اللامبالي

لا يبال بشيء إذا قطعوا الماء
عن بيته قال لا بأس إن الشتاء
قريب وإن أوقفوا ساعة الكهرباء
تثاءب لا بأس فالشمس تكفي
وإن هددوه بتخفيض راتبه قال لا
بأس سوف أصوم عن الخمر
والتبغ شهراً وإن أخذوه إلى السجن
قال ولا بأس أخلو قليلاً إلى النفس
في صحبة الذكريات
وإن أرجعوه إلى بيته قال
لا بأس فالبيت بيتي
وقلت له مرة غاضباً كيف تحيا غداً
قال لا شأن لي بغدي إنه فكرة
لا تراودني وأنا هكذا هكذا لن
يغيرني أي شيء كما لم أغير أنا
أي شيء فلا تحجب الشمس عني
فقلت له لستُ اسكند المتعالي
ولست ديوجين
فقال ولكن في اللامبالاة فلسفة
إنها صفة من صفات الأمل
قصيدة محمود درويش