قصائد العرب

أَجَبتُ بِلَيلى مَن دَعاني تَجَلُّداً ~ عَسى أَنَّ كَربي يَنجَلي فَأَعودُ

وَتَرجِعُ لي روحُ الحَياةِ فَإِنَّني ~ بِنَفسِيَ لَو عايَنتَني لَأَجودُ

سَقى حَيَّ لَيلى حينَ أَمسَت وَأَصبحَت ~ مِنَ الأَرضِ مُنهَل الغَمامِ رَعودُ

عَلى كُلِّ حالٍ إِن دَنَت أَو تَباعدت ~ أَنا كَلِفٌ صَب بِها وعميد

فَلا البُعدُ يُسليني وَلا القُربُ نافِعي ~ وَلَيلي طَويلٌ وَالسُهادُ شَديدُ

يَقولُ لِيَ الواشونَ إِذ يَرصُدونَني ~ وَمِنهُم عَلَينا أَعيُنٌ وَرُصودُ

سَلا كُلُّ صَبٍّ حِبَّهُ وَخَليلَه ~ وَأَنتَ لِلَيلى عاشِقٌ وَوَدود

فَدَعني وَما أَلقاهُ مِن أَلَمِ الهَوى ~ بِنارٍ لَها بَينَ الضُلوعِ وَقودُ

أُعالِجُ مِن نَفسي بَقايا حُشاشَة ~ عَلى رِمَّتي وَالروحُ فِيَّ تَجود

دنياكَ تُكْنى بأم دَفرٍ ~ لم يَكْنِها الناسُ أمَّ طِيب

فأذَنْ إلى هاتفٍ مُجيد ~ قامَ على غصنِه الرّطيب

يكونُ، عند اللبيبِ منا ~ أبلغ من واعظٍ خطيب

يحلِف ما جادت اللّيالي ~ إلاّ بسمٍّ لنا قَطيبِ

إذا قضى اللَّهُ أمراً جاء مُبتدراً ~ وكلُّ ما أنت لاقيهِ بتسبيب

ظلّتْ مُلاحِيَةً في الشيءِ تفعلهُ ~ جهلاً، مُلاحِيةٌ منْ بعد غربيبِ

لو لم يصيبوا مُداماً من غراسِهم ~ لجازَ أن يُمطرُوها في الشّآبيبِ

ولامترتْها، وخيلُ القوم جائلة ~ أيدي الفوارسِ من صُمّ الأنابيبِ

العلم كالقفل إن ألفيتهُ عسراً ~ فخلّه، ثمّ عاودهُ لينفتحا

وقد يخونُ رجاء بعد خِدمَتِه ~ ، كالغرب خانتْ قواه، بعدما مُتحا

إذا قيل لك: اخشَ الله ~ مولاك فقل آرا

كأنّ الأنجمَ السبعة ~ في لُعبة بُقّارا

خُزامى، وأقاحي ~ وصفراءُ وشُقّارا

ومَنْ فوقَ الثرى يَصغُر ~ في أجزاءِ منْ وارا

وأصبحتُ مع الدنيا ~ أدارِيها كمنْ دارى

إذا بارأها قوم ~ فقلبي حبُّها بارى

وما يُرْهِبُني جاريَ ~ إن ناضلَ أو جارى

وما عِرسيَ حوراء ~ ولا خُبزيَ حوارا

قضى اللَّه أن الآدميّ معذب ~ إلى أن يقول العالِمون به قضا

فهنّىء ولاة الميت يوم رحيله ~ أصابوا تُراثاً واستراح الذي مضى