرَ حَسوَةِ طائِرٍ | أُضيفَ إِلى بَحرٍ بِمِصرَ عَميقِ |
لَئِن فاتَ وَفري في اللِئامِ فَلَم أُطِق | تَلافِيَهُ مُستَرجِعاً بِلُحوقِ |
فَلَستُ أَلومُ النَفسَ في فَوتِ بِغيَةٍ | إِذا لَم يَكُن عَصري لَها بِخَليقِ |
أَما كانَ بَذلُ العَدلِ أَيسَرَ واجِبي | عَلى المُتَعَدّي أَو أَقَلَّ حُقوقي |
إِذا ما طَلَبنا خُطَّةَ النِصفِ رَدَّها | عَلَينا اِبنُ خُبثٍ فاحِشٍ وَفُسوقِ |
وَعاهِرَةٍ أَدَّت إِلى شَرِّ عاهِرٍ | مَشابِهَ كَلبٍ في الكِلابِ عَريقِ |
لِيَلبَخَ أَو طولونَ يُعزى فَقَد حَوَت | عَلى اِثنَينِ زَوجٍ مِنهُما وَعَشيقِ |
فَأَيَّهُما أَدّاةُ فَهوَ مُؤَخَّرٌ | إِلى ضَعَةٍ مِن شَخصِهِ وَلُصوقِ |
فَقُل لِأَبي إِسحاقَ إِمّا عَلِقتَهُ | وَأَينَ بِناءٍ في العِراقِ سَحيقِ |
لَقَد جَلَّ ما بَيني وَبَينَكَ إِنَّنا | عَلى سَنَنٍ مِن حَربِهِ وَطَريقِ |
وَإِنَّ أَحَقَّ الناسَ مِنّي بِخُلَّةٍ | عَدُوُّ عَدُوّي أَو صَديقُ صَديقي |
أجمل أبيات الشعر العربي
مجموعة من أجمل أبيات الشعر العربي مقتطفات أبو الطيب المتنبي وشعر أبو العلاء المعري وأجمل قصائد نزار قباني.
الناس للناس ما دام الوفاء بهم
الناسُ للناسِ مادامَ الوفاءُ بهم | والعسرُ واليسرُ أوقاتٌ وساعاتُ |
وأكرَمُ الناسِ ما بَين الوَرَى رَجلٌ | تُقْضى على يَدِه للنَّاسِ حاجاتُ |
لا تَقْطَعَنَّ يَدَ المَعروفِ عَنْ أَحَدٍ | ما دُمْتَ تَقْدِرُ فالأيامُ تَارَاتُ |
واشْكُرْ فَضِيلةَ صُنْعِ اللهِ إِذْ جَعَلَتْ | إِلَيْكَ لا لَكَ عِنْد الناسِ حَاجَاتُ |
قد مات قومٌ و ما ماتت فَضائلُهُم | وعاشَ قَومٌ وهُم في الناسِ أمْواتُ |
في أرض خيالي
في أرض خيالي قد تهت |
ومشيت بها أنسي التعبُ |
فبصرت وبصري لا يخب |
رجلا ولسانه من ذهبُ |
فزلفت وقد نطق الرجل |
عجب عجب عجب عجبُ |
ما بالك جئت إلي أرضي |
تهرب من واقعك الصخبُ |
ما بالك هل أنت ضعيف |
أولم تمل من الهربُ |
كن أسدا لا تهب الضُبُع |
حارب بالسيف الملتهبُ |
وستلقي سيولا والأمطار |
ستملؤ قلبك بالثُقَبُ |
فأنجو بالصبر وبالإصرار |
وحارب لا تهب الصعبُ |
الدنيا حرب فيها النصر |
وفيها الخسران بكَلَبُ |
فخرجت إلي دنيا التعب |
وبسيفي قطعت السحبُ |
أعرض عن الجاهل السفيه
أَعرِض عَنِ الجاهِلِ السَفيهِ | فَكُلُّ ما قالَ فَهُوَ فيهِ |
ما ضَرَّ بَحرَ الفُراتُ يَوماً | إِن خاضَ بَعضُ الكِلابِ فيهِ |
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَة | وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا |
وَلَستُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُني | وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِيا |
فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَتي | وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيا |
كِلانا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَهُ | وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَدُ تَغانِيا |
قصيدة الربيع
هل من رجُوعٍ لربِيع أخاذُ |
مرت عليه سُبُوتٌ و أحادُ … |
وأصبح كالزهر ِأصابهُ من صباحٍ |
برد فأدمعت عينيهِ فغدا نيادُ |
يبكي كبعل بليلة زفاف ٍبين ضِفافٍ |
أو كخدود جارية عليها الكرى أشهادُ |
تقول لصاحبها أويتُ بليلةٍ |
أسكرُوها الجوى والبُعادُ… |
دع عنك يا زهر التشبه بالصبا |
لا مثلك الحصوات ُوالأوتادُ |
يلُمُ به أبا الحن بين سواقي الربُى |
لعشه بان ..بالطين تخلطه الأعوادُ |
قال لما الشجرُ انحنى |
هو كمثل الشهداءِ لم يبطئوا و عادُوا |
وغريفُ الأحواضِ يلُمُ قعرهُ |
في فاه كمثل جدة بذي آمادُ |
بين درُوب ِالحقوُل أشجارٌ |
لها أوراقُها المنطادُ |
كرِيشٍ من غلمانِ كلبٍ |
قامت تُدوِرُ صاحبها انفرادُ |
وماء طويل جريه |
تحسبه جيشُ قلاع نهوادُ |
تساقطت به أوراقُ الصنوبر ِ |
وجذوع اللُوتس وأعوادُ عبادُ |
تسري عليها الخطوب ُ” يقظانة ً” |
تمدحُ الحياة و الرُبى إنشادُ |
لما حللت يا ربيع ُورُحت |
ألست علينا قبل الرحِيلِ عيادُ |
من ذا يدع الربيع يزهوا على ثراه |
جوهره السرور لا الطير والأعواد |
قلي يا محفل العشب |
هل من عود لأشياء تشاد |
برمت غاية المنى فمنك الهناء |
ومنك من عرس الحقل أولاد |
هن طير زقزق بين غريد |
طفيلي جاء بغتة من سواد |
عليه ريشه المصنع بوردي |
ومنقار مرمري وقد له إسعاد |
بين غصون البلوط والصفصاف |
إلى شجيرات الفلين والأوتاد |
يصفر تصفيره الذي له |
يظل الحزين ولعا ونهاد |
عليك يا أم الحياة ملومة |
لم تصيري رغم اللوعة إنشاد |
برية على الخطى والتقى |
بجوك الصحو وليلك المداد |