إني كتبت إليك ألتمس الغنى

إِنّي كَتَبتُ إِلَيكَ أَلتَمِسُ الغِنىبِيَدَيكَ أَو بِيَدَي أَبيكَ الهَيثَمِ
أَيدٍ سَبَقنَ إِلى المُنادي بِالقِرىوَالبَأسِ في سَبَلِ العَجاجِ الأَقتَمِ
الشاعِباتِ إِذا الأُمورُ تَفاقَمَتوَالمُطعِماتِ إِذا يَدٌ لَم تُطعَمِ
وَالمُصلِحاتِ بِمالِهِنَّ ذَوي الغِنىوَالخاضِباتِ قَنا الأَسِنَّةِ بِالدَمِ
إِنّي حَلَفتُ بِرافِعينَ أَكُفَّهُمبَينَ الحَطيمِ وَبَينَ حَوضَي زَمزَمِ
لتَأتِيَنّكَ مِدْحَةٌ مَشْهُورَةٌغَرّاءُ يَعرِفُها رِفاقُ المَوسِمِ
قصيدة الفرزدق

بني نهشل هلا أصابت رماحكم

بَني نَهشَلٍ هَلاّ أصَابَتْ رِماحُكُمعَلى حَنْثَلٍ فيما يُصَادِفْنَ مِرْبَعا
وَجَدْتُمْ زَباباً كان أضْعَفَ ناصِراًوَأقرَبَ من دارِ الهَوَانِ، وَأضْرَعا
قَتَلْتُمْ بِهِ ثَوْلَ الضّباعِ فَغادَرَتْمَناصِلُكُمْ مِنْهُ خَصِيلاً مَوَضَّعا
فكَيْفَ يَنامُ ابْنا صُبَيْحٍ وَمِرْبَعٌعَلى حَنْثَلٍ يُسْقَى الحَليبَ المُنَقَّعا
من أشعار الفرزدق

أنا ابن خندف والحامي حقيقتها

أَنا اِبنُ خِندِفَ وَالحامي حَقيقَتَها – قَد جَعَلوا في يَدَيَّ الشَمسَ وَالقَمَرا
وَلَو نَفَرتَ بِقَيسٍ لَاِحتَقَرتُهُمُ – إِلى تَميمٍ تَقودُ الخَيلَ وَالعَكَرا
وَفيهِمِ مائَتا أَلفٍ فَوارِسُهُم – وَحَرشَفٌ كَجُشاءِ اللَيلِ إِذ زَخَرا
كانوا إِذاً لِتَميمٍ لُقمَةً ذَهَبَت – في ذي بَلاعيمَ لَهّامٍ إِذا فَغَرا
باتَ تَميمٌ وَهُم في بَعضِ أَوعِيَةٍ – مِن بَطنِهِ قَد تَعَشّاهُم وَما شَعَرا
يا أَيُّها النابِحُ العاوي لِشِقوَتِهِ – إِلَيَّ أُخبِركَ عَمّا تَجهَلُ الخَبَرا
بِأَنَّ حَيّاتِ قَيسٍ إِن دَلَفتَ بِها – حَيّاتُ ماءٍ سَتَلقى الحَيَّةَ الذَكَرا
أَصَمَّ لا تَقرَبُ الحَيّاتُ هَضبَتَهُ – وَلَيسَ حَيٌّ لَهُ عاشٍ يَرى أَثَرا
يا قَيسَ عَيلانَ إِنّي كُنتُ قُلتُ لَكُم – يا قَيسَ عَيلانَ أَن لا تُسرِعوا الضَجَرا
إِنّي مَتى أَهجُ قَوماً لا أَدَع لَهُمُ – سَمعاً إِذا اِستَمَعوا صَوتي وَلا بَصَرا
يا غَطَفانُ دَعي مَرعى مُهَنَّأَةٍ – تُعدي الصِحاحَ إِذا ما عَرُّها اِنتَشَرا
لا يُبرِئُ القَطِرانُ المَحضُ ناشِرَها – إِذا تَصَعَّدَ في الأَعناقِ وَاِستَعَرا
لَو لَم تَكُن غَطَفانٌ لا ذُنوبَ لَها – إِلَيَّ لامَ ذَوُو أَحلامِهِم عُمَرا
مَمّا تَشَجَّعَ مِنّي حينَ هَجهَجَ بي – مِن بَينِ مَغرِبِها وَالقَرنِ إِذ فَطَرا
قصيدة الفرزدق

يقول أناس لو وصفت لنا الهوى

يَقولُ أُناسُ لَو وَصَفتَ لَنا الهَوىلَعَلَّ الَّذي لا يَعرِفُ الحُبَّ يَعرِفُ
فَقُلتُ لَقَد ذُقتُ الهَوى ثُمَّ ذُقتُهُفَوَ اللَهِ ما أَدري الهَوى كَيفَ يوصَفُ
أبيات قصيرة لأمير الشعراء

كانت النملة تمشي

كانَتِ النَملَةُ تَمشيمَرَّةً تَحتَ المُقَطَّم
فَاِرتَخى مَفصِلُها مِنهَيبَةِ الطَودِ المُعَظَّم
وَاِنثَنَت تَنظُرُ حَتّىأَوجَدَ الخَوفُ وَأَعدَم
قالَتِ اليَومَ هَلاكيحَلَّ يَومي وَتَحَتَّم
لَيتَ شِعري كَيفَ أَنجوإِن هَوى هَذا وَأَسلَم
فَسَعَت تَجري وَعَيناها تَرى الطَودَ فَتَندَم
سَقَطَت في شِبرِ ماءٍهُوَ عِندَ النَملِ كَاليَم
فَبَكَت يَأساً وَصاحَتقَبلَ جَريِ الماءِ في الفَم
ثُمَّ قالَت وَهيَ أَدرىبِالَّذي قالَت وَأَعلَم
لَيتَني لَم أَتَأَخَّرلَيتَني لَم أَتَقَدَّم
لَيتَني سَلَّمتُ فَالعاقِلُ مَن خافَ فَسَلَّم
صاحِ لا تَخشَ عَظيمافَالَّذي في الغَيبِ أَعظَم
قصيدة أحمد شوقي

لا تتركيني

وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني
خلف السياج
كعشبة برية
كيمامة مهجورة
لا تتركيني
قمرا تعيسا
كوكبا متسولا بين الغصون
لا تتركيني
حرا بحزني
واحبسيني
بيد تصبّ الشمس
فوق كوى سجوني
وتعوّدي أن تحرقيني
إن كنت لي
شغفا بأحجاري بزيتوني
بشبّاكي… بطيني
وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني!
قصيدة محمود درويش