لصفراء في قلبي من الحب شعبة

لِصَفراءَ في قَلبي مِنَ الحُبِّ شُعبَةٌهَوىً لَم تَرُمهُ الغانِياتُ صَميمُ
بِهِ حَلَّ بَيتَ الحَيِّ ثُمَّ اِنثَنى بِهِفَزالَت بُيوتُ الحَيِّ وَهوَ مُقيمُ
وَمَن يَتَهيَّض حُبَّهُنَّ فُؤادَهُيَمُت وَيَعِش ما عاشَ وَهوَ سَقيمُ
فَحَرّانَ صادٍ ذيدَ عَن بَردِ مَشرَبٍوَعَن بَلَلاتِ الماءِ وَهوَ يَحومُ
بَكَت دارُهُم مِن فَقدِهِم وَتَهَلَّلَتدُموعي فَأَيَّ الجازِعَينِ أَلومُ
أَهَذا الَّذي يَبكي مِنَ الهونِ وَالبَلاأَم آخَرَ يَبكي شَجوَهُ وَيَهيمُ
إِلى اللَهِ أَشكو حُبَّ لَيلى كَما شَكاإِلى اللَهِ فَقدَ الوالِدَينِ يَتيمُ
يَتيمٌ جَفاهُ الأَقرَبونَ فَعَظمُهُكَسيرٌ وَفَقدُ الوالِدَينِ عَظيمُ
أَفي الحَقِّ هَذا أَنَّ قَلبَكَ فارِغٌوَقَلبِيَ مِمّا قَد أُجَنَّ يَهيمُ
إِذا ذُكِرَت لَيلى أَإِنُّ لِذِكرِهاكَما أَنَّ بَينَ العائِداتِ سَقيمُ
عَلَيَّ دِماءُ البُدنِ إِن كانَ حُبُّهاعَلى النَأيِ في طولِ الزَمانِ يَريمُ
دَعوني فَما عَن رَأيِكُم كانَ حُبُّهاوَلَكِنَّهُ حَظٌّ لَها وَقَسيمُ
قصيدة قيس بن الملوح

أيا قبر ليلى لو شهدناك أعولت

أَيا قَبرَ لَيلى لَو شَهِدناكَ أَعوَلَتعَلَيكَ نِساءٌ مِن فَصيحٍ وَمِن عَجَم
وَيا قَبرَ لَيلى أَكرِمَنَّ مَحَلَّهايَكُن لَكَ ما عِشنا عَلَينا بِها نِعَم
وَيا قَبرَ لَيلى إِنَّ لَيلى غَريبَةٌبِأَرضِكَ لا خالٌ لَدَيها وَلا اِبنُ عَم
وَيا قَبرَ لَيلى ما تَضَمَّنتَ قَبلَهاشَبيهاً لِلَيلى ذا عَفافٍ وَذا كَرَم
وَيا قَبرَ لَيلى غابَتِ اليَومَ أُمُّهاوَخالَتُها وَالحافِظونَ لَها الذِمَم
شعر قيس بن الملوح

بي اليوم ما بي من هيام أصابني

بِيَ اليَومَ ما بي مِن هَيامٍ أَصابَنيفَإِيّاكَ عَنّي لا يَكُن بِكَ ما بِيا
كَأَنَّ دُموعَ العَينِ تَسقي جُفونَهاغَداةَ رَأَت أَظعانَ لَيلى غَوادِيا
غُروبٌ أَثَرَّتها نَواضِحُ مُغرَبٍمُعَلَّقَةٌ تُروي نَخيلاً صَوادِيا
أُمِرَّت فَفاضَت مِن فُروعٍ حَثيثَةٍعَلى جَدوَلٍ يَعلو فِناً مُتَعادِيا
وَقَد بَعُدوا وَاِستَطرَدوا الآلَ دونَهُمبِدَيمومَةٍ قَفرٍ وَأَنزَلتُ جادِيا
قصيدة قيس بن الملوح

أيا جبل الدوم الذي في ظلاله

أَيا جَبَلَ الدومِ الَّذي في ظِلالِهِغَزالانِ مَكحولانِ مُؤتَلِفانِ
غَزالانِ شَبّا في نَعيمٍ وَغِبطَةٍمِنَ الناسِ مَذعورانِ مُحتَبِسانِ
خَليلَيَّ أَمّا أُمُّ عَمروٍ فَمِنهُماوَأَمّا عَنِ الأُخرى فَلا تَسَلاني
أَفي كُلِّ يَومٍ أَنتَ آتٍ دِيارَهابِعَينَينِ إِنساناهُما غَرِقانِ
إِذا اِغرَورَقَت عَينايَ قالَ صَحابَتيلَقَد أولِعَت عَيناكَ بِالهَمَلانِ
نَأَت دارُهُم عَنّي وَفَرَّقَ بَينَناجَرائِرُ جَرَّتها يَدي وَلِساني
فَأَصبَحتُ عَنهُم أَجنَبِيّاً وَلَم أَكُنكَذاكَ عَلى بُعدٍ وَنَحنُ دَواني
وَكَم مِن هَوىً لا يُستَطاعُ طِلابُهُأَتى دونَهُ مَرٌّ مِنَ الحَدَثانِ
وَعَزَّيتُ نَفسي وَهيَ بَينَ صَبابَةٍتَجودُ وَهَل لي بِالفُراقِ يَدانِ
طَوى السِرَّ في نَفسي عَنِ الناسِ كُلِّهِمضُلوعٌ عَلى ما يَحتَوينَ حَواني
إِذا أَنتَ لَم تَجعَل لِنَفسِكَ شُعبَةًمِنَ السِرِّ ذاعَ السِرُّ كُلَّ مَكانِ
شعر قيس بن الملوح

وأشرفت من بتران أنظر هل أرى

وَأَشرَفتُ مِن بُترانَ أَنظُرُ هَل أَرىخَيالاً لِلَيلى رايَةً وَتَرانِيا
فَلَم يَترُكِ الإِشرافُ في كُلِّ مَرقَبٍوَلا الدَمعُ مِن عَينَيكِ إِلّا المَواقِيا
قصيدة شعر لقيس بن الملوح

سلبت عظامي لحمها فتركتها

سَلَبتِ عِظامي لَحمَها فَتَرَكتِهامُعَرَّقَةٌ تَضحى إِلَيهِ وَتَخصَرُ
وَأَخلَيتِها مِن مُخِّها وَكَأَنَّهاقَواريرُ في أَجوافِها الريحُ تَصفِرُ
إِذا سَمِعَت ذِكرَ الحَبيبِ تَقَطَّعَتعَلائِقُها مِمّا تَخافُ وَتَحذَرُ
خُذي بِيَدي ثُمَّ اِنهَضي بي تَبَيَّنيبِيَ الضَرَّ إِلّا أَنَّني أَتَسَتَّرُ
فَما حيلَتي إِن لَم تَكُن لَكِ رَحمَةٌعَلَيَّ وَلا لي عَنكِ صَبرٌ فَأَصبِرُ
فَوَاللَهِ ما قَصَّرتُ فيما أَظُنُّهُرِضاكِ وَلَكِنّي مُحِبُّ مُكَفَّرُ
وَلَيسَ الَّذي يَجري مِنَ العَينِ ماؤُهاوَلَكِنَّها نَفسٌ تَذوبُ فَتَقطُرُ
قصيدة قيس بن الملوح