إِذا خِفنا مِنَ الرُقَباءِ عَيناً ~ تَكَلَمَتِ العُيونِ عَنِ القُلوبِ |
وَفي غَمرِ الجَوانِحِ مُستَراح ~ لِحاجاتِ المُحِبِّ إِلى الحَبيبِ |
قيس بن الملوح
شاعر الغزل مجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح بن مزاحم العامري من شعراء العصر الأموي, مجموعة من قصائد الشاعر الغزلي قيس بن الملوح.
أحبك يا ليلى وأفرط في حبي
أحبك يا ليلى وأفرط في حبي ~ وتبدين لي هجراً على البعد والقرب |
وأهواك يا ليلى هوى لو تنسمت ~ نفوس الورى أدناه صحن من الكرب |
شَكَوتُ إِلَيها الشَوقُ سِرّاً وَجَهرَة ~ وَبُحتُ بِما أَلقاه من شدة الحب |
وَلَمّا رَأَيتُ الصَدَّ مِنها وَلَم تَكُن ~ تَرِقُّ لِشَكواتي شَكَوتُ إِلى ربي |
إِذا كانَ قُربَ الدارِ يورِثُ حَسرة ~ فَلا خَيرَ لِلصَبِّ المُتَيَّمِ في القُربِ |
أأترك ليلى ليس بيني وبينها
أَأَترُكُ ليلى ليس بيني وبينها ~ سوى ليلة إِني إِذا لَصبور |
هبوني امرأ منكم أضل بعيره ~ له ذمة إِن الذمام كبير |
ولِلصاحب المَتروك أَعظم حرمة ~ على صاحب من أَن يضل بعير |
عفا اللَه عن ليلى الغداة فإِنها ~ إِذا وَلِيَت حكما علي تجور |
شكوت إلى سرب القطا إذ مررن بي
شَكَوتُ إِلى سِربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بي ~ فَقُلتُ وَمِثلي بِالبُكاءِ جَديرُ |
أَسِربَ القَطا هَل مِن مُعيرٍ جَناحَهُ ~ لَعَلّي إِلى مَن قَد هَوَيتُ أَطير |
فَجاوَبنَني مِن فَوقِ غُصنِ أَراكَة ~ أَلا كُلُّنا يا مُستَعيرُ مُعير |
وَأَيُّ قَطاةٍ لَم تُعِركَ جَناحَها ~ فَعاشَت بِضُرٍّ وَالجَناحُ كَسير |
وَإِلّا فَمَن هَذا يُؤَدّي رِسالَة ~ فَأَشكُرَهُ إِنَّ المُحِبَّ شَكور |
إِلى اللَهِ أَشكو صَبوَتي بَعدَ كُربَتي ~ وَنيرانُ شَوقي ما بِهِنَّ فُتور |
فَإِنّي لَقاسي القَلبِ إِن كُنتَ صابِرا ~ غَداةَ غَدٍ فيمَن يَسيرُ تَسير |
فَإِن لَم أَمُت غَمّاً وَهَمّاً وَكُربَة ~ يُعاوِدُني بَعدَ الزَفيرِ زَفير |
إِذا جَلَسوا في مَجلِسٍ نَدَروا دَمي ~ فَكَيفَ تُراها عِندَ ذاكَ تُجير |
وَدونَ دَمي هَزُّ الرِماحِ كَأَنَّها ~ تَوَقَّدُ جَمرٍ ثاقِبٍ وَسَعير |
وَزُرقُ مَقيلِ المَوتِ تَحتَ ظُباتِها ~ وَنَبلٌ وَسُمرٌ ما لَهُنَّ مُجير |
إِذا غُمِزَت أَصلابُهُنَّ تَرَنَّمَت ~ مُعَطَّفَةٌ لَيسَت بِهِنَّ كُسور |
قَطَعنَ الحَصى وَالرَملَ حَتّى تفلَقَت ~ قَلائِدُ في أَعناقِها وَضُفور |
وَقالَت أَخافُ المَوتَ إِن يَشحَطِ النَوى ~ فَيا كَبِداً مِن خَوفِ ذاكَ تَغور |
سَلوا أُمَّ عَمروٍ هَل يُنَوَّلُ عاشِق ~ أَخو سَقَمٍ أَم هَل يُفَكُّ أَسير |
أَلا قُل لِلَيلى هَل تُراها مُجيرَتي ~ فَإِنّي لَها فيما لَدَيَّ مُجير |
أَظَلُّ بِحُزنٍ إِن تَغَنَّت حَمامَة ~ مِنَ الوُرقِ مِطرابُ العَشِيِّ بَكور |
بَكَت حينَ دَرَّ الشَوقُ لي وَتَرَنَّمَت ~ فَلا صَحَلٌ تُربي بِهِ وَصَفير |
لَها رُفقَةٌ يُسعِدنَها فَكَأَنَّما ~ تَعاطَينَ كَأساً بَينَهُنَّ تَدور |
بِجِزعٍ مِنَ الوادي فَضاءٍ مَسيلُه ~ وَأَعلاهُ أَثلٌ ناعِمٌ وَسَدير |
بِهِ بَقَرٌ لا يَبرَحُ الدَهرَ ساكِناً ~ وَآخَرُ وَحشِيُّ السِخالِ يَثور |
أجبت بليلى من دعاني تجلدا
أَجَبتُ بِلَيلى مَن دَعاني تَجَلُّداً ~ عَسى أَنَّ كَربي يَنجَلي فَأَعودُ |
وَتَرجِعُ لي روحُ الحَياةِ فَإِنَّني ~ بِنَفسِيَ لَو عايَنتَني لَأَجودُ |
سَقى حَيَّ لَيلى حينَ أَمسَت وَأَصبحَت ~ مِنَ الأَرضِ مُنهَل الغَمامِ رَعودُ |
عَلى كُلِّ حالٍ إِن دَنَت أَو تَباعدت ~ أَنا كَلِفٌ صَب بِها وعميد |
فَلا البُعدُ يُسليني وَلا القُربُ نافِعي ~ وَلَيلي طَويلٌ وَالسُهادُ شَديدُ |
يَقولُ لِيَ الواشونَ إِذ يَرصُدونَني ~ وَمِنهُم عَلَينا أَعيُنٌ وَرُصودُ |
سَلا كُلُّ صَبٍّ حِبَّهُ وَخَليلَه ~ وَأَنتَ لِلَيلى عاشِقٌ وَوَدود |
فَدَعني وَما أَلقاهُ مِن أَلَمِ الهَوى ~ بِنارٍ لَها بَينَ الضُلوعِ وَقودُ |
أُعالِجُ مِن نَفسي بَقايا حُشاشَة ~ عَلى رِمَّتي وَالروحُ فِيَّ تَجود |
أظن هواها تاركي بمضلة
أَظن هواها تاركي بمضلة ~ من الأَرض لا مال لدي ولا أهل |
ولا أحد أفضي إليه وصيتي ~ ولا صاحب إِلا المطية والرحل |
محا حبها حب الأُلى كن قبلها ~ وحلت مكانا لم يكن حل من قبل |
فحبي لها حب تمكن في الحشا ~ فما إِن أرى حباً يكون له مثل |