ليلك من ليلك

يجلسُ الليلُ حيث تكونين ليلُك من
لَيْلَكٍ بين حين وآخر تُفْلتُ إيماءة
من أَشعَّة غمَّازتَيْك فتكسر كأسَ النبيذ
وتُشْعل ضوء النجوم وليلُك ظِلُّكِ
قطعةُ أرضٍ خرافيَّةٍ للمساواة ما بين
أَحلامنا ما أَنا بالمسافر أَو بالمُقيم على
لَيْلكِ الليلكيِّ أَنا هُوَ مَنْ كان يوماً
أَنا كُلَّما عَسْعَسَ الليلُ فيك حَدَسْتُ
بمَنْزلَةِ القلب ما بين مَنْزلَتَيْن فلا
النفسُ ترضى ولا الروحُ ترضى وفي
جَسَدَيْنا سماءٌ تُعانق أَرضاً وكُلُّك
ليلُكِ لَيْلٌ يشعُّ كحبر الكواكب.لَيْلٌ
على ذمَّة الليل يزحف في جسدي
خَدَراً على لُغَتي كُلَّما اتَّضَحَ اُزدَدْتُ
خوفاً من الغد في قبضة اليد ليلٌ
يُحدَّقُ في نفسه آمناً مطمئناً إلى لا
نهاياته لا تحفُّ به غيرُ مرآته
وأَغاني الرُعاة القُدَامى لصيف أَباطرةٍ
يمرضون من الحبِّ ليل ترعرع في شِعْرِهِ
الجاهليِّ على نزوات امرئ القيس والآخرين
ووسَّع للحالمين طريقَ الحليب إلى قمرٍ
جائعٍ في أَقاصي الكلام
قصائد شاعر فلسطين محمود درويش