يا ساكناً قلبي

يا ساكناً قلبي طلبتك تعذرُ
و تُبيح زلّاتي تقلُّ عثاري
ماذنب من تاق الحديث بقربكم
ملّا من الأوزان والأشعارِ
والله لا أقوى خصاماً بيننا
يكفي ديارك قفرةٌ عن داري
يكفي محالٌ قربنا من بعضنا
أتريد قلبي جمرةً من نارِ ؟
لو كان صبري في الهوى ذو رفعةٍ
أُدخلتُ منه منازلَ الأبرارِ
كتبها الشاعر عبدالرحمن غوماندر

سر الهوى

مُستَعْذِبَ الأنّاتِ في كبدي
مَهلًا فِداكَ القلبُ والألمُ
آثرْتُ طيَّ الوُدِّ في خَلَدي
كالطفلِ ينمو ضمَّهُ الرّحِمُ
وكتمتُ حُبًّا شفَّني كَمَدًا
بعضُ المعاني موْتُها الكَلِمُ
ما ضرَّ حُبّي بُعْدُ حيِّكُمُ
كالشمسِ تعشقُ ضوءَها الأممُ
آهاتُ صدري في الهوى طرَبٌ
بعضُ الأغاني لحنُها السّقَمُ
بيني وبينكَ في الهوى نسَبٌ
و دماؤُنا طيَّ الفؤادِ دمُ
لو خيَّروني في الهوى بدلا
فلأجلِ عينكَ فيه أعتَصمُ
تحْلو الحياةُ بصوتِكَ الطّرِبِ
وبغيرِ همسِكَ عيشُنا عدَمُ
إنْ كان عشقُ الحُسْنِ معصَيةً
فالنّاسِكُونَ منَ الجَزَا حُرِمُوا
والعاشقون بغيّهم خَلدُوا
في النارِ إيلامًا و ما رُحِمُوا
والأُذْنُ مِثلُ العينِ عاشِقَةٌ
في القلبِ أمْرُ العينِ يحتَكِمُ
لِلعِشقِ عينٌ غير ما أُلِفَتْ
لترى الجوانحَ دونها الشّيَمُ
لم يعصَ قلبي العينَ إن عشِقَتْ
نبضُ القلوبِ منَ الجوى حِمَمُ
كلُّ الجوارحِ في الضَّنى وَلِهَتْ
يا ويْحَ جُرحي كيفَ يلْتَئِمُ
أهلُ الهوى من سُهْدِهم فُطِرُوا
والدّمعُ سيلٌ خطّهُ القَلمُ
إنّ القلوبَ طباعُها عَجَبٌ
أهلُ النُّهى في عشقِهم رَغِمُوا
وترى المُلوكَ على العِدا قدَرُوا
وبِلَحْظِ طَرْفٍ في الهوى حُكِمُوا
كم مِن جحافِلَ كَرُّها ظَفَرٌ
وأتت عليها الكاعِبُ الرّئِمُ
كم مِن فَصيحٍ حائِكٍ فَطِنٍ
عَيُّ اللسانِ منَ الهوى عَجِمُ
العشقُ سِرٌّ ليس يعلمُهُ
إلّا الرّحيمُ البارئُ العلِمُ
كتبها الشاعر صلاح أمين حسين

غريب مزون

عَلَى “الأَفْلاجِ” مَنْ يَمْشِي وَحِيدا
وَ لَوْنُ القَهْرِ قَدْ غَطَّى
جَبِيناً ضَمَّ ألواحاً
رَعَاها التِّيهْ فِي زَمَنٍ
وَ كَسَّرَهَا عَلى غَضَبٍ
وَ يَبْكِي كُلَّ مَنْ عَبَدَ الحَدِيدَ
••••••
غَرِيبٌ فِي “مُزُوْنَ” رًوَى قَصِيدَةْ
يُغَنِّي عِزَّةً بُتِرَتْ
كَغُصنٍ ضَاقَ بالثَّمَرِ
فَخَانُوهُ عَلى جَهْلٍ
وَ خَلُّوا النَّار تَحضُنُهُ
وَ تُردِيهِ كَمَا تُردِي جَرِيدا
••••••
وَ يَرمِي نَظْرَةّ تُبْقِيهِ حَيْدا
بِحَارٌ ذَاقَتِ الحُلمَ
فَأدمَنَتِ الحِكاياتِ
وَ نَظْرَتُهُ تُسَلِّيهَا
وَ شَهْوَتُها تُغَذِّيهِ
لِأَنْ يَحيَا وَ يَنْتَظِرَ المَزِيدَ
كتبها الشاعر أحمد محي الدين عرندس

وكأنما نهاري بدون ضوء

وكأنما نهاري بدون ضوءٍ قد طلا
وعشعشَ الليلُ برمتهِ في داخلي
واني رجوت ربي خلف الملا
صبراً فقد فاضت سيولاً ادمعي
ما كنتُ مرا وابيت حقي في العلا
وسرت بين نارين انا وكل كرامتي
واخذتُ اعطي كل ماعندي بلا
الا وكل ماعندي ب اللهِ لايكفي
كتبها الشاعر دانيار – حسابه @dnyr_11

تبت يد الشعراء

تَبَّتْ يَدُ الشُّعراءِ بَلْ أَفواهُهُمْ
أنَّى لَهُمْ أَسرَ الجَمَالِ بِقَافِيةْ
مَا أَخذَلَ الحَرفِ الّذي حَالَفتُهُ
وَ أَمَامَها هَا قَد بَدَى “لا” نَافِيَةْ
ضَاعَتْ حُرُوفِيَ مِنْ لِسانِيَ رَهْبَةً
و استَوحَشَتْ لُغَتِي وَ فَرَّتْ حَافِيَةْ
وَ لَجَأتُ لِلقَلْبِ الّذَي مَا عَادَ لِي
فَأحَالَنِي نَحوَ العُيُون الرَّافِيَةْ
فَأَعَادَ حَاءٌ وَصلَهُ مَع بَائِهِ
وَ بِرَايَةِ القَلبِ اِستَعَدتُ الجَافِيَةْ
فَنَظَرتُهَا مُتَجَلِّداً مُتَحَيِّزاً
لِلعَبقَرِيِّ وَ مَا أَتَى مِنْ خَافِيَةْ
وَ رَأيتُ فِيها مَا عَلِمتُ وَ هَزَّنِي
وَ نَهَرتُ صَمْتِي فَاستَحَالَ لِقَافِيَةْ
فَالشِّعر ليلٌ مِنْ هُمُومٍ حَالِكٌ
أَودَى بِقَلبِيَ وَ استَدَنتُ العَافِيَةَ
الصُّبحُ زَيفٌ دُونَ خَلْعِ نِقَابِهَا
و النَّارُ صَنْعَتُهَا لِتُقْبَسَ صَافِيَةْ
وَ الأَنْفُ عِزٌ و اِفتِخَار مَلِيكَةٍ
زُخِمَتْ حِمَاهَا بِالرُّفاتِ السَّافِيَةْ
و الكَونُ سِجْنٌ لِلأَسِيرِ لِلَحظِهَا
وَ الرِّمشُ سَوطٌ لا تَرُدُّه غَافِيَةْ
وَ الثَّغْرُ يَاقُوتٌ يُغَطِّي لُؤلُؤاً
تَكْفِي ابتِسَامَتُها وَ تُوصَفُ شَافِيَةْ
و النَّحرُ مِحرَابٌ بِجِيْدٍ قُدِّمَت
قُربانُه رُوحِي عَسَاهَا كَافِيَةَ
كتبها الشاعر أحمد محي الدين عرندس

نعي

آهٍ عَـلَى نَـفْـسٍ رَمَـتْ آمَالَهَافي قَفْـرِ شَـقْوَتِها وَ وَادِيها السَّحيقْ
قَوْلِي يَـكَادُ يَـخُوْنُـنِي رِفْقاً بِهَافَأَعُـودُ أَلْجُـمُهُ فَزَيْـفِيَ لَا يَلِيقْ
نَعْيِـي لِنَفْسِي مَا أردت بُلُوْغَهَامِنِّي فَطُفْتُ عَلَى القَوَافِـلِ وَ الفَرِيقْ
نَادَيْـتُهُم مَـنْ مُـنْشِدٌ عَنِّي لَهَاقَالُوا لِـحَادِيْهم : أَلَا أَنْتَ الوَثِـيـقْ
يَا حَادِيَ الظَعْن المُيَمِّمُ أَرْضَهاأَوْقِدْ عَلَى الحُزْنِ القُلُوْبَ عَلَى الطَرِيق
أوْقِـدْ وَ لَا تَخْـشَ النَفَادَ فُحُبُّـهَايَجْنِي دُمُوعِـي خَازِنَاً دَنَّـاً عَتِيـقْ
حُـزْنِي كَنَارٍ لِلأَكَاسِـرِ صَانَهَابًعْـدُ الدِّيَـارِ وَ سَــادِنٌ قَلْـبٌ رَقِيـقْ
حُـزْنِي كَنارٍ لَا يَخِـفُّ أَوَارُهَـاتكْفِيْكَ دَهْراً فِي المَـسِيْرِ وَ لَنْ تُطِيـقْ
كَيْـفَ الـسَّبِيْلُ لِمَـنْ يُـرَنِّمُ ذِكْرَهَاأَنْ لَا يَقُـولَ الآهَ حُـزْناً يَا صَدِيـق
وَ إِذَا مررَتَ بِحَيِّهَا قِفْ قُلْ لَهَاضَاعَ المُتَيَّمُ فِي هَـوَاكِ بِلا رَفِيـقْ
ذَهَبَ الوقار بِكَأسِ هَجْرٍ ذَاقَهَاوَ صَحَا جُنُونٌ يَنْزِفُ الشِّعْرَ الحَرِيقْ
قَالَ الدُّمُوعَ وَ قَالَ رُوْحاً مَا سَهَاعَـنْ نَزْفِهَا ألماً و قهراً كالغريقْ
كَالرَّمْلِ يَهْجُرُ سَاعَةً هُوَ عُمْرُهَاإِنَّ الأُفُولَ لِكَوْكَبٍ يَـرِثُ البَرِيقْ
كتبها الشاعر أحمد محي الدين عرندس