إذا رأيت نيوب الليث بارزةً |
فلا تظن أن اللَّيْثَ يَبْتَسِمُ |
إذا رأيتَ جِبالَ الثَّلجِ شامخةً |
فلا تظنَّ بأنها تلينُ |
وإنْ بَدا البحرُ في يومٍ هادئًا |
ففي أعماقهِ أمواجٌ تئنُّ |
إذا رأيتَ نجومَ الليلِ ساطعةً |
فاعلم بأنَّ وراءَ الضوءِ غيومُ |
وإنْ بدتْ لكَ غاباتٌ مورقةً |
فهناكَ بينَ الظلالِ ذئابٌ تعلنُ |
تبدو الحياةُ لنا أحيانَ باسمةً |
لكنَّ تحتَ البَسماتِ حُزْنٌ دفينُ |
فلا تَخدْعْكَ مظاهرٌ لامعةٌ |
ففي عمقِ كلِّ شيءٍ سِرٌ دفينُ |
نثر وخواطر
مجموعة من خواطر الأدب و النثر الأدبي العربي.
شوق مغترب
خيال الليل يسكن في رؤايا |
أنتظر فجرًا يعيد الأنس في دوايا |
يا وطني الحبيب، أين ذهبت مروءتي؟ |
فأنا هاجرٌ في أرض الغربة، يا ويحيا! |
ترى الوطن في الدهر يعاني |
يحمل الأحلام والجراح في جُدايا |
في زمن تُغتال فيه الأماني |
والحلمُ يبكي دموعًا في ظُلُمايا |
يبقى الوطن في عيني حُلُمًا بعيدًا |
يغربلني الشوق، ويحتوي الدمعَ في حُضايا |
يا وطني، في دمي ترابك وَرْدًا |
وفي عيني نجمك يلوح بِسَمَايا |
أسير بين ذكرى وحلم مسافر |
أغرق في بحرك، وتحن الرَّيايا |
الحب المتطرف
لا أملك سوى ثمانية وعشرين حرفًا وقلم |
وكيف تريدين أن أعبّر لك عن حب ذاق منك الأمل والألم |
ذاق منك الحب والهوى، وأصبحت أنا منّي سيّدًا على ذاتي وعبدًا لمشاعر الغرام |
أصبحت متيّمًا في عشقك ووصلت إلى درجة الهيام |
تائهًا، سائحًا في ثنايا الخيال، أصبحت مؤمنًا بدون إيمان |
وجسرًا للعشّاق، ناصحًا لهم ألّا يستعملوا الثمانية والعشرين حرفًا والقلم |
كأنّني شجرة حزينة تنتظر الخريف ليسقط أبناؤها وتنعَم بالعزلة والسلام |
وفي فراقكم، لا سلام ولا قوة ولا إيمان ولا وئام |
ورغم كل السبل التي قطعت قلبًا هيامًا للوصول إليك |
سوف يصل يومًا مجددًا للسكينة والطمأنينة ويسقط مجددًا في برّ الأمان |
أجود البيت الشعري
كَتَبتُ الشِعرة بِرَشادِ |
و تَركتُ فُؤَادِ في ضِيقٍ لا تُجلى بهِ رُعَاتي |
وكانْ فُؤَادِ في محضرٍ بلا زَماني |
و تركتُ أمالي في متاهتٍ بلا مُرَاعاتي |
والعلمُ تَتَجلى في المعالي |
وتركتُ تَرَفَّهَ النعامي |
وأَسْكَنَتُ حِذْقِ بين نُبُوغِ والبلالي |
ايتها الريح
مـــالـــي ارى الـــريـــح مــخـاصـمـة اشــرعــتـي ؟ |
و لا نــــســــيــــمـــا يــــــــفـــــــرح قـــــلـــــبـــــي |
مـــــا انـــزلــت اشــرعــتـي و ان طــــال غــيـابـك |
فـــــــــــان فـــــــــــي رجــــــوعـــــك الــــــفـــــرح |
فـانـي اخــاف ان انـزلـها فـتهجري يـاريح مـركبي |
و ان تظل طول الدهر منزلت فمارفعت لغيرك ابدا |
ان الرجال
ان الرجال وان ضاقت دُنيتهمْ |
لهم ملاذا في الارضِ أصحابُ |
من الله اتوا صحبتي لا من عدمْ |
ولا رحيلَ لهم باتوا بالقلبِ احبابُ |