يَقولونَ لَيلى بِالمَغيبِ أَمينَةٌ | وَإِنّي لَراعٍ سَرَّها وَأَمينُها |
وَلِلنَفسِ ساعاتٌ تَهَشُّ لِذِكرِها | فَتَحيا وَساعاتٌ لَها تَستَكينُها |
فَإِن تَكُ لَيلى اِستودَعَتني أَمانَةً | فَلا وَأَبي لَيلى إِذاً لا أَخونُها |
أَأُرضي بِلَيلى الكاشِحينَ وَأَبتَغي | كَرامَةَ أَعدائي بِها فَأُهينُها |
وَقَد قيلَ نَصرانِيَّةٌ أُمُّ مالِك | فَقُلتُ ذَروني كُلُّ نَفسٍ وَدينُها |
فَإِن تَكُ نَصرانِيَّةٌ أُمُّ مالِك | فَقَد صُوِّرَت في صورَةٍ لا تَشينُها |
مَعاذَةَ وَجهِ اللَهَ أَن أَشمِتَ العِدا | بِلَيلى وَإِن لَم تَجزِني ما أَدينُها |
سَأَجعَلُ عِرضي جُنَّةً دونَ عِرضِها | وَديني فَيَبقى عِرضُ لَيلى وَدينُها |
وَقائِلَةٍ هَل يُحدِثُ الدَهرُ سُلوَةً | فَقُلتُ بَلى هَذا فَقَد حانَ حينُها |
صِلي الحَبلَ يَحمِل ما سَواهُ فَإِنَّما | يُغَظّي عَلى غَثِّ الأُمورِ سَمينُها |
بَذَلتُ لِلَيلى النُصحَ حَتّى كَأَنَّني | بِها غَيرَ إِشراكٍ بِرَبّي أَدينُها |
فَيا لَيتَ أَنّي كُلَّما غِبتُ لَيلَةً | مِنَ الدَهرِ أَو يَوماً تَراني عُيونُها |
لِأُبرِئَ أَيماني إِذا ما لَقيتُها | وَتَعلَمُ لَيلى أَنَّني لا أَخونُها |
شعراء العصر الاموي
قصائد لشعراء العصر الأموي تجدونها هنا في هذه الصفحة الخاصة بشعر العصر الاموي.
ألا لا أحب السير إلا مصعدا
أَلا لا أُحِبُّ السَيرَ إِلّا مُصَعِّداً | وَلا البَرقَ إِلّا أَن يَكونَ يَمانِيا |
عَلى مِثلِ لَيلى يَقتُلُ المَرءُ نَفسَهُ | وَإِن كُنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيا |
إِذا ما تَمَنّى الناسُ رَوحاً وَراحَةً | تَمَنَّيتُ أَن أَلقاكِ يا لَيلَ خالِيا |
أَرى سَقَماً في الجِسمِ أَصبَحَ ثاوِياً | وَحُزناً طَويلاً رائِحاً ثُمَّ غادِيا |
وَنادى مُنادي الحُبِّ أَينَ أَسيرُنا | لَعَلَّكَ ما تَزدادُ إِلّا تَمادِيا |
حَمَلتُ فُؤادي إِن تَعَلَّقَ حُبَّها | جَعَلتُ لَهُ مِن زَفرَةِ المَوتِ فادِيا |
قد حال من دون ليلى معشر قزم
قَد حالَ مِن دونِ لَيلى مَعشَرٌ قَزَمٌ | وَهُم عَلى ذاكَ مِن دوني مَواليها |
وَاللَهُ يَعلَمُ أَنّي إِن نَأَت حِجَجاً | أَو حِيلَ مِن دونِها أَن لَستُ ناسيها |
رأيت جريرا لم يضع عن حماره
رَأيْتُ جَرِيراً لمْ يَضَعْ عَنْ حِمارِهِ – عَلَيِهِ مِن الثّقلِ الّذي هوَ حامِلُهْ |
أتَى الشأمَ يَرْجُو أنْ يَبِيعَ حِمَارَهُ – وفَارِسَهُ، إذْ لمْ يَجِدْ مَن يُبادِلُهْ |
وَجَاء بَعِدَلَيْهِ اللّذَينِ هُمَا لَهُ – مِنَ اللّؤمِ كانَتْ أوْرَثَتْهُ أوَائِلُهُ |
أتَشْتُمُ قَوْماً أنْتَ تَزْعُمُ مِنْهُمُ – عَل مَطْعَمٍ من مَطعَمٍ أنتَ آكِلُهْ |
يَظَلَ بِأسْوَاقِ اليَمَامَةِ عَاجِزاً – إذا قال بَيْتاً بالطّعَامِ يُكَايِلُهْ |
ألَمْ تَرَ أنَّ اللّؤمَ حَلّتْ رِكَابُهُ – إلى الخَطَفَى، جاءتْ بذاكَ حَوَامِلُهْ |
أنَاخَ إلى بَيْتٍ عَطِيّةُ تَحْتَهُ – إلَيهِ ذُرَى اللّؤمِ استَقَرّتْ مسايلُهْ |
أظَنّ بِنَا زَوْجُ المَرَاغَةِ أنّهُ – مِنَ الفَقْرِ لاقِيهِ الخِزَالُ فَقاتِلُهْ |
وَقَدْ كان في الدّنْيا مَرَادٌ لقَعْبِهِ – وفي هَجَرٍ تَمْرٌ ثِقَالٌ جَلائِلُهْ |
وَكانَتْ تَميممٌ مُطْعِمِيهِ وَنَابِتاً – بِهْمّ رِيشُهُ حَتى تَوَازَى نَوَاصِلُهْ |
فأصْبَحَ في العَجْلانِ حَوّلَ رَحْلَهُ – إلى اللّؤمِ من قَيسِ بن عَيلان قابلُهْ |
عجبت لحادينا المقحم سيره
عَجِبْتُ لحادِينا المُقَحِّمِ سَيْرُهُ – بِنا مُزْحِفاتٍ مِنْ كَلالٍ وَظُلَّعا |
لِيُدْنِينَنا مِمّنْ إلَيْنَا لِقاؤهُ – حَبِيبٌ وَمِنْ دارٍ أرَدْنا لِتَجْمَعا |
وَلَوْ نَعْلَمُ العِلْمَ الّذِي من أمامِنا – لَكَرّ بِنا الحادي الرّكابَ فأسْرَعا |
لَقُلْتُ ارْجعَنْها إنّ لي من وَرَائِها – خَذُولَيْ صِوَارٍ بَينَ قُفٍّ وَأجْرَعا |
مِنَ العُوجِ أعْناقاً، عِقالٌ أبوهُما – تَكونانِ للعَيْنَينِ وَالقَلبِ مَقْنَعا |
نَوارُ لها يَوْمَانِ يَوْمٌ غَرِيرَةٌ – وَيَوْمٌ كغَرْثَى جِرْوُها قَدْ تَيَفَّعا |
يقولون زُرْ حَدْرَاءَ، والتُّرْبُ دونَها – وَكَيْفَ بِشَيْءٍ وَصْلُهُ قَدْ تَقطّعا |
وَلَستُ، وَإنْ عَزّت عَلَيّ، بِزَائِرٍ – تُرَاباً على مَرْسُومَةٍ قد تَضَعضَعا |
وَأهْوَنُ مَفْقُودٍ، إذا المَوْتُ نَالَهُ – على المَرْءِ مِنْ أصْحابهِ مَنْ تَقَنّعا |
يَقولُ ابنُ خِنزِيرٍ بكَيتَ، وَلمْ تكنْ – على امرَأةٍ عَيْني، إخالُ، لِتَدْمَعا |
وَأهْوَنُ رُزْءٍ لامْرِىءٍ غَيرِ عاجِزٍ – رَزيّةُ مُرْتَجّ الرّوَادِفِ أفْرَعا |
وَما ماتَ عِنْدَ ابنِ المَراغَةِ مِثْلُها – وَلا تَبِعَتْهُ ظاعِناً حَيْثُ دَعْدَعا |
أروني من يقوم لكم مقامي
أرُوني مَنْ يَقُومُ لَكُمْ مَقامي – إذا مَا الأمْرُ جَلّ عَنِ العِتابِ |
إلى مَنْ تَفْزَعُونَ إذا حَثَوْتُمْ – بِأيْديكُمْ عَليّ مِنَ التّرَابِ |