تسائلني مالي سكت ولا أهب

تُسائلني مالي سكتُّ ولا أُهِبْبقومي وديجورُ المصائبِ مُظْلِمُ
وَسَيْلُ الرَّزايا جَارفٌ متدفّعٌعضوبٌ وجه الدّهر أربدُ أقتمُ
سَكَتُّ وقد كانت قناتيَ غضَّة ًتصيحُ إلى همس النسَّيم وتحلمُ
وقلتُ، وقد أصغتْ إلى الرّيحِ مرّة ًفجاش بها إعصارهُ المتهزِّمُ
وقلتُ وقد جاش القَريضُ بخاطريكما جاش صخَّابُ الأواذيِّ، أسْحَمُ
أرى المجدَ معصوب الجبين مُجدَّلاًًعلى حَسَكِ الآلم يغمرهُ الدَّمُ
وقد كان وضَّاحَ الأساريرَ باسماًيهبُّ إلى الجلَّى ولا يَتَبَرّمُ
فيا إيها الظلمُ المصَّعرُ حدَّهيرويدكَ! إن الدّهر يبني ويهدمُ
سيثارُ للعز المحطَّم تاجهرجالٌ، إذا جاش الرِّدى فهمُ هُمُ
رجالٌ يرون الذَُلَّ عاراً وسبَّة ًولا يرهبون الموت والموتُ مقدمُ
وهل تعتلي إلا نفوسٌ أبيِّة ٌتصدَّع أغلالَ الهوانِ وتَحطِمُ
شعر أبو القاسم الشابي