نظرتي لها

كانت أملًا بين الأنامِ جميعهم
كحصانٍ أبيضٍ، وكنتُ البهيمُ
كانت قمرًا بالأرضِ قد نزلتْ
وفي عينيها أضيعُ وأهيمُ
علقتُ بها حسنَ الظنونِ جميعها
ونسيتُ في الواقعِ أني البهيمُ
كانت “هاجر” في حلمي وقلبيَ
ونسيتُ حقًّا أني لستُ إبراهيمُ
بلمولات يونس شمس الدين

عهد الأرض و الشهادة

يا مَن تَكَلَّمْتَ عَنْهُ المِحَنُ
يا مَن تَكَالَبَتْ عَلَيْهِ المَنَاجِدُ
يا قَلْبًا مُمْتَلِئًا بِالْهُمُومِ
يا بَحْرًا يَطُوفُ بِهِ الْقُرُوشُ
وَيَا أَحِبَّةَ خَلِيلِكَ
وَجَمَالَ مَدَائِنِكَ
يَافَا وَحَيْفَا وَغَزَّةُ
وَيَا لِعَظَمَةِ مَكَانَتِ قُدْسِكَ
وَيَا لِشِدَّةِ بَأْسِ مُقَاوَمَتِكَ
عَلَى كُلِّ مُعْتَدٍ غَاصِبٍ
يَسْتَبِيحُونَ أَرْضَنَا
يَجْمَعُونَ قُوَى الْعَالَمِ
بِحَمَاقَتِهِمْ وَسَذَاجَتِهِمْ
يَظُنُّونَ أَنَّهُ لَا يُوجَدُ
أَحَدٌ لِرَدْعِهِمْ
وَاللَّهُ وَبِاللَّهِ وَتَاللَّهِ
سَنَسْتَعِيدُهَا رَغْمَ عَنْ
كُلِّ مُعْتَدٍ غَاصِبٍ
فِدْيًا لِمَسْرَى رَسُولِنَا
اِنتِقَامًا لِأَطْفَالِنَا وَنِسَائِنَا
اِشْتِيَاقًا لِكُلِّ وَرَقَةٍ عَلَى هَذِهِ الْأَرْضِ
فِي نَهْجِنَا إِمَّا النَّصْرُ وَإِمَّا الشَّهَادَةُ
وَفِي نَهْجِهِمْ لَا يَعْرِفُونَ إِلَّا الْخَسَارَةُ
نَصْرٌ لَنَا وَخَسَارَةٌ وَخِزْيٌ لَهُمْ
الخِزْيُ لِكُلِّ مُتَصَهْيِنٍ مُتَخَاذِلٍ
وَالنَّصْرُ لِكُلِّ فِدَائِيٍّ مُقَاوِمٍ
آلاء ابو همام

تحية إجلال

تحية إجلال بصوت المنابرتخص كرام الناس من آل ظافرِ
تحية تبجيلٍ مع المدح والثناتسير بها الركبان فوق المياثر
فمن عتمة الخضراء أهدِي تحيةًوأبعثها ثكلى معَ كل سائر
إلى علم الأعلام ذي الرأي والحِجاإلى القمّة الشّماء نجْل الأكابرِ
إلى خلف الأعلام (عبداً لربنا)(معلمنا) نجم القرى والحواضرِ
(معلمنا) قد خطّ (تنكيل) بغيهموأنت خططت(الزاد)نعمَ المسامرِ
أيا أحمد المعروف بالعلم والتقىٰفكم سطّرتْ عنكم مداد المحابر
وعيتَ كتاب الله من غير نبوةٍوأرشدتَ أجيالاً لنا كالجواهر
فسلْ حِلقَ التحفيظ تنبيك أنهاتخرّج منها كل خيرٍ وماهرِ
فكنتم مناراً نحوه الناس يممواوكم بعدكم يا خل للذكر سائرِ
سألتُ إلهي أن يسدّد سعيكمويبعدكم عن شر كل الدساترِ
ويسكنكم جنات عدنٍ بفضلهِمعَ كلّ صدّيقٍ صدوقٍ وصابرِ
ويحفظكم أيضاً ويحفظ أهلكمويرحم آباءً لكم في المقابر
فتحي قاسم الزبدي العتمي اليماني
مخلاف حمّير الوسط_عتمة_ذمار _اليمن

ماذا لو

ماذا لو كانت حياتي صحراءً..
وكنتي أنتي المطر؟
ماذا لو في ليلةٍ قاتمةٍ..
كنتي لي القمر؟
أ تكوني لي الملجأ
إذا هَجَرَنا الملاذُ وتمرد القدر؟
حين يبلل رموشنا المطرُ
ويغشّي ضبابُ سماءِنا البصر
ويتغنّى بقدومنا الشجر..
ليكن منزلنا منزلاً ريفياً بعيداً
نشكو له الدنيا ونعتزل البشر..
محمود حمزه

قد فقدنا الوفاء فقد الحميم

قَد فَقَدنا الوَفاءَ فَقدَ الحَميمِوَبَكَينا العُلا بُكاءَ الرُسومِ
لا أَمَلُّ الزَمانَ ذَمّاً وَحَسَبيشُغُلاً أَن ذَمَمتُ كُلَّ ذَميمِ
أَتَظُنُّ الغِنى ثَواءً لِذي الهِمَّةِ مِن وَقفَةٍ بِبابِ لَئيمِ
وَأَرى عِندَ خَجلَةِ الرِدِّ مِنّيخَطَراً في السُؤالِ جِدَّ عَظيمِ
وَ لَوَجهُ البَخيلِ أَحسَنُ في بَعضِ الأَحايينِ مِن قَفا المَحرومِ
كَريمٍ غَدا فَأَعلَقَ كَفّيمُستَميحاً في نِعمَةٍ مِن كَريمِ
حازَ حَمدي وَلِلرِياحِ اللَواتيتَجلُبُ الغَيثَ مِثلُ حَمدِ الغُيومِ
عَودَةٌ بَعدَ بَدأَةٍ مِنكَ كانَتأَمسِ يا أَحمَدَ اِبنَ عَبدِ الرَحيمِ
ما تَأَتّيكَ بِالظَنينِ وَلا وَجهُكَ في وَجهِ حاجَتي بِشَتيمِ
البحتري

 أبى الليل إلا أن يعود بطوله

أَبى اللَيلُ إِلّا أَن يَعودَ بِطولِهِعَلى عاشِقٍ نَزرِ المَنامِ قَليلِهِ
إِذا ما نَهاهُ العاذِلونَ تَتابَعَتلَهُ أَدمُعٌ لا تَرعَوي لِعَذولِهِ
لَعَلَّ اِقتِرابَ الدارِ يَثني دُموعَهُفَيُقلِعَ أَو يَشفي جَوىً مِن غَليلِهِ
وَمازالَ تَوحيدُ المَطايا وَطَيُّهابِنا البُعدَ مِن حَزنِ المَلا وَسُهولِهِ
إِلى أَن بَدا صَحنُ العِراقِ وَكُشِّفَتسُجوفُ الدُجى عَن مائِهِ وَنَخيلِهِ
يَظَلُّ الحَمامُ الوُرقُ في جَنَباتِهِيُذَكِّرُنا أَحبابَنا بِهَديلِهِ
فَأَحْيَت مُحِبّاً رُؤيَةٌ مِن حَبيبِهِوَسَرَّت خَليلاً أَوبَةٌ مِن خَليلِهِ
بِنُعمى أَميرِ المُؤمِنينَ وَفَضلِهِغَدا العَيشُ غَضّاً بَعدَ طولِ ذُبولِهِ
إِمامٌ رَآهُ اللَهُ أَولى عِبادِهِبِحَقٍّ وَ أَهداهُم لِقَصدِ سَبيلِهِ
خَليفَتُهُ في أَرضِهِ وَوَلِيُّهُ الرَضِيُّ لَدَيهِ وَابنُ عَمِّ رَسولِهِ
وَبَحرٌ يَمُدُّ الراغِبونَ عُيونَهُمإِلى ظاهِرِ المَعروفِ فيهِم جَزيلِهِ
تَرى الأَرضَ تُسقى غَيثَها بِمُرورِهِعَلَيها وَ تُكسى نَبتَها بِنُخولِهِ
أَتى مِن بِلادِ الغَربِ في عَدَدِ النَقانَقا الرَملِ مِن فُرسانِهِ وَخُيولِهِ
فَأَسفَرَ وَجهُ الشَرقِ حَتّى كَأَنَّماتَبَلَّجَ فيهِ البَدرُ بَعدَ أُفولِهِ
وَقَد لَبِسَت بَغدادُ أَحسَنَ زِيِّهالِإِقبالِهِ وَاِستَشرَفَت لِعُدولِهِ
وَيَثنيهِ عَنها شَوقُهُ وَنِزاعُهُإِلى عَرضِ صَحنِ الجَعفَرِيِّ وَطولِهِ
إِلى مَنزِلٍ فيهِ أَحِبّاؤُهُ الأُلىلِقاؤُهُمُ أَقصى مُناهُ وَسولِهِ
مَحَلٌّ يَطيبُ العَيشَ رِقَّةُ لَيلِهِوَبَردُ ضُحاهُ وَاِعتِدالُ أَصيلِهِ
لَعَمري لَقَد آبَ الخَليفَةُ جَعفَرٌوَفي كُلِّ نَفسٍ حاجَةٌ مِن قُفولِهِ
دَعاهُ الهَوى مِن سُرَّ مَن راءَ فَاِنكَفاإِلَيها اِنكِفاءَ اللَيثِ تِلقاءَ غيلِهِ
عَلى أَنَّها قَد كانَ بُدِّلَ طيبُهاوَ رُحِّلَ عَنها أُنسُها بِرَحيلِهِ
وَ إِفراطُها في القُبحِ عِندَ خُروجِهِكَإِفراطِها في الحُسنِ عِندَ دُخولِهِ
لِيَهنِ اِبنَهُ خَيرَ البَنينَ مُحَمَّداًقُدومُ أَبٍ عالي المَحَلِّ جَليلِهِ
غَدا وَهوَ فَردٌ في الفَضائِلِ كُلِّهافَهَل مُخبِرٌ عَن مِثلِهِ أَو عَديلِهِ
وَإِنَّ وُلاةَ العَهدِ في الحِلمِ وَالتُقىوَ في الفَضلِ مِن أَمثالِهِ وَ شُكولِهِ
البحتري