احبس دموعك

احبِسْ دموعَكَ يكفي منهُ مانَزَلاإنّي غرقتُ بَمَا أرسَلّتَهُ بَلَلا
يكفَينِي نِارَ اغترابي عَنْكَ تَحْرِقُنِيفلا تَزِيدْ إليها من دمي شُعَلا
والله مااشتَقْتَ لي شَوقاً بَكَيّتَ لهُإلا وكان اشتياقي مِثْلهُ دَبَلا
ولاذَكَرْتَ فراقي وانتَحَبْتَ دَمَاًإلا وكان دَمِي عيناي و المُقَلا
حتى وإن كنتَ صَخْراً في صَلابَتهِوذُبّتَ شَوقًا أَذُوبُ لِمِثْلهِ جَبَلا
وما تَغَزَلّتَ بِي حَرفَاً طِربْتُ لهُإلا تَغِزَلّتُ في أوصافِكَ الجُمَلا
رَحَلْتُ عَنْكَ بشَخْصِي جِثَةً هَمَدَتْلكنَّ روحي وقلبي عنكَ ماارتحلا
وَمَا تَغَرَبْتُ إلا مُرغَما نَهِدَاًمن أَجْلِ ماشِربَ الانسانُ أو أَكَلا
لو كنتُ طيراً ولِيْ جنحانَ تَحْمِلُنِيإليكَ حَالاً لَكَانَ الطيرُ قد وَصَلا
يامُهجتي ومُنَى قلبي كفى ألَمَاألسّتَ تُؤْمِنُ أنَّ الحبَّ قد قَتَلا
دَعْنِي أعيشُ ولو حتى بلا نَفَسٍنفسي وروحي قضى ربي لها أَجَلا
أنِي وإن كنتُ مَيّتَاً في مَقَابرِهِأَحْيَا إذا زارَ قبري أو إذا سَأَلا
ويخفقُ القلبُ شَوقَاً لا حدودَ لهُإذا سمعتُ لهُ صَوتَاً أو اتصَلَا
فكيفَ لو ضَمَّنِي في حِضْنهِ زَمَنَاًوهل يَمِلُ الفتى الأَحَضَانَ والقُبَلا
كفكفْ دُمُوعَكَ إني قد غَرِقْتُ بهِوَزِدْ إليهِ دموعي صَيّبَا هَطِلا
فكُلُّ عُسرٍ وضِيقٍ بعدهُ فَرَجَاًويَضّرِبُ اللهُ في هذا لنا مَثَلا
فاحسنْ الظَّنَ لا يأسٌ ولا قلقٌمادامَ واللهُ مولانا لنا أمَلا
كتبها الشاعر سامي العياش الزكري في 2024/2/17م

أرى بوجهك

أَرَى بِوَجْهِكَ أَنَّ طَيّفَكَ قَاتِليفأمّنُنْ عَلَى قَلّبِي بِمَوّتٍ عَاجِلِ
فَرَصَاصُ حُسْنِكَ لامَحَالةَ نَافِذٌقَلبِي وَلَنْ يُغْنِي انفِجَارُ قَنَابِلِي
فلا تُعَذِبْنِي بِقَطْعِ نِيَاطِهِوَتَرّكِي أُعَانِي مَاأُعَانِيّهِ داخلي
قَدْ كُنْتُ قَبْلَكَ فَارِسَاً لا أَنْثَنِيوَاسْألْ عَلَيِّ عَشَائِرِي وَقَبَائِلي
وَكُنْتُ حُرّاً ثَائِرَاً وَمُنَاضِلاًصَلّبُ الإِرَادَةِ وَابنُ كُلِّ مُنَاضِلِ
حتى لقَيتُكِ واعْتَرَتْنِي ذِلَّةٌفَعَلِمّتُ من عَيْنَيّكَ أَنَّكَ قَاتِلِي
ياظالما هَذَا دَمِي أَهْرَقْتَهُويَسُرّنِي أَنْ سَوفَ تُبْعَثُ حَامِلي
كتبها الشاعر سامي العياش الزكري في 2024/2/15م

معلامة الجهل

تخرجَ القومُ مِنْ مِعْلامَةِ الجَهْلِيَعْلِمُونَ ضَلالَ الزَيّفِ والدَّجْلِ
لهم شهاداتُ عُلّيَا في تَخَصُصِهِموقد أُجِيزو ولكنْ مِنْ أبي جَهْلِ
ويَدّعُونَ كَمَالاً من يُطَاولهموهم وربكِ أعجازٌ إلى نَخْلِ
يَتَشَدْقُونَ بلا علمٍ ومعرفةٍويَنْعِقُونَ بأقوالٍ بلا فِعْلِ
وأعلمُ القومِ من طالتْ عِمَامَتُهُولايفرقُ بين الوصلِ والفصلِ
وأعقلُ القومِ أَذْكَهُم وأحْصَفُهممن لايفرقُ بين الثُومِ والبَقْلِ
حُمُرٌ وتَحْمِلُ أسْفَاراً لِعَالِفِهَاولاتُفَكْرُ غيرَ الشُرْبِ والأَكْلِ
ويَدّعُونَ ثقافاتٍ وفلسفةًيُحَلّلُونَ رُؤى الأفكارِ والعَقْلِ
يُفَكْرُونَ حُلُولاً دونَ مُشْكلةٍكَمَنْ يُصَنِّعُ مفتاحاً بلا قُفْلِ
والدِيِنُ ماكان مَعْقُولاً برأيهِمُوالعقلُ ماكان مَحْسُوسَاً ومتجلي
والمَنْطِقُ العَّي مِيزانٌ لفِكْرَتِهِمْومن يُفَكْرُ كالبِرّمِيلِ والطَبْلِ
الدِيّنِ وَحْيٌ ولا ترقى العقولُ لهُوقد تَلَقْاهُ أَهْلُ الدِينِ بالنِقْلِ
ولاتَجِدهُ يُنَافِي العَقْلَ لو عِقلوالكنَّهُمْ بُهُمٌ كالثَوّرِ والعِجْلِ
ويَدّعُونَ حَضَاراتٍ وزخرفةًولايزالون بين الطِينِ والوَحْلِ
حتى الرذيلةُ في قاموسِهم قُلِبَتْإلى الفضيلةِ في الميزاتِ والفَضْلِ
ويزعمون حِجَابَ البِنْتِ مَظْلَمَةًلها وتَحْتَ قُيُودِ القهرِ والذُّلِ
ومن تَعَرّتْ فَقَدْ نَالَتْ تحرّرَهاكما تَحَرّرَ أَهْلُ الرّقِ والغِلِّ
وهُمْ يريدون أَنْ تَخْرُجْ بزينتِهااليّهُمُ ولهُمْ حُريَّةُ الوَصْلِ
حتى إذا جَرّدُوهَا مِنْ مَلابِسَهَاوازَيّنَتْ لَهُمُ بالطِيْبِ والكُحْلِ
طَابَتْ لَهُمْ واسّتَزَلُوهَا لِحَاجَتِهِمْفَغَدَتْ تُدَاوَلُ من خِلٍ إلى خِلِ
وأَيُّ ذُلٍ وَعَارٍ بعدما فَقَدَتْأَعَزُّ مَاتَمّلِكُ الأُنْثَى وماتُغْلِي
واللهِ شَرّفَهَا أُنْثَى وكَرّمَهَاتُسَاقُ في شَرفٍ عَالٍ إلى بَعْلِ
فلتَحْذر الِبنْتُ من شَرٍ يُرادُ بَهاولا تُسودُ وجهَ البَعْلِ والأهْلِ
وربما قدموا نُصْحَاً وموعظةًوهم وإنْ نصحوا كالذئبِ والثَعْلِ
و يَدَّعُونَ حُقُوقاً للورى كَذِبَاًوقد تجلى لنا المقصودُ بالمِلِّي
لوكان صِدْقاً لأَدَوّا حقَ خالقِهمْوالشمسُ تُعرفُ أحياناً من الظِّلِ
ويَدَعُونَ سلاماً في سياستِهمويَزْرَعُونَ قوى الإرهابِ والقَتْلِ
ويُظْهِرُونُ لنا أسْنَانَ ضِحْكَتِهِمْويُضْمِرُونَ نُيُوبَ الحِقْدِ والغِلِّ
يُوَجْهُونَ إلى الإسلامِ حَربَتَهُمحرباً عليهِ بِحَدِ السَيّفِ والنَّصْلِ
وكلما أوقدوا نار العدى خُمِدَتْويُحبطُ اللهُ ماحاكوهُ بالليلِ
دين الهدى بَاقٍ برغمِ أًنُوفِهُمُوالأمرُ للهِ من بعدٍ ومن قَبْلِ
كتبها الشاعر سامي العياش الزكري في 2024/1/13م

بدر التمام

بدرٌ التمامِ مُحجبُأنا في جَمَالِكَ مُعْجَبٌ
قمرٌ وغيرُكَ أَنْجُمٌشمسٌ وغيرُكَ كَوكَبُ
أغار من نظري إليكحتى وأنتَ مُجَلْبَبُ
أفلا أغارُ عليكَ منذئبٍ خبيثٍ يَرْقُبُ
يامهجتي ومنى الفوادياليتَ بُعْدَكَ يَقْرُبُ
أنا هائمٌ بِكَ مُغْرَمٌومتى سَمِعْتُكَ أُطْرَبُ
أنا عاشقٌ ومتيمٌوفي هواكَ مُعَذَّبُ
إنِّي أُحِبُكَ صادقاًفمتى عَلِمْتَنِي أكذبُ
حتى وإن تقسو عليّتقسو وقلبُكَ طيبُ
أنا في شِرَاكِكُ مُوثَقُفأينَ منها المَهْرَبُ
كتبها الشاعر سامي العياش الزكري في 2024/2/13م

الشتاء الدافي

مِنْ أَيّنَ لي بقَوَادِمٍ وخوافيكالطيرِ كي أُفُرِدْ بها أطرافي
وأطيرُ في جو السَّماءِ مُيَمّمَاًوَجْهَ الديارِ أَمُرُّ بالأَحْقَافِ
وعلى ذُرَى صنعا أُحَلِّقُ بُرهةًوأطوفُ لكن لا يَطُولُ طوافي
فأحطُّ في جهرانَ دارِ أحبتيوأَرِدْ على العَذّبِ الزُلالِ الصَّافي
وأَحُوطُ بُسْتاني وأقطفّ زَهْرَهُوأنامُ في حِضْنِ الشتاءِ الدافي
وتَجِيئَنِي الدنيا أو لا تَأتِنِيمادمتُ بين وسادتي ولِحَافِي
إنّي إذا جَنَّ الظلامُ بغربتيأَقْضِيهِ لَيّلَ هواجسٍ وقوافي
وأبِيّتُ سَهْرَاناً يُؤرقُني الهوىناري تُحَرّقُنِي ونوري طافي
وأظلُ أنتظرُ الصَّبَاحَ كانَّماأمشي على قدمي إلى السَّيَافِ
داء الفراقِ أذَاقَنِي مُرَّ الهوىوشَفَّنِي واللهُ منه الشَّافِي
كتبها الشاعر سامي العياش الزكري في 2024/1/29م

ريح الهوى

مالي أَحُسُّ رِيَاحاً تَجْمَعُ الحَطَبالِمَوّقِدٍ بَيْن صدري يُشّعِلُ اللّهَبَا
وأي ريحٍ سوى ريحِ الهوى عصفتْفلم تجدْ غيرَ قلبي لِلّظى حَطَبَا
نارٌ وريْحٌ بِصَحْرَائي وقَاحِلتيأَنَّى أَجِدْ لِفوادي منهما هَرَبَا
كم حدثوني ولكنْ لم أصدقهمعن كل من تركَ الأحبابَ واغتربا
قالوا على الجمرِ يمشي غيرَ مُنْتَعِلٍفقلتُ لكنْ لعلَّ الجمرَ ما التَهَبَا
قالوا يَسِحُ دموعاً لا انكفافَ لهاكالغَيّثِ قلتُ ولكنْ ما سَقَتْ جِرَبَا
قالوا يَشِيبُ هموماً ينحني قَلَقَاًفقلتُ ماكان منها شامخاً عَزَبَا
قالوا يُكابدُ حُزْنَا يشتكي ألَمَاًيَئِنُ والليلُ من أنَّاتِهِ انتَحَبَا
يذوبُ شَوقاً ويُذْكِي البينُ لَوعَتَهُفقلتُ لوكان يَلْقَى ذاك ماذَهَبَا
قالوا ويَلْقَى عَنَاءً فوقَ طاقتهِويَحْتَسي المُرَ من أكوابهِ تَعَبَا
فقلتُ لابُدَّ من هذا وكيفَ لهُمن دونهِ يَجْمَعُ الأموالَ والذَّهَبَا
حتى تغربتُ عن أهلي وعن وطنيفكنتُ في سَفَرِي عنهم كأَهْلِ سَبَا
تركتُ روحي ورائي وارتحل جسديوالغيثُ من سُحْبِ عيني هَلَّ وانسكبَا
وَدَّعْتُ من كنتُ في بستانهم مِلَكاًأَجْنِي واقطتفُ الرُّمان والعِنَبَا
وسِرتُ أبغي قِطَافَ الرزقِ مُغترباًعنهم ولابُدَّ من أنْ أبذلَ السَّبَبَا
عَانَيّتُ كُلَّ الذي قالوهُ عنْ كَثَبٍفقلتُ منْ جَرّبَ الأشياءَ ماكَذَبَا
مانفعُ مالٍ بلا أَهَلٍ ولا وَلَدٍوالمالُ ماأكلَ الأنسانُ أو شِرِبَا
فعِشْ إذا شِئْتَ مستوراً بلا سَفَرٍفلا حياةَ لمنْ عنْ أَهْلِهِ اغتربا
كتبها الشاعر سامي العياش الزكري في 2024/2/6م