الدبُّ معروفٌ بسوءِ الظنِّ |
فاسمعْ حديثَهُ العجيبَ عنِّي |
لمَّا استطال المُكْثَ في السَّفينهْ |
ملَّ دوامَ العيشة ِ الظنينه |
وقال: إن الموْتَ في انتظاري |
والماءُ لا شكَّ به قراري |
ثم رأى موجاً على بعدٍ علا |
فظنَّ أن في الفضاء جبلا |
فقال: لا بُدَّ من النزولِ |
وصَلْتُ، أَو لم أَحْظَ بالوُصولِ |
قد قال مَن أَدَّبَهُ اختبارُه |
السعيُ للموتِ ولا انتظاره! |
فأَسلمَ النفسَ إلى الأمواجِ |
وهْيَ مع الرياحِ في هياجِ |
فشرِبَ التعيسُ منها، فانتفَخْ |
ثم رَسا على القرارِ، ورسَخ |
وبعدَ ساعتَينِ غِيضَ الماءُ |
وأَقلَعَتْ بأَمْرِهِ السماءُ |
وكان في صاحبنا بعض الرمق |
إذ جاءَهُ الموتُ بطيئاً في الغرَقْ |
وكان في صاحبنا فوقَ الجودي |
والرَّكبُ في خيْرٍ وفي سُعودِ |
فقال: يا لجدِّي التعيسِ |
أسأت ظني بالنبي الرئيسِ! |
ما كان ضَرّني لو امتثَلتُ |
ومِثلَما قد فعلوا فعلتُ؟! |