خارج الطقس |
أو داخل الغابة الواسعة |
وطني |
هل تحس العصافير أني لها |
وطن أو سفر |
إنني أنتظر |
في خريف الغصون القصير |
أو ربيع الجذور الطويل |
زمني |
هل تحس الغزالة أني لها |
جسد أو ثمر |
إنني أنتظر |
في المساء الذي يتنزه بين العيون |
أزرقا أخضرا أو ذهب بدني |
هل يحسّ المحبّون أني لهم |
شرفة أو قمر |
إنني أنتظر |
في الجفاف الذي يكسر الريح |
هل يعرف الفقراء أنني |
منبع الريح هل يشعرون بأني لهم |
خنجر أو مطر |
أنني أنتظر |
خارج الطقس |
أو داخل الغابة الواسعة |
كان يهملني من أحب ولكنني |
لن أودع أغصاني الضائعة |
في رخام الشجر |
إنني أنتظر |
محمود درويش
محمود سليم حسين درويش شاعر فلسطيني مشهور يلقب بشاعر فلسطين و شاعر المقاومة الفلسطينية, اعتقله الإحتلال الصهيوني عدة مرات, ولد في فلسطين وعاش بين لبنان و مصر وفرنسا و توفي في الولايات المتحدة عام 2008.
وشم العبيد
روما على جلودنا |
أرقام أسرى و السياط |
تفكها إذا هوت، أو ترتخي |
كان العبيد عزّلا |
ففتتوا البلاط |
بابل حول جيدنا |
وشم سبايا عائدة |
تغيرت ملابس الطاغوت |
من عاش بعد الموت |
لو آمنت.. لا يموت |
متنا و عشنا، و الطريق واحدة |
إفريقيا في رقصنا |
طبل.. و نار حافية |
وشهوة على دخان غانية |
في ذات يوم.. أحسن العزف على |
ناي الجذوع الهاوية |
أنوّم الأفعى |
وأرمي نابها في ناحية |
فتلقي في رقصة جديدة.. جديدة |
إفريقيا..وآسيه |
خائف من القمر
خبئيني أتى القمر |
ليت مرآتنا حجر |
ألف سرّ سري |
وصدرك عار |
وعيون على الشجر |
لا تغطّي كواكبا |
ترشح الملح و الخدر |
خبّئيني من القمر |
وجه أمسي مسافر |
ويدانا على سفر |
منزلي كان خندقا |
لا أراجيح للقمر |
خبّئيني بوحدتي |
وخذي المجد و السهر |
ودعي لي مخدتي |
أنت عندي … أم القمر؟ |
كمقهى صغير هو الحب
كمقهي صغير علي شارع الغرباء |
هو الحبّ يفتح أبوابه للجميع |
كمقهي يزيد وينقص وفق المناخ |
إذا هَطَلَ المطر ازداد روَّاده |
وإذا اعتدل الجوّ قَلّوا ومَلّوا |
أَنا هاهنا يا غريبة في الركن أجلس |
ما لون عينيكِ ما إسمك كيف |
أناديك حين تمرِّين بي وأَنا جالس |
في انتظاركِ |
مقهي صغيرٌ هو الحبّ أَطلب كأسيْ |
نبيذ وأَشرب نخبي ونخبك أَحمل |
قبَّعتين وشمسيَّة إنها تمطر الآن |
تمطر أكثر من أيِّ يوم ولا تدخلينَ |
أَقول لنفسي أَخيرا لعلَّ التي كنت |
أنتظر انتظَرتْني أَو انتظرتْ رجلا |
آخرَ انتظرتنا ولم تتعرف عليه عليَّ |
وكانت تقول أَنا هاهنا في انتظاركَ |
ما لون عينيكَ أَيَّ نبيذٍ تحبّ |
وما اَسمكَ كيف أناديكَ حين |
تمرّ أَمامي |
كمقهي صغير هو الحب |
ثلاث صور
كان القمر |
كعهده منذ ولدنا باردا |
الحزن في جبينه مرقرق |
روافدا روافدا |
قرب سياج قرية |
خر حزينا |
شاردا |
كان حبيبي |
كعهده منذ التقينا ساهما |
الغيم في عيونه |
يزرع أفقا غائما |
والنار في شفاهه |
تقول لي ملاحما |
ولم يزل في ليله يقرأ شعرا حالما |
يسألني هديه |
وبيت شعر ناعما |
كان أبي |
كعهده محملا متاعبا |
يطارد الرغيف أينما مضى |
لأجله يصارع الثعالبا |
ويصنع الأطفال |
والتراب |
والكواكبا |
أخي الصغير اهترأت |
ثيابه فعاتبا |
وأختي الكبرى اشترت جواربا |
وكل من في بيتنا يقدم المطالبا |
ووالدي كعهده |
يسترجع المناقبا |
ويفتل الشواربا |
ويصنع الأطفال |
والتراب |
والكواكبا |
كنت أحب الشتاء
كُنْتُ في ما مضى أَنحني للشتاء احتراماً |
وأصغي إلى جسدي مَطَرٌ مطر كرسالة |
حب تسيلُ إباحيَّةٌ من مُجُون السماء |
شتاءٌ نداءٌ صدى جائع لاحتضان النساء |
هواءٌ يُرَى من بعيد على فرس تحمل |
الغيم بيضاءَ بيضاءَ كنت أُحبُّ |
الشتاء وأَمشي إلى موعدي فرحاً |
مرحاً في الفضاء المبلِّل بالماء كانت |
فتاتي تنشِّفُ شعري القصير بشعر طويل |
تَرَعْرَعَ في القمح والكستناء ولا تكتفي |
بالغناء أنا والشتاء نحبُّكَ فابْقَ |
إذاً مَعَنا وتدفئ صدري على |
شادِنَيْ ظبيةٍ ساخنين وكنت أُحبُّ |
الشتاء وأسمعه قطرة قطرة |
مطر مطر كنداءٍ يُزَفَ إلى العاشق |
أُهطلْ على جسدي لم يكن في |
الشتاء بكاء يدلُّ على آخر العمر |
كان البدايةَ كان الرجاءَ فماذا |
سأفعل والعمر يسقط كالشَّعْر |
ماذا سأفعل هذا الشتاء |