والحر في الأرض يبني من منازعه

وَالحرُّ في الأَرضِ يَبني مِن منازعِهِسِجناً لَهُ وَهوَ لا يَدري فَيؤتَسَرُ
فَإِن تَحرّر مِن أَبناء بجدَتِهِيَظَلّ عَبداً لِمَن يَهوى وَيَفتَكِرُ
فَهوَ الأَريبُ وَلَكن في تَصَلُّبِهِحَتّى وَلِلحَقِّ بُطلٌ بَل هُوَ البَطَرُ
وَهوَ الطَّليقُ وَلَكن في تَسَرُّعِهِحَتّى إِلى أَوجِ مَجدٍ خالِدٍ صِغَرُ
Khalil Gibran Poem

والحق للعزم والأرواح إن قويت

وَالحَقّ لِلعَزم وَالأَرواحُ إِن قويتسادت وَإِن ضعفت حَلَّت بِها الغِيَرُ
فَفي العَرينَةِ ريحٌ لَيسَ يقربُهُبَنو الثَّعالبِ غابَ الأُسدُ أَم حَضرُوا
وَفي الزَّرازيرِ جُبنٌ وَهيَ طائِرَةٌوَفي البزاةِ شُموخٌ وَهيَ تحتَضرُ
وَالعَزمُ في الرُّوحِ حَقٌّ لَيسَ يُنكرُهُعَزمُ السَّواعدِ شاءَ النّاسُ أَم نكرُوا
فَإِن رَأَيتَ ضَعيفاً سائِداً فَعَلىقَومٍ إِذا ما رَأوا أَشباهَهم نَفَرُوا
أشعار جبران خليل جبران

ليس في الغابات موت

لَيسَ في الغاباتِ مَوتٌلا وَلا فيها القُبور
فَإِذا نيسانُ وَلّىلَم يمُت مَعهُ السُّرور
إِنّ هَولَ المَوتِ وَهمٌيَنثَني طَيَّ الصُّدور
فَالَّذي عاشَ رَبيعاًكَالَّذي عاشَ الدُّهور
أَعطِني النّايَ وَغَنِّفَالغِنا سِرُّ الخُلود
وَأَنِينُ النّايِ يَبقىبَعدَ أَن يَفنى الوُجُود
Khalil Gibran Poem

سكوتي إنشاد وجوعي تخمة

سُكُوتِيَ إِنشادٌ وَجُوعِيَ تخمَةٌوَفي عَطَشي ماء وَفي صَحوَتي سكرُ
وَفي لَوعَتي عُرسٌ وَفي غُربَتي لقاًوَفي باطِني كَشفٌ وَفي مَظهَري سترُ
وَكَم أَشتَكي هَمّاً وَقَلبي مُفاخرٌبِهَمّي وَكَم أَبكي وَثَغريَ يَفترُ
وَكَم أَرتَجي خِلاً وَخِلّي بِجانِبيوَكَم أَبتَغي أَمراً وَفي حَوزَتي الأَمرُ
وَقَد يَنثُرُ اللَّيلُ البَهيمُ منازِعيعَلى بسطِ أَحلامي فَيَجمَعُها الفَجرُ
نَظَرتُ إِلى جِسمي بِمِرآةِ خاطِريفَأَلفَيتُهُ روحاً يُقَلِّصُهُ الفِكرُ
فَبِي من بَراني وَالَّذي مَدَّ فسحَتيوَبِي المَوتُ وَالمَثوى وَبِي البَعثُ وَالنَشرُ
فَلو لَم أَكُن حَيّاً لَما كُنتُ مائِتاًوَلَولا مُرامُ النَّفسِ ما رامَني القَبرُ
وَلما سَأَلتُ النَّفسَ ما الدَّهرُ فاعِلٌبِحَشدِ أَمانينا أَجابَت أَنا الدَّهرُ
Khalil Gibran Poem

أيها الشحرور غرد

أَيّها الشَّحرُورُ غَرّدفَالغِنا سرُّ الوُجود
لَيتَني مِثلكَ حرٌمِن سُجونٍ وَقُيود
لَيَتني مِثلكُ رُوحاًفي فَضا الوَادي أَطير
أَشرَبُ النُّورَ مُداماًفي كُؤوس مِن أَثِير
لَيتَني مِثلك طهراًوَاِقتِناعاً وَرضى
مُعرِضاً عَمّا سَيَأتيغافِلاً عَمّا مَضى
لَيتَني مِثلُكَ ظرفاًوَجَمالاً وَبَها
تبسطُ الرّيح جَناحيكَي يُوشِّيهِ النَّدى
لَيتَني مِثلُكَ فِكراًسابِحاً فَوقَ الهِضاب
أسكبُ الأَنغام عَفواًبَينَ غابٍ وَسَحاب
أَيُّها الشّحرورُ غَنِّوَاِصرف الأَشجان عَني
إِنَّ في صَوتِكَ صَوتاًنافِخاً في أُذن أُذني
أبيات شعر جبران خليل جبران

وما الحياة سوى نوم تراوده

وَما الحَياة سِوى نَومٍ تُراوِدُهُأَحلامُ مَن بِمرادِ النَّفسِ يَأتَمرُ
وَالسرّ في النَّفس حزن النَّفس يَسترُهُفَإِن تَوَلّى فَبِالأَفراحِ يَستَترُ
وَالسرّ في العَيش رَغدُ العَيشِ يَحجبُهفَإِن أُزيلَ تَوَلّى حَجبَهُ الكَدَرُ
فَإِن تَرَفّعتَ عَن رَغدٍ وَعَن كَدَرٍجاوَرتَ ظلَّ الَّذي حارَت بِهِ الفِكَرُ
Khalil Gibran Poem