لو كان لي برج |
حبست البرق في جيبي |
وأطفأت السحاب |
لو كان لي في البحر أشرعة |
أخذت الموج و الإعصار في كفّي |
ونوّمت العباب |
لو كان عندي سلّم |
لغرست فوق الشمس رايتي التي |
اهترأت على الأرض الخراب |
لو كان لي فرس |
تركت عنانها |
ولجمت حوذيّ الرياح على الهضاب |
لو كان لي حقل و محراث |
زرعت القلب و الأشعار |
في بطن التراب |
لو كان لي عود |
ملأت الصمت أسئلة ملحّنة |
وسلّيت الصحاب |
لو كان لي قدم |
مشيت مشيت حتى الموت |
من غاب لغاب |
لو كان لي |
حتى صليبي ليس لي |
إنّي له |
حتى العذاب |
ماذا تبقّى أيّها المحكوم؟ |
إنّ الليل خيّم مرّة أخرى |
وتهتف لا أهاب |
يا سيداتي سادتي |
يا شامخين على الحراب |
الساق تقطع و الرقاب |
والقلب يطفأ لو أردتم |
والسحاب |
يمشي على أقدامكم |
والعين تُسمل و الهِضاب |
تنهار لو صحتم بها |
ودمي المملّح بالتراب |
إن جفّ كرمكم |
يصير إلى شراب |
والنيل يسكب في الفرات |
إذا أردتم و الغراب |
لو شئتم في الليل شاب |
لكنّ صوتي صاح يوما |
لا أهاب |
فلتجلدوه إذا استطعتم |
واركضوا خلف الصدى |
ما دام يهتف: لا أهاب |