| سَنَحَ الغُرابُ لنا فبِتُّ أَعيفُهُ | خَبَراً أمَضُّ من الحِمامِ لَطِيفُهُ |
| زَعَمَتْ غَوادي الطّيرِ أنّ لِقاءَها | بَسْلٌ تَنَكّرَ عندَنا مَعْروفُهُ |
| ولقد ذكرْتُكِ يا أمامَةُ بَعْدَما | نَزَلَ الدّليلُ إلى التّرابِ يسُوفُه |
| والعِيسُ تُعْلِنُ بالحنينِ إليْكُمُ | ولُغامُها كالبِرْسِ طارَ نَديفُه |
| فَنَسِيتُ ما كَلّفْتِنيهِ وطالَما | كلّفْتِني ما ضَرّني تَكْليفُه |
| وهَواكِ عِنْدي كالغِناءِ لأنّه | حَسَنٌ لَدَيّ ثَقِيلُهُ وخَفيفُه |
وإني وإن لم آت ليلى وأهلها
| وَإِنّي وَإِن لَم آتِ لَيلى وَأَهلَها | لَباكٍ بُكا طِفلٍ عَلَيهِ التَمائِمُ |
| بُكاً لَيسَ بِالنَزرِ القَليلُ وَدائِمٌ | كَما الهَجرُ مِن لَيلى عَلى الدَهرِ دائِمُ |
| هَجَرتُكِ أَيّاماً بِذي الغَمرِ إِنَّني | عَلى هَجرِ أَيّامٍ بِذي الغَمرِ نادِمُ |
| فَلَمّا مَضَت أَيّامُ ذي الغَمرِ وَاِرتَمى | بِيَ الهَجرُ لامَتني عَلَيكِ اللَوائِمُ |
| وَإِنّي وَذاكَ الهَجرَ ما تَعلَمينَهُ | كَعازِبَةٍ عَن طِفلِها وَهيَ رائِمُ |
| أَلَم تَعلَمي أَنّي أَهيمُ بِذِكرِها | عَلى حينِ لا يَبقى عَلى الوَصلِ هائِمُ |
| أَظَلُّ أُمَنّي النَفسَ إِيّاكِ خالِياً | كَما يَتَمَنّى بارِدَ الماءِ صائِمُ |
وقصيرة الأيام ود جليسها
| وَقَصيرَةِ الأَيامِ وَدَّ جَليسُها | لَو باعَ مَجلِسَها بِفَقدِ حَميمِ |
| مِن مُحذِياتِ أَخي الهَوى غُصَصَ الجَوى | بِدَلالِ غانِيَةٍ وَمُقلَةِ ريمِ |
| صَفراءُ مِن بَقَرِ الجِواءِ كَأَنَّما | تَرَكَ الحَياءُ بِها رُداعَ سَقيمِ |
تجري على آمالك الأقدار
| تجري على آمالك الأقدار | فكأنهن مناك والأوطار |
| ومن اصطفته عناية من ربه | تأتي الأمور له كما يختار |
| يا ابن الأعزين الأكارم محتدا | لك من طريفك للنجار نجار |
| شيم مطهرة وعلم راسخ | ونهى وجاه واسع وفخار |
| ومكارم تحيي المكارم في الملا | كالبحر منه الصيب المدرار |
| يستنبت البلد الموات فيجتلي | حسن يروق وتجتني أثمار |
| وبناء مجد مثلته للورى | هذي القباب الشم والأسوار |
| ومآثر سطعت كبعض شعاعها | هذي الشموس وهذه الأقمار |
| وخلائق جملت ولا كجمالا | هذي الرياض وهذه الأزهار |
| لله يوم زفافك الأسنى فقد | حسدت عليه عصرك الأعصار |
| أشهدت فيه مصر آية بهجة | أبدا يردد ذكرها السمار |
| من عهد إسماعيل لم تر مثلها | مصر ولم تسمع بها الأمصار |
| جمعت بها التح الجياد قديمها | وحديثها والعهد والتذكار |
| وتنافس الشرفان حيث تجاورت | فيها عيون العصر والآثار |
| واستكملت فيها الطرائف كلها | فكأنها الدنيا حوتها دار |
| يهنيك يا عمر ابن سلطان الندى | ليل غدا بالصفو وهو نهار |
| زفت به لك من سماء عفافها | شمس تنكس دونها الأبصار |
| من بيت مجد فارقته فضمها | بيت كفيلة مجده الأدهار |
أبت الصبابة موردا
| أبت الصبابة موردا | إلا شؤونك وهي شكرى |
| يا ساقي الدمع الذي | من مقلتيه يسيل خمرا |
| لا غرو أن بدت الصبابة | وهي في عينيك سكرى |
إذا كان رعبي يورث الأمن فهو لي
| إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ فهو لي | أسَرُّ من الأمنِ الذي يورث الرّعبا |
| ألمْ ترَ أن الهاشميّينَ بُلّغوا | عظامَ المساعي بعدما سكنوا الشِّعبا |
| وكان الفتى كعْبٌ تخيّرَ للسُّرى | أخا النّمر فاستدنى إلى أجلٍ كعبا |
| وإنّي رأيتُ الصّعبَ يركبُ دائماً | من النّاس من لم يركب الغرضَ الصّعبا |