| هُتِمَتْ قَرِيبَةُ، يا أخَا الأنْصَارِ | فَاغْضَبْ لِعرْسِكَ أنْ تُرَدّ بَعارِ |
| وَاعْلَمْ بَأنّكَ ما أقَمْتَ على الذي | أصْبَحَتْ فِيهِ مُنَوَّخٌ بِصَغَارِ |
| إنّ الحَلِيلَةَ لا يَحِلّ حَرِيمُهَا | وَحَلِيلُهَا يَرْعَى حِمى الأحْرَارِ |
| ولَعَمْرُ هَاتِمِ في قَرِيبَةَ ظَالِماً | مَا خَافَ صَوْلَةَ بعْلِهَا البَرْبَارِ |
| وَلَوَ أنّهُ خَشِيَ الدَّهَارِس عِنْدَهُ | لَمْ تَرْمِهِ بِهَوَاتِكِ الأسْتَارِ |
| وَلَوْ أنّهُ في مَازِنٍ لَتَنَكّبَتْ | عَنْهُ الغَشِيمَةُ آخِرَ الأعْصَارِ |
| وَلَخَافَ فَرْسَتَهُ، وَهَزّتَنَا بِهِ | وَشَبَاةَ مِخْلَبِهِ الهِزَبرُ الضّارِي |
| وَلَبُلّ هَاتِمُ في قَعِيدَةِ بَيْتِهِ | مِنْهُ، بِأرْوَعَ فَاتِكٍ مِغْيَارِ |
| طَلاّعِ أوْدِيَةٍ يُخَافُ طِلاعُهَا | يَعظِ العَزِيمَةِ مُحْصَدِ الأمْرَارِ |
| مُتَفَرِّدٍ في النّائِبَاتِ بِرَأيِهِ | إنْ خَافَ فَوْتَ شَوَارِدِ الآثَارِ |
| لا يَتّقي إنْ أمْكَنَتْهُ فُرْصَةٌ | دُوَلَ الزّمَانِ، نَظارِ قالَ نَظارِ |
| وَلَما أقَامَ وَعِرْسُهُ مَهْتُومَةٌ | مُتَضَمِّخاً بِجَدِيّةِ الأوْتَارِ |
| مُتَبَذِّياً ذَرِبَ اللّسَانِ مُفَوَّهاً | مُتَمَثِّلاً بِغَوَابِرِ الأشْعَارِ |
| يُهْدِي الوَعيدَ وَلا يَحوطُ حَرِيمَهُ | كَالكَلْبِ يَنْبَحُ مِنْ وَرَاءِ الدّارِ |
إن يك سيف خان أو قدر أبى
| إنْ يكُ سَيْفٌ خانَ أوْ قَدَرٌ أبَى | وَتأخيرُ نَفْسٍ حَتفُها غَيرُ شاهِدِ |
| فسَيْفُ بَني عَبْسٍ وقَد ضرَبوا بِهِ | نَبَا بيَدَيْ وَرْقاءَ عَنْ رَأسِ خالِدِ |
| كذاكَ سُيُوفُ الهندِ تَنبو ظُبَاتُها | وَيَقْطَعْنَ أحياناً نِيَاطَ القَلائِدِ |
| وَلَوْ شِئْتُ قَدَّ السّيفُ ما بَينَ أنْفِهِ | إلى عَلَقِ تحتَ الشّرَاسيف جامد |
أيا جبل الدوم الذي في ظلاله
| أَيا جَبَلَ الدومِ الَّذي في ظِلالِهِ | غَزالانِ مَكحولانِ مُؤتَلِفانِ |
| غَزالانِ شَبّا في نَعيمٍ وَغِبطَةٍ | مِنَ الناسِ مَذعورانِ مُحتَبِسانِ |
| خَليلَيَّ أَمّا أُمُّ عَمروٍ فَمِنهُما | وَأَمّا عَنِ الأُخرى فَلا تَسَلاني |
| أَفي كُلِّ يَومٍ أَنتَ آتٍ دِيارَها | بِعَينَينِ إِنساناهُما غَرِقانِ |
| إِذا اِغرَورَقَت عَينايَ قالَ صَحابَتي | لَقَد أولِعَت عَيناكَ بِالهَمَلانِ |
| نَأَت دارُهُم عَنّي وَفَرَّقَ بَينَنا | جَرائِرُ جَرَّتها يَدي وَلِساني |
| فَأَصبَحتُ عَنهُم أَجنَبِيّاً وَلَم أَكُن | كَذاكَ عَلى بُعدٍ وَنَحنُ دَواني |
| وَكَم مِن هَوىً لا يُستَطاعُ طِلابُهُ | أَتى دونَهُ مَرٌّ مِنَ الحَدَثانِ |
| وَعَزَّيتُ نَفسي وَهيَ بَينَ صَبابَةٍ | تَجودُ وَهَل لي بِالفُراقِ يَدانِ |
| طَوى السِرَّ في نَفسي عَنِ الناسِ كُلِّهِم | ضُلوعٌ عَلى ما يَحتَوينَ حَواني |
| إِذا أَنتَ لَم تَجعَل لِنَفسِكَ شُعبَةً | مِنَ السِرِّ ذاعَ السِرُّ كُلَّ مَكانِ |
وأشرفت من بتران أنظر هل أرى
| وَأَشرَفتُ مِن بُترانَ أَنظُرُ هَل أَرى | خَيالاً لِلَيلى رايَةً وَتَرانِيا |
| فَلَم يَترُكِ الإِشرافُ في كُلِّ مَرقَبٍ | وَلا الدَمعُ مِن عَينَيكِ إِلّا المَواقِيا |
دموعك صنها أو فغال بمثلها
| دموعك صنها أو فغال بمثلها | من الدر إلا عن صوان من الحب |
| فإن تغلب الأشجان قلبك مرة | على أمره فاذرف دموعك في قلبي |
يا عزيزينا اللذين اقترنا
| يا عزيزينا اللذين اقترنا | ليكن عيشكما عيش صفاء |
| خير ما يدعو المحبون به | لكما نسل كريم ورفاء |
| أن أدلين عروس كملت | بمعان خير ما فيها الوفاء |
| ودمتري ذو خصال يزدهى | بحلاها الصادقون الشرفاء |