| لمَّا أَتمَّ نوحٌ السَّفِينة | وحَرَّكَتْها القُدْرَة المُعِينة |
| جَرى بها ما لا جَرَى بِبالِ | فما تعالى الموْجُ كالجِبالِ |
| حتى مشى الليثُ مع الحمار | وأَخَذ القِطُّ بأَيدِي الفارِ |
| واستمعَ الفيلَ إلى الخنزيرِ | مُؤتَنِساً بصوتِه النَّكيرِ |
| وجلس الهِرُّ بجنب الكلبِ | وقبَّل الخروفُ نابَ الذِّئبِ |
| وعطفَ البازُ على الغزالِ | واجتمع النملُ على الأكَّال |
| وفلت الفرخة ُ صوفَ الثعلب | وتيَّمَ ابنَ عرسَ حبُّ الأرنبِ |
| فذهبتْ سوابقُ الأحقادِ | وظَهر الأَحبابُ في الأَعادي |
| حتى إذا حطُّوا بسفحِ الجودي | وأيقنوا بعودة ِ الوجودِ |
| عادوا إلى ما تَقتَضيهِ الشِّيمة | وَرَجَعُوا للحالة القديمة |
| فقسْ على ذلك أحوالَ البشرْ | إذْ كلهم على الزمان العادي |