إِنّي كَتَبتُ إِلَيكَ أَلتَمِسُ الغِنى | بِيَدَيكَ أَو بِيَدَي أَبيكَ الهَيثَمِ |
أَيدٍ سَبَقنَ إِلى المُنادي بِالقِرى | وَالبَأسِ في سَبَلِ العَجاجِ الأَقتَمِ |
الشاعِباتِ إِذا الأُمورُ تَفاقَمَت | وَالمُطعِماتِ إِذا يَدٌ لَم تُطعَمِ |
وَالمُصلِحاتِ بِمالِهِنَّ ذَوي الغِنى | وَالخاضِباتِ قَنا الأَسِنَّةِ بِالدَمِ |
إِنّي حَلَفتُ بِرافِعينَ أَكُفَّهُم | بَينَ الحَطيمِ وَبَينَ حَوضَي زَمزَمِ |
لتَأتِيَنّكَ مِدْحَةٌ مَشْهُورَةٌ | غَرّاءُ يَعرِفُها رِفاقُ المَوسِمِ |
بني نهشل هلا أصابت رماحكم
بَني نَهشَلٍ هَلاّ أصَابَتْ رِماحُكُم | عَلى حَنْثَلٍ فيما يُصَادِفْنَ مِرْبَعا |
وَجَدْتُمْ زَباباً كان أضْعَفَ ناصِراً | وَأقرَبَ من دارِ الهَوَانِ، وَأضْرَعا |
قَتَلْتُمْ بِهِ ثَوْلَ الضّباعِ فَغادَرَتْ | مَناصِلُكُمْ مِنْهُ خَصِيلاً مَوَضَّعا |
فكَيْفَ يَنامُ ابْنا صُبَيْحٍ وَمِرْبَعٌ | عَلى حَنْثَلٍ يُسْقَى الحَليبَ المُنَقَّعا |
أنا ابن خندف والحامي حقيقتها
أَنا اِبنُ خِندِفَ وَالحامي حَقيقَتَها – قَد جَعَلوا في يَدَيَّ الشَمسَ وَالقَمَرا وَلَو نَفَرتَ بِقَيسٍ لَاِحتَقَرتُهُمُ – إِلى تَميمٍ تَقودُ الخَيلَ وَالعَكَرا وَفيهِمِ مائَتا أَلفٍ فَوارِسُهُم – وَحَرشَفٌ كَجُشاءِ اللَيلِ إِذ زَخَرا كانوا إِذاً لِتَميمٍ لُقمَةً ذَهَبَت – في ذي بَلاعيمَ لَهّامٍ إِذا فَغَرا باتَ تَميمٌ وَهُم في بَعضِ أَوعِيَةٍ – مِن بَطنِهِ قَد تَعَشّاهُم وَما شَعَرا يا أَيُّها النابِحُ العاوي لِشِقوَتِهِ – إِلَيَّ أُخبِركَ عَمّا تَجهَلُ الخَبَرا بِأَنَّ حَيّاتِ قَيسٍ إِن دَلَفتَ بِها – حَيّاتُ ماءٍ سَتَلقى الحَيَّةَ الذَكَرا أَصَمَّ لا تَقرَبُ الحَيّاتُ هَضبَتَهُ – وَلَيسَ حَيٌّ لَهُ عاشٍ يَرى أَثَرا يا قَيسَ عَيلانَ إِنّي كُنتُ قُلتُ لَكُم – يا قَيسَ عَيلانَ أَن لا تُسرِعوا الضَجَرا إِنّي مَتى أَهجُ قَوماً لا أَدَع لَهُمُ – سَمعاً إِذا اِستَمَعوا صَوتي وَلا بَصَرا يا غَطَفانُ دَعي مَرعى مُهَنَّأَةٍ – تُعدي الصِحاحَ إِذا ما عَرُّها اِنتَشَرا لا يُبرِئُ القَطِرانُ المَحضُ ناشِرَها – إِذا تَصَعَّدَ في الأَعناقِ وَاِستَعَرا لَو لَم تَكُن غَطَفانٌ لا ذُنوبَ لَها – إِلَيَّ لامَ ذَوُو أَحلامِهِم عُمَرا مَمّا تَشَجَّعَ مِنّي حينَ هَجهَجَ بي – مِن بَينِ مَغرِبِها وَالقَرنِ إِذ فَطَرا |
يقول أناس لو وصفت لنا الهوى
يَقولُ أُناسُ لَو وَصَفتَ لَنا الهَوى | لَعَلَّ الَّذي لا يَعرِفُ الحُبَّ يَعرِفُ |
فَقُلتُ لَقَد ذُقتُ الهَوى ثُمَّ ذُقتُهُ | فَوَ اللَهِ ما أَدري الهَوى كَيفَ يوصَفُ |
كانت النملة تمشي
كانَتِ النَملَةُ تَمشي | مَرَّةً تَحتَ المُقَطَّم |
فَاِرتَخى مَفصِلُها مِن | هَيبَةِ الطَودِ المُعَظَّم |
وَاِنثَنَت تَنظُرُ حَتّى | أَوجَدَ الخَوفُ وَأَعدَم |
قالَتِ اليَومَ هَلاكي | حَلَّ يَومي وَتَحَتَّم |
لَيتَ شِعري كَيفَ أَنجو | إِن هَوى هَذا وَأَسلَم |
فَسَعَت تَجري وَعَينا | ها تَرى الطَودَ فَتَندَم |
سَقَطَت في شِبرِ ماءٍ | هُوَ عِندَ النَملِ كَاليَم |
فَبَكَت يَأساً وَصاحَت | قَبلَ جَريِ الماءِ في الفَم |
ثُمَّ قالَت وَهيَ أَدرى | بِالَّذي قالَت وَأَعلَم |
لَيتَني لَم أَتَأَخَّر | لَيتَني لَم أَتَقَدَّم |
لَيتَني سَلَّمتُ فَالعا | قِلُ مَن خافَ فَسَلَّم |
صاحِ لا تَخشَ عَظيما | فَالَّذي في الغَيبِ أَعظَم |
لا تتركيني
وطني جبينك، فاسمعيني |
لا تتركيني |
خلف السياج |
كعشبة برية |
كيمامة مهجورة |
لا تتركيني |
قمرا تعيسا |
كوكبا متسولا بين الغصون |
لا تتركيني |
حرا بحزني |
واحبسيني |
بيد تصبّ الشمس |
فوق كوى سجوني |
وتعوّدي أن تحرقيني |
إن كنت لي |
شغفا بأحجاري بزيتوني |
بشبّاكي… بطيني |
وطني جبينك، فاسمعيني |
لا تتركيني! |