أبلغْ بني ذبيانَ أنْ لا أخا لهمْ ~ بعبسٍ إذا حلوا الدماخَ فأظلما
بجمعٍ، كلونِ الأعبلِ الجونِ لونهُ ~ ترى، في نواحيه، زهيراً وحذيما
همُ يردونَ الموتَ، عند لقائهِ ~ إذا كانَ وِرْدُ المَوتِ، لا بُدّ، أكرَمَا
شعر و قصائد لشاعر العصر الجاهلي الشاعر الكبير النابغة الذبياني.
أبلغْ بني ذبيانَ أنْ لا أخا لهمْ ~ بعبسٍ إذا حلوا الدماخَ فأظلما
بجمعٍ، كلونِ الأعبلِ الجونِ لونهُ ~ ترى، في نواحيه، زهيراً وحذيما
همُ يردونَ الموتَ، عند لقائهِ ~ إذا كانَ وِرْدُ المَوتِ، لا بُدّ، أكرَمَا
ودّعْ أُمامة َ، والتّوديعُ تَعْذيرُ ~ و ما وداعكَ منْ قفتْ به العيرُ
وما رأيتكَ إلاّ نظرة ً عرضت ~ يوْمَ النِّمارة والمأمورُ مأمورُ
إنّ القُفولَ إلى حيَ، وإن بَعُدوا، ~ أمسَوْا، ودونَهُمُ ثَهْلانُ فالنِّيرُ
هل تبلغنيهمُ حرفٌ مصرمة ٌ ~ أجدُ الفقارِ، وإدلاجٌ وتهجيرُ
قد عُرّيتْ نصْفَ حولٍ أشهراً جُدُداً ~ يسفي، على رحلها، بالحيرة، المورُ
وقارَفَتْ، وَهْيَ لم تَجرَبْ، وباعَ لها ~ من الفصافصِ، بالنميّ، سفسيرُ
ليستْ ترى حَوْلَها إلْفاً، وراكِبُها ~ نشوانُ، في جَوّة ٍ الباغوثِ، مَخمورُ
تلقي الإوزينَ، في أكنافِ دارتها ~ بَيْضاً، وبينَ يدَيها التّبنُ مَنشورُ
لولا الهُمامُ الذي تُرْجى نَوافِلُهُ، ~ لَقالَ راكِبُها في عُصْبَة ٍ: سيرُوا
كأنها خاضِبٌ أظْلافَهُ، لَهِقٌ، ~ قهدُ الإهابِ، تربتهُ الزنابيرُ
أصاخَ مِنْ نَبَأة ٍ، أصغى لها أُذُناً ~ صماخها، بدخيسِ الروقِ، مستورُ
من حسّ أطلسَ، تسعى تحته شرعٌ ~ كأنّ أحناكها السفلى مآشيرُ
يقولُ راكِبُها الجِنّيّ، مُرْتَفِقاً: ~ هذا لكنّ، لحمُ الشاة ِ محجورُ
عفا ذو حُساً مِنْ فَرْتَنى، فالفوارعُ ~ فجنبا أريكٍ، فالتلاعُ الدوافعُ
فمجتمعُ الأشراجِ غيرِ رسمها ~ مصايفُ مرتْ، بعدنا، ومرابعُ
توَهّمْتُ آياتٍ لها، فَعَرَفْتُها ~ لِسِتّة ِ أعْوامٍ، وذا العامُ سابِعُ
رَمادٌ ككُحْلَ العينِ لأياً أُبينُهُ، ~ و نؤيٌ كجذمِ الحوض أثلمُ خاشعُ
كأنّ مجرّ الرامساتِ ذيولها ~ عليه، حصيرٌ، نمقتهُ الصوانعُ
على ظَهْرِ مِبْنَاة ٍ جَديدٍ سُيُورُها ~ يَطوفُ بها، وسْط اللّطيمة ِ، بائِع
فكَفْكفْتُ مني عَبْرَة ً، فرَدَدتُها ~ على النحرِ، منها مستهلٌّ ودامعُ
على حينَ عاتبتُ المَشيبَ على الصِّبا، ~ و قلتُ: ألما أصحُ والشيبُ وازعُ؟
وقد حالَ هَمٌ، دونَ ذلكَ، شاغلٌ ~ مكان الشغافِ، تبغيهِ الأصابعُ
وعيدُ أبي قابوسَ، في غيرِ كُنهِهِ، ~ أتاني، ودوني راكسٌ، فالضواجِعُ
فبتُّ كأني ساورتني ضيئلة ~ من الرُّقْشِ، في أنيابِها السُّمُّ ناقِعُ
يُسَهَّدُ، من لَيلِ التّمامِ، سَليمُها ~ لحليِ النساءِ، في يديهِ، قعاقعُ
تناذرَها الرّاقُون مِنْ سُمّها ~ تُطلّقُهُ طَورا، وطَوراً تُراجِعُ
أتاني، أبيتَ اللعنَ، أنكَ لمتني ~ وتلكَ التي تستكّ منها المسامعُ
مَقالة ُ أنْ قد قلت: سوفَ أنالُهُ ~ و ذلك، من تلقاءِ مثلكَ، رائعُ
لعمري، وما عمري عليّ بهينٍ ~ لقد نطقتْ بطلاً عليّ الأقارعُ
أقارِعُ عَوْفٍ، لا أحاوِلُ غيرَها ~ وُجُوهُ قُرُودٍ، تَبتَغي منَ تجادِعُ
أتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ ليَ بِغْضَة ً ~ له من عَدُوٍّ، مثل ذلك، شافِعُ
أتاكَ بقَوْلٍ هلهلِ النّسجِ، كاذبٍ ~ و لم يأتِ بالحقّ، الذي هو ناصعُ
أتاكَ بقَوْلٍ لم أكُنْ لأقولَهُ ~ و لو كبلتْ في ساعديّ الجوامعُ
حلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ رِيبة ~ وهلْ يأثمَنْ ذو أُمة ٍ، وهوَ طائِعُ؟
بمصطحباتٍ من لصافٍ وثيرة ٍ ~ يَزُرْنَ إلالاً، سَيْرُهُنّ التّدافُعُ
سماماً تباري الريحَ، خوصاً عيونها ~ لَهُنّ رَذايا، بالطّريقِ، ودائِعُ
عليهِنّ شُعْثٌ عامِدونِ لحَجّهِمْ ~ فهنّ، كأطرافِ الحَنيّ، خواضِعُ
لكلفتني ذنبَ امرئٍ، وتركته ~ كذي العُرّ يُكوَى غيرُهُ، وهو راتعُ
فإن كنتُ، لا ذو الضغنِ عني مكذبٌ ~ ولا حلفي على البراءة ِ نافعُ
ولا أنا مأمُونٌ بشيءٍ أقُولُهُ ~ و أنتَ بأمرٍ، لا محالة َ، واقعُ
فإنّكَ كاللّيلِ الذي هو مُدْرِكي ~ وإنْ خِلْتُ أنّ المُنتأى عنك واسِعُ
خطاطيفُ حجنٌ في جبالٍ متينة ~ تمدّ بها أيدٍ إليكَ نوازعُ
أتوعدُ عبداً لم يخنكَ أمانة ~ وتتركُ عبداً ظالماً، وهوَ ظالعُ؟
وأنتَ ربيعٌ يُنعِشُ النّاسَ سَيبُهُ ~ وسيفٌ، أُعِيَرتْهُ المنيّة ُ، قاطِعُ
أبى اللهُ إلاّ عدلهُ ووفاءهُ ~ فلا النكرُ معروفٌ ولا العرفُ ضائعُ
وتسقى، إذا ما شئتَ، غيرَ مصردٍ ~ بزوراءَ، في حافاتها المسكُ كانعُ
مَنْ يطلبِ الدّهرُ تُدرِكْهُ مخالبُهُ ~ والدّهرُ بالوِترِ ناجٍ، غيرُ مطلوبِ
ما من أناسٍ ذوي مجدٍ ومكرمة ٍ ~ إلاّ يشدّ عليهم شدة َ الذيبِ
حتى يبيدَ، على عمدٍ، سراتهمُ ~ بالنافذاتِ منَ النبلِ المصاييبِ
إني وجدتُ سِهامَ الموتِ مُعرِضَةً ~ بكلّ حتفٍ، من الآجالِ، مكتوبِ
كليني لهمٍ، يا أميمة َ، ناصبِ ~ وليلٍ أقاسيهِ، بطيءِ الكواكبِ
تطاولَ حتى قلتُ ليسَ بمنقضٍ ~ وليسَ الذي يرعى النجومَ بآنبِ
وصدرٍ أراحَ الليلُ عازبَ همهِ ~ تضاعَفَ فيه الحزْنُ من كلّ جانبِ
عليَّ لعمرو نعمة ٌ، بعد نعمةٍ ~ لوالِدِه، ليست بذاتِ عَقارِبِ
حَلَفْتُ يَميناً غيرَ ذي مَثْنَوِيّةٍ ~ ولا علمَ، إلا حسنُ ظنٍ بصاحبِ
لئِن كانَ للقَبرَينِ: قبرٍ بجِلّقٍ، ~ وقبرٍ بصَيداء، الذي عندَ حارِبِ
وللحارِثِ الجَفْنيّ، سيّدِ قومِهِ ~ لَيَلْتَمِسَنْ بالجَيْشِ دارَ المُحارِبِ
وثقتُ له النصرِ، إذ قيلَ قد غزتْ ~ كتائبُ منْ غسانَ، غيرُ أشائبِ
بنو عمه دنيا، وعمرو بنُ عامرٍ ~ أولئِكَ قومٌ، بأسُهُم غيرُ كاذبِ
إذا ما غزوا بالجيشِ، حلقَ فوقهمْ ~ عَصائبُ طَيرٍ، تَهتَدي بعَصائبِ
يُصاحِبْنَهُمْ، حتى يُغِرْنَ مُغارَهم ~ مِنَ الضّارياتِ، بالدّماءِ، الدّوارِبِ
تراهنّ خلفَ القوْمِ خُزْراً عُيُونُها ~ جُلوسَ الشّيوخِ في ثيابِ المرانِبِ
جوَانِحَ، قد أيْقَنّ أنّ قَبيلَهُ ~ إذا ما التقى الجمعانِ، أولُ غالبِ
لُهنّ علَيهِمْ عادة ٌ قد عَرَفْنَها ~ إذا عرضَ الخطيّ فوقَ الكواثبِ
على عارفاتٍ للطعانِ، عوابسٍ ~ بهنّ كلومٌ بين دامٍ وجالبِ
إذا استُنزِلُوا عَنهُنّ للطّعنِ أرقلوا ~ إلى الموتِ، إرقالَ الجمالِ المصاعبِ
فهمْ يتساقونَ المنية َ بينهمْ ~ بأيديهمُ بيضٌ، رقاُ المضاربِ
يطيرُ فضاضاً بينها كلُّ قونسٍ ~ ويتبَعُها مِنهُمْ فَراشُ الحواجِبِ
ولا عَيبَ فيهِمْ غيرَ أنّ سُيُوفَهُمْ ~ بهنّ فلولٌ منْ قراعِ الكتائبِ
تورثنَ منْ أزمانِ يومِ حليمة ~ إلى اليومِ قد جربنَ كلَّ التجاربِ
تَقُدّ السَّلُوقيَّ المُضاعَفَ نَسْجُهُ ~ وتُوقِدُ بالصُّفّاحِ نارَ الحُباحِبِ
بضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكَناتِهِ ~ و طعنٍ كإيزاغِ المخاضِ الضواربِ
لهمٌ شيمة ٌ، لم يعطها اللهُ غيرهمْ ~ منَ الجودِ، والأحلامُ غيرُ عَوازِبِ
محلتهمْ ذاتُ الإلهِ، ودينهمْ ~ قويمٌ، فما يرجونَ غيرَ العواقبِ
رقاقُ النعالِ، طيبٌ حجزاتهمْ ~ يُحيَوّنْ بالريحانِ يومَ السبَّاسِبِ
| يَا دَارَ مَيَّةَ بالعَليْاءِ، فالسَّنَدِ ~ أَقْوَتْ، وطَالَ عَلَيهَا سَالِفُ الأَبَدِ |
| وقَفتُ فِيهَا أُصَيلا كي أُسائِلُها ~ عَيَّتْ جَوَاباً، ومَا بالرَّبعِ مِنْ أَحَدِ |
| إلاَّ الأَوَارِيَّ لأْياً مَا أُبَيِّنُهَا ~ والنُّؤي كَالحَوْضِ بالمَظلومةِ الجَلَدِ |
| رَدَّتْ عَليَهِ أقَاصِيهِ، ولبّدَهُ ~ ضَرْبُ الوَلِيدَةِ بالمِسحَاةِ فِي الثَّأَدِ |
| خَلَّتْ سَبِيلَ أَتِيٍّ كَانَ يَحْبِسُهُ ~ ورفَّعَتْهُ إلى السَّجْفَينِ، فالنَّضَدِ |
| أضحتْ خَلاءً، وأَضحى أَهلُهَا احْتَمَلُوا ~ أَخْنَى عَليهَا الَّذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِ |
| فَعَدِّ عَمَّا تَرَى، إِذْ لاَ ارتِجَاعَ لَهُ ~ وانْمِ القُتُودَ عَلَى عَيْرانَةٍ أُجُدِ |
| مَقذوفَةٍ بِدَخِيسِ النَّحضِ، بَازِلُهَا ~ لَهُ صَريفٌ، صَريفُ القَعْوِ بالمَسَدِ |
| كَأَنَّ رَحْلِي، وَقَدْ زَالَ النَّهَارُ بِنَا ~ يَومَ الجليلِ، عَلَى مُستأنِسٍ وحِدِ |
| مِنْ وَحشِ وَجْرَةَ، مَوْشِيٍّ أَكَارِعُهُ ~ طَاوي المَصِيرِ، كَسَيفِ الصَّيقل الفَرَدِ |
| سَرتْ عَلَيهِ، مِنَ الجَوزَاءِ، سَارِيَةٌ ~ تُزجِي الشَّمَالُ عَلَيهِ جَامِدَ البَرَدِ |
| فَارتَاعَ مِنْ صَوتِ كَلاَّبٍ، فَبَاتَ لَهُ ~ طَوعَ الشَّوَامتِ مِنْ خَوفٍ ومِنْ صَرَدِ |
| فبَثّهُنَّ عَلَيهِ، واستَمَرَّ بِهِ ~ صُمْعُ الكُعُوبِ بَرِيئَاتٌ مِنَ الحَرَدِ |
| وكَانَ ضُمْرانُ مِنهُ حَيثُ يُوزِعُهُ ~ طَعْنَ المُعارِكِ عِندَ المُحْجَرِ النَّجُدِ |
| شَكَّ الفَريصةَ بالمِدْرَى، فَأنفَذَهَا ~ شك المُبَيطِرِ، إِذْ يَشفِي مِنَ العَضَدِ |
| كَأَنَّه، خَارجَا مِنْ جَنبِ صَفْحَتِهِ ~ سَفّودُ شَرْبٍ نَسُوهُ عِندَ مُفْتَأَدِ |
| فَظَلّ يَعْجُمُ أَعلَى الرَّوْقِ، مُنقبضاً ~ فِي حالِكِ اللّونِ صَدْقٍ، غَيرِ ذِي أَوَدِ |
| لَمَّا رَأَى واشِقٌ إِقعَاصَ صَاحِبِهِ ~ وَلاَ سَبِيلَ إلى عَقْلٍ، وَلاَ قَوَدِ |
| قَالَتْ لَهُ النَّفسُ: إنِّي لاَ أَرَى طَمَعاً ~ وإنَّ مَولاكَ لَمْ يَسلَمْ، ولَمْ يَصِدِ |
| فَتِلكَ تُبْلِغُنِي النُّعمَانَ،إنَّ لهُ فَضلاً ~ عَلَى النَّاس فِي الأَدنَى، وفِي البَعَدِ |
| وَلاَ أَرَى فَاعِلاً، فِي النَّاسِ، يُشبِهُهُ ~ وَلاَ أُحَاشِي، مِنَ الأَقوَامِ، مِنْ أحَدِ |
| إلاَّ سُليمَانَ،إِذْ قَالَ الإلهُ لَهُ ~ قُمْ فِي البَرِيَّة، فَاحْدُدْهَاعَنِ الفَنَدِ |
| وخيّسِ الجِنّ! إنِّي قَدْ أَذِنْتُ لَهمْ ~ يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعَمَد |
| فَمَن أَطَاعَكَ، فانْفَعْهُ بِطَاعَتِهِ ~ كَمَا أَطَاعَكَ، وادلُلْهُ عَلَى الرَّشَدِ |
| وَمَنْ عَصَاكَ، فَعَاقِبْهُ مُعَاقَبَة ~ تَنهَى الظَّلومَ، وَلاَ تَقعُدْ عَلَى ضَمَد |
| إلاَّ لِمثْلكَ،أَوْ مَنْ أَنتَ سَابِقُهُ ~ سَبْقَ الجَوَادِ،إِذَا استَولَى عَلَى الأَمَد |
| أَعطَى لِفَارِهَةٍ، حُلوٍ تَوابِعُهَا ~ مِنَ المَواهِبِ لاَ تُعْطَى عَلَى نَكَدِ |
| الوَاهِبُ المَائَةِ المَعْكَاءِ،زَيَّنَهَا ~ سَعدَانُ تُوضِحَ فِي أَوبَارِهَااللِّبَدِ |
| والأُدمَ قَدْ خُيِّسَتْ فُتلاً مَرافِقُهَا ~ مَشْدُودَةً بِرِحَالِ الحِيرةِ الجُدُدِ |
| والساحباتِ ذُيولَ الرّيْطِ، فانَقَهَا ~ بَرْدُ الهَوَاجرِ، كالغِزْلاَنِ بالجَرَدِ |
| والخَيلَ تَمزَعُ غَرباًفِي أعِنَّتهَا كالطَّير ~ تَنجو مِنْ الشّؤبوبِ ذِي البَرَد |
| والادم قد خيست فتلا مرافقها ~ مشدودة برحال الحيرة الجدد |
| احكُمْ كَحُكمِ فَتاةِ الحَيِّ، إِذْ نظرَت ~ إلى حَمَامِ شِرَاعٍ، وَارِدِ الثَّمَدِ |
| يَحُفّهُ جَانِبا نِيقٍ، وتُتْبِعُه ~ مِثلَ الزُّجَاجَةِ، لَمْ تُكحَلْ مِنَ الرَّمَد |
| قَالَتْ: أَلاَ لَيْتَمَا هَذا الحَمَامُ لَنَا ~ إلى حَمَامَتِنَا ونِصفُهُ، فَقَد |
| فَحَسَّبوهُ، فألفُوهُ، كَمَا حَسَبَت ~ تِسعاً وتِسعِينَ لَمْ تَنقُصْ ولَمْ تَزِد |
| فَكَمَّلَتْ مَائَةً فِيهَا حَمَامَتُهَا ~ وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِي ذَلكَ العَدَدِ |
| فَلا لَعمرُ الَّذِي مَسَّحتُ كَعْبَتَهُ وَمَا ~ هُرِيقَ، عَلَى الأَنصَابِ، مِنْ جَسَدِ |
| والمؤمنِ العَائِذَاتِ الطَّيرَ، تَمسَحُهَا ~ رُكبَانُ مَكَّةَ بَينَ الغَيْلِ والسَّعَدِ |
| إِذاً فعَاقَبَنِي رَبِّي مُعَاقَبَة ~ قَرَّتْ بِهَا عَينُ مَنْ يَأتِيكَ بالفَنَد |
| هذا لأبرأمن قول قذفت به ~ طارت نوافذه حراًعلى كبدى |
| أُنْبِئْتُ أنَّ أبَا قَابُوسَ أوْعَدَنِي ~ وَلاَ قَرَارَ عَلَى زَأرٍ مِنَ الأسَد |
| مَهْلاً، فِدَاءٌ لَك الأَقوَامُ كُلّهُمُ ~ وَمَا أُثَمّرُ مِنْ مَالٍ ومِنْ وَلَد |
| لاَ تَقْذِفَنّي بُركْنٍ لاَ كِفَاءَ لَه ~ وإنْ تأثّفَكَ الأَعدَاءُ بالرِّفَد |
| فَمَا الفُراتُ إِذَا هَبَّ الرِّيَاحُ لَه ~ تَرمِي أواذيُّهُ العِبْرَينِ بالزَّبَد |
| يَمُدّهُ كُلُّ وَادٍ مُتْرَعٍ، لجِب ~ فِيهِ رِكَامٌ مِنَ اليِنبوتِ والخَضَد |
| يَظَلُّ مِنْ خَوفِهِ، المَلاَّحُ مُعتَصِماً ~ بالخَيزُرانَة، بَعْدَ الأينِ والنَّجَدِ |
| يَوماً، بأجوَدَ مِنهُ سَيْبَ نافِلَة ~ وَلاَ يَحُولُ عَطاءُ اليَومِ دُونَ غَد |
| هَذَا الثَّنَاءُ،فَإِنْ تَسمَعْ بِهِ حَسَناً ~ فَلَمْ أُعرِّضْ،أَبَيتَ اللَّعنَ، بالصَّفَدِ |
| هَا إنَّ ذِي عِذرَةٌ إلاَّ تَكُنْ نَفَعَت ~ فَإِنَّ صَاحِبَها مُشَارِكُ النَّكَدِ |