اللغة المستحيلة

الكاتبُ في وطني
يتكلَّمُ كلَّ لُغَاتِ العالمِ
إلا العَرَبِيَّة
فلدينا لغةٌ مُرْعِبَةٌ
قد سَدُّوا فيها كلَّ ثُقُوبِ الحُريَّة
اللغةُ المستحيلة
الكاتبُ في وطني
يتكلَّمُ كلَّ لُغَاتِ العالمِ
إلا العَرَبِيَّة
فلدينا لغةٌ مُرْعِبَةٌ
قد سَدُّوا فيها كلَّ ثُقُوبِ الحُريَّة
شعر نزار قباني

خذي رأيي وحسبك ذاك مني

خُذي رأيي وحسبكِ ذاك منّيعلى ما فيّ من عِوَجٍ وأمْتِ
وماذا يبتغي الجُلساءُ عنديأرادوا منطِقي وأردتُ صَمتي
ويوجدُ بيننا أمدٌ قصِيٌّفأمّوا سَمتَهُمْ وأمَمْتُ سَمتي
فإنّ القرّ يدفعُ لابسيهإلى يومٍ من الأيامِ حَمت
أرى الأشياءَ تجمعها أُصولوكم في الدّهر من ثُكل وشمت
هو الحيوانُ من إنْسٍ ووحشٍوهنّ الخَيلُ من دُهمٍ وكُمت
شعر أبو العلاء المعري

إني لأستحيي وإني لفاخر

إنّي لأَسْتَحْيِي وَإنّي لَفَاخِرٌعَلى طَيّءٍ بِالأقْرَعَيْنِ وَغالِبِ
إذا رَفَعَ الطّائيُّ عَيْنَيْهِ رَفْعَةًرَآني على الجَوْزَاءِ فَوْقَ الكَوَاكبِ
وَمَا طَيّءٌ إلاّ قَبَائِلُ أُنْزِلتْإلى أهْلِ عَيْنِ التّمْرِ من كلّ جانبِ
فهذي حُدَيّا النّاسِ فَخْراً على أبيأبي غالِبٍ مُحْيي الوَئِيدِ وَحاجِبِ
وَإنْ أنَا لمْ أجْعَلْ بِأعناقِ طَيّءٍمَوَاقِعَ يَبْقى عارُها غَيرَ ذاهِبِ
فَمَا عَلِمَتْ طائِيّةٌ مَنْ أبٌ لهَا،ولَوْ سَألَتْ عَنْ أصْلِها كلَّ ناسِبِ
قصيدة الفرزدق

رب رام من بني ثعل

ربَّ رامٍ من بني ثعلٍمُتلِجٍ كَفَّيهِ في قُتَرِه
عارض زوراء من نشمغَيرُ باناةٍ عَلى وَتَرِه
قد أتتهُ الوحشُ واردة ًفَتَنَحّى النَزعُ في يَسَرِه
فرماها في فرائصهابِإِزاءِ الحَوضِ أَو عُقُرِه
بِرَهيشٍ مِن كِنانَتِهِكَتَلَظّي الجَمرِ في شَرَرِه
راشه من ريش ناهضةثُمَّ أَمهاهُ عَلى حَجَرِه
فَهْوَ لاَ تَنْمي رَمِيّتُهُمالُهُ لا عُدَّ مِن نَفَرِه
مُطْعَمٌ للصَّيْدِ لَيْسَ لَهُغَيرُها كَسبٌ عَلى كِبَرِه
وخليلٍ قد أفارقهثُمَّ لا أَبكي عَلى أَثَرِه
وَابنِ عَمٍّ قَدْ تَرَكْتُ لَهُصَفوَ ماءِ الحَوضِ عَن كَدَرِه
وَحَدِيثُ الرَّكْبِ يَوْمَ هُناًوَحَديثٌ ما عَلى قِصَرِه
وَبنُ عَمِّ قَدْ فُجِعْتُ بِهِمِثْلِ ضَوْءِ البَدْرِ في غُرَرِهْ
قصيدة امرؤ القيس الكندي

رأيت بلالا يشتري بتلاده

رَأيْتُ بِلالاً يَشْتَرِي بِتِلادِهِمَكَارِمَ فَضْلٍ لا تَنَالُ فَواضِلُهْ
هُوَ المُشْتَرِي مَا لا يُنَالُ بما غَلامِنَ المَجدِ، والمَنضُولُ رَامٍ يُناضِلُهْ
وَمَنْ يَطّلِبْ مَسْعاةَ مَا قَدْ بَنى لهأبُوهُ أبُو مُوسى تَصَعّدْ أوائِلُهْ
رَأيْتُ أكُفّاً قَصّرَ المَجدُ دُونَهاوَكَفّا بِلالٍ فِيهِمَا الخَيرُ كامِلُهْ
هُما خَيرُ كَفّيْ مُستَغاثٍ وَغٍيرِهِإذا ما بَخِيلُ القَوْمِ عَرّدَ نَائِلُهْ
يُطِيعُ رِجَالٌ نَاهِياتٍ عن العُلىوَيَأبى بِلالٌ ما تُطَاعُ عَوَاذِلُهْ
فتىً يهَبُ الجُرْجُورُ، تحتَ ضُرُوعِهابَناتُ دَجُوجيٍّ، صِغارٌ جَواثِلُهْ
جَرَى مِنْ مَدىً فوْقَ المئِينَ فلم تجدْلَهُ إذْ جَرَى منهُنّ فَحْلاً يُقابِلُهْ
وَجَاءَ، وَما مَسّ الغُبَارُ عِنَانَهُمُلِحّاً على الشّأوِ البَعِيدِ مَناقِلُهْ
فدُونَكَ هَذي يا بِلالُ، فَإنّهَاإلَيْكَ بما تَنْمي الكَرِيمَ أوائِلُهْ
شعر الفرزدق

إلهي أعدني

إلهي أعدني إلى وطني عندليب
على جنح غيمة
على ضوء نجمة
أعدني فلّة
ترف على صدري نبع وتلّة
إلهي أعدني إلى وطني عندليب
عندما كنت صغيراً وجميلاً
كانت الوردة داري والينابيع بحاري
صارت الوردة جرحاً والينابيع ضمأ
هل تغيرت كثيراً
ما تغيرت كثيراً
عندما نرجع كالريح الى منزلنا
حدّقي في جبهتي
تجدي الورد نخيلاً والينابيع عرق
تجديني مثلما كنت صغيراً وجميلا
قصيدة للشاعر محمود درويش