وانتقلتُ إليكَ كما انتقل الفلكيّونَ |
من كوكبٍ نحو آخرَ. روحي تُطلُّ |
على جسدي من أَصابعك العَشْر |
خُذْني إليك اُنطلق باليمامة حتى |
أَقاصي الهديل على جانبيك: المدى |
والصدى. وَدَعِ الخَيْلَ تركُضْ ورائي |
سدى فأنا لا أَرى صورتي بَعْدُ |
في مائها – لا أَرى أَحدا |
لا أَرى أَحداً لا أَراكَ . فماذا |
صنعتَ بحريتي؟ مَنْ أَنا خلف |
سًورِ المدينةِ؟ أُمَّ تعجنُ شَعْري |
الطويلَ بحنّائها الأَبديّ ولا أُخْتَ |
تضفِرُهُ . مَنْ أَنا خارج السور بين |
حقولٍ حياديَّةٍ وسماء رماديّةٍ, فلتكن |
أَنتَ أُمِّيَ في بَلَد الغُرَبَاء . وخذني |
برفق إلى مَنْ أَكونُ غدا |
مَنْ أكونُ غداً؟ هل سأُولَدُ من |
ضلعِكَ اُمرأةً لا هُمُومَ لها غيرُ زينةِ |
دُنْيَاكَ. أمْ سوف أَبكي هناك على |
حَجَرٍ كان يُرْشِدُ غيمي إلى ماء بئرك |
خذني إلى آخر |
الأرض قبل طلوع الصباح على قَمَرٍ كان |
يبكي دماً في السرير وخُذْني برفق |
كما تأخُذُ النجمةُ الحالمين إليها سُدىً |
وسُدى |
وسدىً أَتطلَّعُ خلف جبال مُؤَاب |
فلا ريح تُرْجعُ ثوب العروس, أُحبُّكَ |
لكنَّ قلبي يرنّ برجع الصدى ويحنُّ |
إلى سَوْسَنٍ آخر, هل هنالك حُزْنٌ أَشدُّ |
التباساً على النفس من فَرَ البنت |
في عُرْسها؟ وأُحبك مهما تذكرتُ |
أَمسِ ومهما تذكرتُ أَني نسيتُ |
الصدى في الصدى |
أَلصدى في الصدى وانتقلتُ إليكَ |
كما انتقلَ من كائنٍ نحو آخر |
كنا غريبين في بلدين بعيدين قبل قليل |
فماذا أكون غداةَ غد عندما أُصبحُ |
اثنين؟ ماذا صَنَعْتَ بحُريَّتي؟ كلما |
ازداد خوفيَ منك اندفعتُ إليك |
ولا فضل لي يا حبيبي الغريب سوى |
وَلَعي فلتكن ثعلباً طيِّباً في كرومي |
وحدِّق بخُضْرة عينيك في وجعي, لن |
أعود إلى اُسمي وبرِّيتي أَبداً |
أَبداً |