في الدرب الطويل، يسكن الصبرُ، |
مثل السحاب، في صمته يعتمرُ. |
يُبنى بالدمع، ولا يتزعزع، |
تحت الغيم، يتنفس، ولا ينهزم. |
وفي العفو، بحرٌ عميق، |
يخفي الهمس، ويطوي السقيع. |
لا يراه سوى من غرق في الظلام، |
وفي نسيانٍ، ينبت السلام. |
أما الإخلاص، فهو نورٌ خفي، |
يضيء الطريق، في الهدى يفي. |
لا يعترف بالزمن ولا بالقدر، |
وفي القلب، لا يتبدل ولا يغدر. |
تسير الأرواح بين المدى البعيد، |
والكلمات تهمس، والأفعال تبيد. |
لا شيء يدوم في هذا الكون الزائل، |
إلا ما كان في الصمت ثابتًا، لا يضائل. |
ديوان
موقع الديوان شعر قصائد عربية مميزة Diwan الشعر العربي من العصر الجاهلي مرورا بالعصر العباسي و الأموي وصولا للعصر الحديث أشعار متنوعة.
سكون
و كأنها لمسة من وداع مختصم |
موعد للآفاق معتصم |
أترفضين قلبا أقسم |
بفؤاد حمام مشتمل |
و قول صديق هل أنا مبتدع |
وصال والشمس مقتصيا |
هل أنت يا نجم مستسلما ؟ |
لقضاء كالمهد منتئم… |
أحبك فوق كل ساكنا |
و في سبيل كل شاهد ملتزم.. |
هل أنا منهزما و هل أنت مصدقتي |
أخوي مرا بالقبور
أَخَوَيَّ مُرّا بِالقُبو | رِ فَسلِّما قَبلَ المَسيرِ |
ثُمَّ ادعوا يا مَن بِها | مِن ماجِدٍ قَرمٍ فَخورِ |
وَ مُسَوّدٍ رَحبِ الفِنا | ءِ أَغَرَّ كَالقَمَرِ المُنيرِ |
يا مَن تَضَمَّنُهُ المَقا | بِرُ مِن صَغيرٍ أَو كَبيرِ |
هَل فيكُمُ أَو مِنكُمُ | مِن مُستَجارٍ أَو مُجيرِ |
أَو ناطِقٍ أَو سامِعٍ | يَوماً بِعُرفٍ أَو نَكيرِ |
أَهلَ القُبورِ أَحِبَّتي | بَعدَ الجَزالَةِ وَالسُرورِ |
بَعدَ الغَضارَةِ وَالنَضا | رَةِ وَالتَنَعُّمِ وَالحُبورِ |
بَعدَ المَشاهِدِ وَالمَجا | لِسِ وَ الدَساكِرِ وَالقُصورِ |
بَعدَ الحِسانِ المُسمِعا | تِ وَبَعدَ رَبّاتِ الخُدورِ |
وَالناجِياتِ المُنجِيا | تِ مِنَ المَهالِكِ وَالشُرورِ |
أَصبَحتُم تَحتَ الثَرى | بَينَ الصَفائِحِ وَالصُخورِ |
أَهلَ القُبورِ إِلَيكُمُ | لا بُدَّ عاقِبَةُ المَصيرِ |
أصبحتُ والله في مضيق
أصبحتُ والله في مضيق | هل منْ دليلٍ على الطريقِ |
أفٍّ لدنيا تلاعبتْ بي | تلاعبَ الموج بالغريقِ |
أصبتُ فيها دُريهماتٍ | فبغضتني إلى الصديقِ |
قصيدة اخر نفس
اخر نفس طالع حضنت أنا سلاحي |
مزجته بالبارود يرسملي افراحي |
وطلقته لعدوى تممت أنا كفاحي |
اخر نفس طالع رسمته بالتضحية |
•°•°•°•°• |
اخر نفس طالع كان برده بيقاوم |
إيدى على زنادي وعل البندقية |
اخر نفس طالع ندرته للحرية |
•°•°•°•°• |
مشوار وخطيته بسلاحي يا رفيقي |
مشوار طويل والعمر أنا فديته |
كان الفداء دمى وسنين الاوجاع |
اخر نفس طالع طلقته بايديا |
•°•°•°•°• |
اخر نفس طالع كان ثاير |
وكان بيهتف وسط المعركة |
يسمع صداه كل مغتصب جاير |
تسمع صداه الرصاصة والبندقية |
•°•°•°•°• |
اخر نفس طالع كان شعلة للاحرار |
وكان ينتشى ويهتف مع الثوار |
اخر نفس طالع يهزم الاستعمار |
اخر نفس طالع كان بالبارود والنار |
الجمال الكافي
يا لـجــمـالٍ ظَــلَّ واقِــفــاً مـعي |
بِحُـسنهِ لـيلاً يَـقضُّ مَـضــجَـعي |
يالـعـيـونٍ رُسِـمـتْ تــحـتَ حـوا |
جبٍ مَـضَتْ كأسْهُمٍ فـي أضْلُعي |
ويـــالـــثـغرٍ لـــمْ أرى كـمِـثـلِــــهِ |
يبـدو كَـقوسٍ مِـن وراءِ الْبُـرقُـعِ |
ويـالـشَـعـرٍ لِــنَّســيـمِ صــاحـبــاً |
ويـالـطـولٍ شِـبهُــهُ لــمْ يُــصـنـعِ |
قد أخَـذتْ عـقلي لها فـي لحظةٍ |
بِــمَـشــيِـهـا وثَـوبِـهــا الْـمُـرَصَّــعِ |
فَـالْأنـفُ صَــيّــادٌ أصـابَ مُـقلتي |
والصَّوتُ لحنٌ عالِقٌ في مَسمعي |
والــخَـدُّ قـاتـــلٌ أبــاحَ مَـقــتَلي |
فـي ظـلـمـةٍ بِـنـورهِ الْمُـشـعـشـعِ |
لاتَـقــتُـلـي قــلـباً أتــاكِ مُـلـهَــفـاً |
فَـانْـصَرفي والْكـفَّ عنهُ فَارْفعي |
لاتَجـرحـي إحـسـاسَ مَـن أحبَّكِ |
والْقـلبَ مِـن أشـواقِـهِ لاتَـمــنعي |