يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ | إِذا ما هُوَ ماشاهُ |
وَ لِلقَلبِ عَلى القَلبِ | دَليلٌ حينَ يَلقاهُ |
وَ لِلشَكلِ عَلى الشَكلِ | مَقايِيسٌ وَ أَشباهُ |
وَ في العَينِ غِناً لِلعَي | نِ أَن تَنطِقَ أَفواهُ |
وَ لا تَصحَب أَخا الجَهلِ | وَ إِيّاكَ وَ إِيّاهُ |
فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى | حَليماً حينَ آخاهُ |
وَ ذو العُرِّ إِذا ما اِحتَك | كَ ذا الصِحَّةِ أَعداهُ |
بوابة الشعراء
موقع بوابة الشعراء العرب قصائد بوابة شعراء العرب دواوين شعر و ابيات شعر و قصايد الشعر الخالدة في التاريخ المتنبي و احمد شوقي و امرؤ القيس والمزيد.
من أحب الدنيا تحير فيها
مَن أَحَبَّ الدُنيا تَحَيَّرَ فيها | وَاِكتَسى عَقلُهُ اِلتِباساً وَتيها |
رُبَّما أَتعَبَت بَنيها عَلى ذا | كَ فَكَعها وَخَلِّها لِبَنيها |
قَنِّعِ النَفسَ بِالكِفافِ وَإِلّا | طَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها |
إِنَّما أَنتَ طولَ عُمرِكَ ما عُمِّر | تَ في الساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها |
وَدَعِ اللَيلَ وَ النَهارَ جَميعاً | يَنقُلانِ الدُنيا إِلى ساكِنيها |
لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَم | يَأتِ مِن لَذَّةٍ لِمُسْتَحِليها |
التيه
تاهتْ على درْبِ الزَّمانِ خُطايا |
وضَلَلْتُ وحْدي في الظلامِ هُدايا |
وأنا الغريبُ على الطّريقِ ولم أَجِدْ |
في غُربتي رغْمَ الزِّحامِ مُنايا |
يا ألفَ حُلْمٍ في الضَّمِيرِ غَرَسْتُها |
ورَوَيْتُها مِنْ دمْعِ عَيْنِ صِبايا |
أهديْتُها زَهْرَ الشّبابِ وَيَنْعَهُ |
ووهبْتُها في التِّيهِ كُلَّ حَشايا |
ومَضيْتُ وثبًا في الطّريقِ لعلّني |
أَلْقى الذي قد كانَ فيهِ هَوايا |
و طَويْتُ عُمرًا في الزَّمانِ ولم أزَلْ |
أحْيا الذي قد كان مِنهُ ضَنايا |
تلك الجِراحُ مِنَ الجراحِ تهُزُّني |
وتُذيبُ قلبًا عاشَ مِنهُ بقايا |
تلك الوجوهُ مِنَ الأنامِ بَغيضةٌ |
لمْ يَكفِها كُلُّ الأنامِ ضحايا |
تاهَ الطّريقُ معَ الصّديقِ وبُغْيَتي |
ما عُدتُ أرْقُبُ في الفضاءِ سِوايا |
يا غُربَتِي لا للظّلامِ ووَحْشتِي |
هل مِن وَنيسٍ لو يكونُ عِدايا |
وأظلُّ أصرُخُ في الفضاءِ وغُربتِي |
فَيُجيبُني طيَّ الفضاءِ صدايا |
وكأنّ صوتًا في السّماءِ يرُدُّني |
كلُّ الخلائقِ تزْدريكَ حَشايا |
فأنا المُغيثُ أنا الأنيسُ ورحْمتي |
وسِعتْ عبادًا تحْتمي بِحِمايا |
أُعْطيكَ عبدي ما رَجوْتَ وعِزّتِي |
لا تَنْفَدَنْ في الغَيْبِ أيُّ عطايا |
رُحماكَ ربّي ما سلَوْتَ عِبادَكَ |
ما خابَ ربّي فيكَ قطُّ رجايا |
في رحاب البردة
يَا دَوحَةَ الشُّعَرَاءِ مَنْ يَسْقِي الظَّمَى | مِنْ بَعدِ مَنْ أَربَوا رَأَيتُ ظِلالِيْ |
فَسُعَادُ مَا بَانَتْ عَلَيَّ وَ ما أَرَى | رِيْماً عَلَى قاعٍ وَ ما أَوْمَى لِيْ |
ذَهَبَ الَّذِي جِبْرِيلُ أَيَّدَ قَوْلَهُ | وَ بَقِيتُ أَرثِي بِالحُرُوفِ مَقَالِيْ |
وَ أَهِيمُ فِي حَيٍّ رَجَوتُ جِوَارَهُ | عَلِّيْ بِذِيْ سَلَمٍ أُصِيبُ سُؤَالِيْ |
ٱهٍ رَسُولَ اللهِ هَلَّا جُدْتَ لِيْ | قَلبِيْ يَئِنُّ عَلَيكَ لَا أَقْوَالِيْ |
مَا لِلفَضَائِل دُونَ نَفْسِيَ قَدْ عَلَتْ | إِلَّا بِحُبِّكَ تَرْتَقِي لِمَعَالِ |
يا سيِّدي أنتَ المُرادُ و هَدْيُكم | دِينِي و عِزِّي مَا خَلاكَ زَوَالي |
أرجو لِقاءَكَ و الشَّفاعةُ غايتي | و الوَجْدُ فيكَ لِقَدْرِكَ المُتَعالي |
رُؤياكَ حَقٌّ كَمْ أريدُ بُلوغَها | و يَصُدُّنِي عنها قليلُ فِعَالِي |
أَتُراكَ تَعذُرُ مَنْ بِبَابِكَ قَدْ بَكَى | بُعْدَ المَرَام و قِلَّةَ الأعْمَالِ |
أَتُراكَ تَرضَى عنْ فُؤاديَ بُرْدَةً | و السَّتْرُ مِنْكَ فحالهُ مِنْ حالِي |
يَا رَبِّ أَصْلِحنِيْ لَعَلَّكَ تَرْتَضِيْ | وَ ارفَعْ أَذَىً جَافَاهُ أَيُّ زَوَالِ |
يا ربِّ هَبْ ليٰ مِنْ لَدُنكَ بصيرةً | وَ مَحَبَّةً فالوَجْدُ مِنٰ آمَالِيْ |
سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ إنَّكَ خَالِقِي | و مُعَذِّبِيْ أو مُكْرِمِي بِمٱلي |
مَا كُنْتُ إلَّا مِنْ عبِيدِكَ ظَالِما | وَ دُعاءُ يُونُسَ جُنَّتِيْ وَ حِبَالِي |
وَ مِنَ الصَّلاةِ على الحَبٍيبِ سَكِينَتِي | وَ بَراءَتِيْ مِنْ جَفْوَتِيْ وَ خَيَالِي |
أَكْرِم ْ بِمَنْ أَوفَى وَ صَانَ رِسَالةً | بِالحَقِّ و التَّوحِيدِ وَ الإِجلالِ |
دق وأنت ساكت
علامات ما تحت العينين تحكي قصصًا عن جُلِّ ما مر بي. |
أرق الليالي أذاق القلب مرًّا أتعبني عدد الليالي لا فرق للبحر من قُطَرِ، |
وإن زادت فمالها غارة ولا ألمُ غريق البحر لا يعطي للبلل همُّ . |
في ليلة من تلك الليالي آرِقَتِي سمع الجسد للأعضاء ما يُهَمُّ. |
سمعَ القلب يبكي ويقول يا حزني، والعقل يحكي كعادته بمنطق القلمِ |
أيا قلب ما لك للبكاء من فَصْلٍ بعيد القمر لا يهوى له قربا |
أما علمت أن الحب للجسد مرا. قل شيئا يا جسد أقنعه كرا |
قال الجسد ما للقلب من عيب، فقد حزن وهذا حاله اقتربا |
أيا عقل دعه إنَّ الوقت شافيه، وصبِّره لا تخمده بكلامك فيه |
قالت الروح ويحك يا جسد ما فيك، ما للوقت لذا مرض بشافيه |
كذبت إن قلت ينسى أو يتغاضَى، كل عضوٍ ينسى إلا القلب حتَّايَ |
رد العقل زادت الروحُ الطينَ بلة. قالوا غريقا قالت اسقوه شربة |
تب العقل لها وقال اصرفيها فكرة الحب أنسيها للقلب مرة |
ما ظننت أن الجرح بمثل العمق (,)مددا، ما اعتقدت ان الأثر بالغَ الوصلِ |
قلب الجسد فكر معي نجد حلا يناسبك ويرجع موازين الانضباط |
صاح القلب أن اخسأ عقلاً بالغ الفكر ما للقلب تفكيرٌ ولا عَقَدُ |
تمنيت لو أن الحب إرادة العقل، ولكن إرادة الله مالها رد |
اشعر يا عقل بداخلي أرجوك. اوقف منطق التفكير لحظة. |
قائد الجسد أنى لك التفكير. هيهات هيهات عمَّا مالهُ فِكْرُ. |
دع القلب والروح بندوبهما. ولا تعط لنا همًّا ولا فكرا. |
لا يشفي الزمن ندوب القلب يا جسد. أوقد شفى ندوب الجسد. |
اعمل يا قائد بدون قلبٍ. ما للقلب غير ضخ الدم عَوزا. |
سكت العقل وجيزًا ثم قال. إذا أيتها الروح امضي نحو الضبابِ |
أيها الجسد اعمل بصمت. ضخ الدم يا قلبَ الجسدِ المسكينِ |
بين النفس و الروح
رِدِي يا نَفسُ وَجْدِيَ قَبْل رَمْسِي | فَدِرسُكِ لنْ يَدُومَ عَلَيهِ وُرْسِي |
دَعِي مَا كانَ مِنْ أَيَّامِ زَهْوٍ | فَزَهوُ الوَردِ يَترُكُهُ وَ يُمْسِي |
وَ خَلِّي لِي بَقَايَا مِنْ صَنِيعٍ | سَلاكِ فِيهِ فِي سَعيٍ وَ مِرْسِ |
وَ كُنْتِ فِي الرَّغائِبِ ذاتَ رأيٍ | فإنْ خِفتِ الهزيمةَ عُدْتِ يَأسِي |
و لكنِّي هَزَمتُ اليأسَ دوما ً | بِوِردٍ لا يُحِيلُ القلبَ مَنْسِي |
و شِعرٍ فيهِ مِنْ ذِكْرٍ و رأيٍ | يُغَذِّي الرُّوح إيماناً كَغَرْسِ |
فَرُحتُ الوَجدَ أطلبُهُ دواءً | ليُصلِحَ خَافِقِي وَ يُعِيدَ دَرْسِي |
فلي فِي العِشْقِ رُومِيٌّ إِمَامٌ | وَ فِي الأشعارِ آوي لابنِ عَبْسِ |
فَمَا رُومِيَّةُ العِشْقِ سَلَتنِي | وَ لا ذِكرُ المَشَاهِدِ كانَ تُرسِي |
و لكنِّي على عِشقِي مُغِيرٌ | وَ عِشقِي للإغارةِ صَانَ نَفْسِي |
لِيومٍ عاثَتِ الحُدثَاءُ فيهِ | فَطَوَّفتُ المَدَائِنَ مِثْلَ عُنْسِ |
فَلا أَمسَيتُ فِي شِعري مُغِيرٌ | وَ لا عِشْقِي تَجَلَّى مِثْلَ أمْسِي |