أركب آلاف القطارات
.. وأمتطي فجيعتي
وأمتطي غيم سجاراتي
حقيبة واحدة .. أحملها
.. فيها عناوين حبيباتي
.. من كن ، بالأمس ، حبيباتي
يمضي قطاري مسرعا.. مسرعا
.. يمضغ في طريقه لحم المسافات
يفترس الحقول في طريقه
يلتهم الأشجار في طريقه
.. يلحس أقدام البحيرات
يسألني مفتش القطار عن تذكرتي
.. وموقفي آلاتي
.. وهل هناك موقف آتي ؟
فنادق العالم لا تعرفني
.. ولا عناوين حبيباتي
.. لا رصيف لي
أقصده .. في كل رحلاتي
أرصفتي جميعها .. هاربة
.. هاربة .. مني محطاتي
.. هاربة .. مني محطاتي
شعر غزل
قصائد غزل وأشعار غزل قصيرة ومميزة أبيات شعر غزلية قديمة و جديدة.
أنامل
لمحتها .. إذ نسلت
قفازها المعطرا
وقالت : هل ترى ؟
أرشق من أصابعي
أنظر يدي .. وانفلت
الحرير فوقي أنهرا
معي يدٌ جميلةٌ
تغزل شمعاً أصفرا
من النجوم قطرا
ترشق دربي جوهرا
أناملٌ .. كأضلع البيان
مرصوفةٌ ، ترجو بنان
عازفٍ لتجهرا
في النور خاتم الهوى
غفا شراعاً أشقرا
مغنياً مستبشرا
أرجوك .. ردي مخلباً
أخاف إن جن الهوى
أن تشهريه خنجرا
***
في النور خاتم الهوى
غفا شراعاً أشقرا
حط على إصبعها
مغنياً مستبشرا
أرجوك .. ردي مخلباً
عني ، غميساً أحمرا ..
أخاف إن جن الهوى
أن تشهريه خنجرا
أنت لي
يروون في ضيعتنا .. أنت التي أرجح
شائعةٌ أنا لها مصفقٌ . مسبح
وأدعيها بفمٍ مزقه التبجح
يا سعدها روايةً ألهو بها وأمرح
يحكونها .. فللسفوح السكر والترنح
لو صدقت قولتهم .. فلي النجوم مسرح
أو كذبت .. ففي ظنوني عبقٌ لا يمسح
لو أنت لي .. أروقة الفجر مداي الأفسح
لي أنت .. مهما صنف الواشون ، مهما جرحوا
وحدي .. أجل وحدي .. ولن يرقى إليك مطمح
***
لي ميسة الزنار .. والخاصرة الموشح
وكل ما فتح في الصدر .. وما يفتح
لي ميسة الزنار .. والخاصرة الموشح
والخال لي .. والشال لي .. والأسود المسرح
وكل ما فتح في الصدر .. وما يفتح
أنت .. ويكفيني أنا الغرور والتبجح
أنا والنساء
1
أريد الذهاب ..
إلى زمنٍ سابقٍ لمجيء النساء..
إلى زمنٍ سابقٍ لقدوم البكاء
فلا فيه ألمح وجه امرأه..
ولا فيه أسمع صوت امرأه..
ولا فيه أشنق نفسي بثدي امرأه..
ولا فيه ألعق كالهر ركبة أي امرأه…
2
أريد الخروج من البئر حياً..
لكي لا أموت بضربة نهدٍ..
وأهرس تحت الكعوب الرفيعة..
تحت العيون الكبيرة،
تحت الشفاه الغليظة،
تحت رنين الحلى، وجلود الفراء
أريد الخروج من الثقب
كي أتنفس بعض الهواء..
3
أريد الخروج من القن..
حيث يفرقن بين الصباح وبين المساء
أريد الخروج من القن..
إن الدجاجات مزقن ثوبي..
وحللن لحمي..
وسمينني شاعر الشعراء….
4
كرهت الإقامة في جوف هذي الزجاجه..
كرهت الإقامه..
أيمكن أن أتولى
حراسة نهدين..
حتى تقوم القيامه؟؟
أيمكن أن يصبح الجنس سجناً
أعيش به ألف عامٍ وعام
أريد الذهاب..
إلى حيث يمكنني أن أنام…
فإني مللت النبيذ القديم..
الفراش القديم..
البيانو القديم..
الحوار القديم..
وأشعار رامبو..
ولوحات دالي..
وأعين (إلزا)
وعقدة كافكا..
وما قال مجنون ليلى
لشرح الغرام…
متى كان هذا المخبل مجنون ليلى..
خبيراً بفن الغرام؟
أريد الذهاب إلى زمن البحر..
كي أتخلص من كل هذي الكوابيس،
من كل هذا الفصام
فهل ممكنٌ؟
– بعد خمسين عاماً من الحب-
أن أستعيد السلام؟؟
5
أريد الذهاب.. لما قبل عصر الضفائر
وما قبل عصر عيون المها..
وما قبل عصر رنين الأساور
وما قبل هندٍ..
ودعدٍ..
ولبنى..
وما قبل هز القدود،
وشد النهود..
وربط الزنانير حول الخواصر..
أريد الرحيل بأي قطارٍ مسافر
فإن حروب النساء
بدائيةٌ كحروب العشائر
فقبل المعارك بالسيف،
كانت هناك الأظافر!!.
*
6
كرهت كتابة شعري على جسد الغانيات
كرهت التسلق كل صباحٍ، وكل مساءٍ
إلى قمة الحلمات..
أريد انتشال القصيدة من تحت أحذية العابرات
أريد الدخول إلى لغةٍ لا تجيد اللغات
أريد عناقاً بلا مفردات
وجنساً بلا مفردات
وموتاً بلا مفردات
أريد استعادة وجهي البريء كوجه الصلاة
أريد الرجوع إلى صدر أمي
أريد الحياة…
أبي
أمات أبوك؟
ضلالٌ! أنا لا يموت أبي.
ففي البيت منه
روائح ربٍ.. وذكرى نبي
هنا ركنه.. تلك أشياؤه
تفتق عن ألف غصنٍ صبي
جريدته. تبغه. متكاه
كأن أبي – بعد – لم يذهب
وصحن الرماد.. وفنجانه
على حاله.. بعد لم يشرب
ونظارتاه.. أيسلو الزجاج
عيوناً أشف من المغرب؟
بقاياه، في الحجرات الفساح
بقايا النور على الملعب
أجول الزوايا عليه، فحيث
أمر .. أمر على معشب
أشد يديه.. أميل عليه
أصلي على صدره المتعب
أبي.. لم يزل بيننا، والحديث
حديث الكؤوس على المشرب
يسامرنا.. فالدوالي الحبالى
توالد من ثغره الطيب..
أبي خبراً كان من جنةٍ
ومعنى من الأرحب الأرحب..
وعينا أبي.. ملجأٌ للنجوم
فهل يذكر الشرق عيني أبي؟
بذاكرة الصيف من والدي
كرومٌ، وذاكرة الكوكب..
*
أبي يا أبي .. إن تاريخ طيبٍ
وراءك يمشي، فلا تعتب..
على اسمك نمضي، فمن طيبٍ
شهي المجاني، إلى أطيب
حملتك في صحو عيني.. حتى
تهيأ للناس أني أبي..
أشيلك حتى بنبرة صوتي
فكيف ذهبت.. ولا زلت بي؟
*
إذا فلة الدار أعطت لدينا
ففي البيت ألف فمٍ مذهب
فتحنا لتموز أبوابنا
ففي الصيف لا بد يأتي أبي..
متى يشتفي منك الفؤاد المعذب
متى يشتفي منك الفؤاد المعذب ~ وسهم المنايا من وصالك أَقرب |
فبعد ووجد واشتياق ورجفة ~ فلا أَنت تدنيني ولا أَنا أَقرب |
كعصفورة في كف طفل يزمها ~ تذوق حياض الموت والطفل يلعب |
فلا الطفل ذو عقل يرق لما بها ~ ولا الطير ذو ريش يطير فيذهب |
ولي أَلف وجه قد عرَفت طريقه ~ ولكن بلا قلب إِلى أَين أَذهب |