تعلقت ليلى وهي غر صغيرة

تَعَلَّقتُ لَيلى وَهيَ غِرٌّ صَغيرَةٌ – ولم يَبد للأَتراب مِن ثَديِها حَجم
صَغيرَينِ نَرعى البَهمَ يا لَيتَ أَنَّنا – إِلى اليَومِ لَم نَكبَر وَلَم تَكبر البَهم
قصيدة حب لمجنون ليلى الشاعر قيس ابن الملوح

هنيئا مريئا ما أخذت وليتني

هَنيئاً مَريئاً ما أَخَذتِ وَلَيتَني – أَراها وَأُعطى كُلَّ يَومٍ ثِيابِيا
وَيا لَيتَها تَدري بِأَنّي خَليلُها – وَإِنّي أَنا الباكي عَلَيها بُكائِيا
خَليلَيَّ لَو أَبصَرتُماني وَأَهلُها – لَدَيَّ حُضورٌ خِلتُماني سَوائِيا
وَلَمّا دَخَلتُ الحَيَّ خَلَّفتُ موقِدي – بِسِلسِلَةٍ أَسعى أَجُرُّ رِدائِيا
أَميلُ بِرَأسي ساعَةً وَتَقودُني – عَجوزٌ مِنَ السُؤالِ تَسعى أَمامِيا
وَقَد أَحدَقَ الصِبيانُ بي وَتَجَمَّعوا – عَلَيَّ وَشَدّوا بِالكِلابِ ضَوارِيا
نَظَرتُ إِلى لَيلى فَلَم أَملِكِ البُكا – فَقُلتُ اِرحَموا ضَعفي وشدة ما بِيا
فَقامَت هَبوباً وَالنِساءُ مِنَ اَجلِها – تَمَشَّينَ نَحوي إِذ سَمِعنَ بُكائِيا
مُعَذِّبَتي لَولاكِ ما كُنتُ سائِلاً – أَدورُ عَلى الأَبوابِ في الناسِ عاريا
وَقائِلَةٍ وارَحمَةً لِشَبابِه – فَقُلتُ أَجَل وارَحمَةً لِشَبابِيا
أَصاحِبَةَ المِسكينِ ماذا أَصابَهُ – وَما بالُهُ يَمشي الوَجى مُتَناهِيا
وَما بالُهُ يَبكي فَقالَت لِما بِهِ – أَلا إِنَّما أَبكي لَها لا لِما بِيا
بَني عَمِّ لَيلى مَن لَكُم غَيرَ أَنَّني – مُجيدٌ لِلَيلى عُمرُها مِن حَياتِيا
فَما زادَني الواشونَ إِلّا صَبابَة – وَما زادَني الناهونَ إِلّا أَعادِيا
فَيا أَهلَ لَيلى كَثَّرَ اللَهُ فيكُم – مِنَ اَمثالِها حَتّى تَجودوا بِها لِيا
فَما مَسَّ جَنبي الأَرضَ حَتّى ذَكَرتُها – وَإِلّا وَجَدتُ ريحَها في ثِيابِيا
قصيدة لمجنون ليلى الشاعر قيس ابن الملوح

تعشقت ليلى وابتليت بحبها

تَعَشَّقتُ لَيلى وَاِبتُليتُ بِحُبِّها – وَأَصبَحتُ مِنها في القِفارِ أَهيمُ
وَأَصبَحتُ فيها عاشِقاً وَمُوَلَّهاً – مَضى الصَبرُ عَنّي وَالغَرامُ مُقيمُ
فَيا أَبَتي إِن كُنتَ حَقّاً تُريدُني – وَتَرجو حَياتي بَينَكُنَّ أُقيمُ
فَجُد لي بِلَيلى وَاِصطَنِعني بِقُربِها – أَصيرُ لَها زَوجاً وَأَنتَ سَليمُ
لِلَيلى عَلى قَلبي مِنَ الحُبِّ حاجِز – مُقيمٌ وَلَكِنَّ اللِسانُ عَقيمُ
فَواحِدَةٌ تَبكي مِنَ الهَجرِ وَالقِلى – وَأُخرى تُبَكّي شَجوَها وَتُقيم
وَتَنهَشُني مِن حُبِّ لَيلى نَواهِش – لَهُنَّ حَريقٌ في الفُؤادِ عَظيم
إِلى اللَهِ أَشكو حُبَّ لَيلى كَما شَكا – إِلى اللَهِ فَقدَ الوالِدَينِ يَتيمُ
يَتيمٌ جَفاهُ الأَقرَبونَ فَعَظمه – ضَعيفٌ وَحُبُّ الوالِدَينِ قَديم
وَإِنَّ زَماناً فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا – وَبَينَكِ يا لَيلى فَذاكَ ذَميمُ
قصيدة لشاعر العصر الأموي مجنون ليلى قيس ابن الملوح

فيا رب إن أهلك ولم ترو هامتي

فَيا رَبِّ إِن أَهلَك وَلَم تَروِ هامَتي – بِلَيلى أَمُت لا قَبرَ أَفقَرُ مِن قَبري
وَإِن أَكُ عَن لَيلى سَلَوتُ فَإِنَّما – تَسَلَّيتُ عَن يَأسٍ وَلَم أَسلُ عَن صَبرِ
وَإِن يَكُ عَن لَيلى غِنىً وَتَجَلُّد – فَرُبَّ غِنى نَفسٍ قَريبٌ مِنَ الفَقر
أبيات مجنون ليلى الشاعر قيس ابن الملوح

أمن أجل خيمات على مدرج الصبا

أَمِن أَجلِ خَيماتٍ عَلى مَدرَجِ الصَبا – بِجَرعاءَ تَعفوها الصَبا وَالجَنائِبُ
أَلا قاتَلَ اللَهُ الرَكائِبَ إِنَّما – تُفَرِّقُ بَينَ العاشِقينَ الرَكائِبُ
بَكَرنَ بُكوراً وَاِجتَمَعنَ لِمَوعِدٍ – وَسارَ بِقَلبي بينهن النجائب
أبيات مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح

أقول لقمقام بن زيد ألا ترى

أقُولُ لِقمَقامِ بْنِ زَيْدٍ ألاَ تَرَى – سنا البرق يبدو للعيون النواظر
فَإنْ تَبْكِ لِلبَرْقِ الَّذي هّيَّجَ الْهَوَى – أُعِنْكَ وَإنْ تَصْبِرْ فَلَسْتُ بِصَابِر
سقى الله حياً بين ضارة والحمى – حمى الرشف صوب المدجنات المواطر
أمين بوادي الله من كان منهم – إليهم وَوَقَّاهُم صُروفَ المقادرِ
قصيدة لمجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح