| أرَى الدّهْرَ لا يُبْقي كَرِيماً لأهْلِهِ | وَلا تُحرِزُ اللّؤمانَ مِنْهُ المَهارِبُ |
| أرَى كُلَّ حَيٍّ مَيّتاً، فَمُوَدِّعاً | وَإنْ عَاشَ دَهْراً لمْ تَنُبْهُ النّوَائبُ |
شعر قديم
رغبنا في الحياة لفرط جهل
| رغبنا في الحياة لفرط جهل ~ وفقد حياتنا حظ رغيب |
| شكا خزر حوادثها وليث ~ فما رحم الزئير ولا الضغيب |
| شهدت فلم أشاهد غير نكر ~ وغيبني المنى فمتى أغيب |
إن الغواني قتلت عشاقها
| إِن الغواني قتلت عشاقها ~ يا ليت من جهل الصبابة ذاقها |
| في صدغهن عقارب يلسعننا ~ ما من لسعن بواجد ترياقها |
| إِن الشفاء عناق كل خريدة ~ كالخيزرانة لا نمل عناقها |
| بيض تشبه بالحقاق ثديها ~ من عاجة حكت الثدي حقاقها |
| يدمي الحرير جلودهن وإنما ~ يكسين من حلل الحرير رقاقها |
| زانت روادفها دقاق خصورها ~ إِني أحب من الخصور دقاقها |
| إن التي طرق الرجال خيالها ~ ما كنت زائرها ولا طراقها |
أتبكي على ليلى ونفسك باعدت
| أتبكي على ليلى ونفسك باعدت ~ مزارك من ليلى وشعباكما معا |
| فما حسن أن تأتي الأَمر طائعاً ~ وتجزعَ أَن داعي الصبابة أسمعا |
| قفا ودعا نجداً ومن حل بالحمى ~ وقل لنجد عندنا أن يودعا |
| ولما رأيت البشر أعرض دوننا ~ وجالت بنات الشوق يحنن نزعا |
| تلفت نحو الحي حتى وجدتني ~ وجعت من الإِصغاء ليتاً وأخدعا |
| بكت عيني اليسرى فلما زجرتها ~ عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا |
| وأَذكر أيام الحمى ثم أنثني ~ على كبدي من خشية أن تصدعا |
| فليست عشيات الحمى برواجع ~ عليك ولكن خل عينيك تدمعا |
| معي كل غر قد عصى عاذلاته ~ بوصل الغواني من لدن أَن ترَعرَعا |
| إِذا راح يمشي في الرداءين أسرعت ~ إِليه العيون الناظرات التطلعا |
أرى أهل ليلى أورثوني صبابة
| أرى أهل ليلى أورثوني صبابة ~ ومالي سِوى ليلى الغداة طبيب |
| إِذا ما رأوني أظهروا لي مودة ~ ومثل سيوف الهند حين أغيب |
| فإِن يمنعوا عيني منها فمن لهم ~ بقلب له بين الضلوع وجيب |
| إِن كان يا ليلى اشتياقي إليكم ~ ضلالا وفي برئي لأَهلك حوب |
| فما تبت من ذنب إِذا تبت منكم ~ وما الناس إلا مخطئ ومصيب |
| بنفسي وأهلي من إِذا عرضوا له ~ ببعض الأَذى لم يدر كيف يجيب |
| ولم يعتذر عذر البَريء ولم يزل ~ به سكنة حتى يقال مريب |
| فلا النفس يسليها البعاد فتنثني ~ ولا هي عما لا تنال تَطيب |
| وَكم زفرَة لي لو على البحر أَشرقت ~ لَأَنشفه حر لها ولهيب |
| ولو أَن ما بي بالحصى فلق الحَصى ~ وبالريح لم يسمع لهنَ هبوب |
| وأَلقى من الحب المبرِح لوعة ~ لها بين جلدي والعظام دبيب |
و زائرٍ حببهُ إغبابهُ
| و زائرٍ حببهُ إغبابهُ | طَالَ عَلى رَغمِ السُّرَى اجتِنابُهُ |
| وافاهُ دهرٌ عصلٌ أنيابهُ | واجتابَ بطنانَ العجاجِ جابهُ |
| يدأبُ ما ردَّ الزمانُ دابهُ | وَأرْفَدَتْ خَيْرَاتُهُ وَرَابُهُ |
| وافى أمامَ هطلهِ ربابهُ | باكٍ حزينٌ ، رعدهُ انتحابهُ |
| جاءتْ بهِ ، مسيلة ً أهدابهُ ، | رَائِحَة ٌ هُبُوبُهَا هِبَابُهُ |
| ذيالة ً ذلتْ لها صعابهُ | ركبُ حيَّا كانَ الصبا ركابهُ |
| حَتى إذَا مَا اتّصَلَتْ أسْبَابُهُ | وضربتْ على الثرى عقابهُ |
| و ضربتْ على الربا قبابهُ | وَامْتَدّ في أرْجَائِهِ أطْنَابُهُ |
| وَتَبِعَ انْسِجَامَهُ انْسِكَابُهُ | وَرَدَفَ اصْطِفَاقَهُ اضْطِرَابُهُ |
| كأنما قدْ حملتْ سحابهُ | ركنَ شروري واصطفتْ هضابهُ |
| جَلّى عَلى وَجْهِ الثّرى كِتَابُهُ | وَشَرِقَتْ بِمَائِهَا شِعَابُهُ |
| و حليتْ بنورها رحابهُ | كَأنّهُ لَمّا انْجَلَى مُنْجَابُهُ |
| و لمْ يؤمنْ فقدهُ إيابهُ | شيخٌ كبيرٌ عادهُ شبابهُ |