حلفت لها بالمشعرين و زمزم

حَلَفتُ لَها بِالمَشعَرَينِ وَزَمزَمٍ – وَذو العَرشِ فَوقَ المُقسِمينَ رَقيبُ
لَئِن كانَ بَردُ الماءِ حَرّانَ صادِياً – إِلَيَّ حَبيباً إِنَّها لَحَبيبُ
وَإِنّي لَآتيها وَفي النَفسِ هَجرُها – بَتاتاً لِأُخرى الدَهرِ أَو لِتُثيبُ
فَما هُوَ إِلّا أَن أَراها فَجاءَةً – فَأُبهَتُ حَتّى ما أَكادُ أُجيبُ
أبيات لمجنون ليلى الشاعر قيس بن الملوح

أيا ليل بكى لي بعينيك رحمة

أَيا لَيلُ بَكّى لي بِعَينَيكِ رَحمَة – مِنَ الوَجدِ مِمّا تَعلَمينَ وَأَعلَمُ
أَلَيسَ عَجيباً أَن نَكونَ بِبَلدَةٍ – كِلانا بِها يَشقى وَلا نَتَكَلَّمُ
لَإِن كانَ ما أَلقى مِنَ الحُبِّ أَنَّني – بِهِ كَلِفٌ جَمُّ الصَبابَةِ مُغرَمُ
لَعَلَّكِ أَن تَرثي لِعَبدٍ مُتَيَّم – فَمِثلُكِ يا لَيلى يَرِقُّ وَيَرحَمُ
بَكى لِيَ يا لَيلى الضَميرُ وَإِنَّه – لَيَبكي بِما يَلقى الفُؤادُ وَيَعلَمُ
قصيدة لمجنون ليلى الشاعر قيس ابن الملوح

زها جسم ليلى في الثياب تنعما

زَها جِسمُ لَيلى في الثِيابِ تَنَعُّماً – فَيا لَيتَني لَو كُنتُ بَعضَ بُرودِها
أَفي النَومُ يا لَيلى رَأَيتُكِ أَم أَنا – رَأَيتُكِ يَقظاناً فَعِندي شُهودُها
ضَمَمتُكِ حَتّى قُلتُ ناري قَدِ اِنطَفَت – فَلَم تُطفَ نيراني وَزيدَ وَقودُها
أبيات لشاعر العصر الأموي مجنون ليلى الشاعر قيس ابن الملوح

تعلقت ليلى وهي غر صغيرة

تَعَلَّقتُ لَيلى وَهيَ غِرٌّ صَغيرَةٌ – ولم يَبد للأَتراب مِن ثَديِها حَجم
صَغيرَينِ نَرعى البَهمَ يا لَيتَ أَنَّنا – إِلى اليَومِ لَم نَكبَر وَلَم تَكبر البَهم
قصيدة حب لمجنون ليلى الشاعر قيس ابن الملوح

هنيئا مريئا ما أخذت وليتني

هَنيئاً مَريئاً ما أَخَذتِ وَلَيتَني – أَراها وَأُعطى كُلَّ يَومٍ ثِيابِيا
وَيا لَيتَها تَدري بِأَنّي خَليلُها – وَإِنّي أَنا الباكي عَلَيها بُكائِيا
خَليلَيَّ لَو أَبصَرتُماني وَأَهلُها – لَدَيَّ حُضورٌ خِلتُماني سَوائِيا
وَلَمّا دَخَلتُ الحَيَّ خَلَّفتُ موقِدي – بِسِلسِلَةٍ أَسعى أَجُرُّ رِدائِيا
أَميلُ بِرَأسي ساعَةً وَتَقودُني – عَجوزٌ مِنَ السُؤالِ تَسعى أَمامِيا
وَقَد أَحدَقَ الصِبيانُ بي وَتَجَمَّعوا – عَلَيَّ وَشَدّوا بِالكِلابِ ضَوارِيا
نَظَرتُ إِلى لَيلى فَلَم أَملِكِ البُكا – فَقُلتُ اِرحَموا ضَعفي وشدة ما بِيا
فَقامَت هَبوباً وَالنِساءُ مِنَ اَجلِها – تَمَشَّينَ نَحوي إِذ سَمِعنَ بُكائِيا
مُعَذِّبَتي لَولاكِ ما كُنتُ سائِلاً – أَدورُ عَلى الأَبوابِ في الناسِ عاريا
وَقائِلَةٍ وارَحمَةً لِشَبابِه – فَقُلتُ أَجَل وارَحمَةً لِشَبابِيا
أَصاحِبَةَ المِسكينِ ماذا أَصابَهُ – وَما بالُهُ يَمشي الوَجى مُتَناهِيا
وَما بالُهُ يَبكي فَقالَت لِما بِهِ – أَلا إِنَّما أَبكي لَها لا لِما بِيا
بَني عَمِّ لَيلى مَن لَكُم غَيرَ أَنَّني – مُجيدٌ لِلَيلى عُمرُها مِن حَياتِيا
فَما زادَني الواشونَ إِلّا صَبابَة – وَما زادَني الناهونَ إِلّا أَعادِيا
فَيا أَهلَ لَيلى كَثَّرَ اللَهُ فيكُم – مِنَ اَمثالِها حَتّى تَجودوا بِها لِيا
فَما مَسَّ جَنبي الأَرضَ حَتّى ذَكَرتُها – وَإِلّا وَجَدتُ ريحَها في ثِيابِيا
قصيدة لمجنون ليلى الشاعر قيس ابن الملوح

تعشقت ليلى وابتليت بحبها

تَعَشَّقتُ لَيلى وَاِبتُليتُ بِحُبِّها – وَأَصبَحتُ مِنها في القِفارِ أَهيمُ
وَأَصبَحتُ فيها عاشِقاً وَمُوَلَّهاً – مَضى الصَبرُ عَنّي وَالغَرامُ مُقيمُ
فَيا أَبَتي إِن كُنتَ حَقّاً تُريدُني – وَتَرجو حَياتي بَينَكُنَّ أُقيمُ
فَجُد لي بِلَيلى وَاِصطَنِعني بِقُربِها – أَصيرُ لَها زَوجاً وَأَنتَ سَليمُ
لِلَيلى عَلى قَلبي مِنَ الحُبِّ حاجِز – مُقيمٌ وَلَكِنَّ اللِسانُ عَقيمُ
فَواحِدَةٌ تَبكي مِنَ الهَجرِ وَالقِلى – وَأُخرى تُبَكّي شَجوَها وَتُقيم
وَتَنهَشُني مِن حُبِّ لَيلى نَواهِش – لَهُنَّ حَريقٌ في الفُؤادِ عَظيم
إِلى اللَهِ أَشكو حُبَّ لَيلى كَما شَكا – إِلى اللَهِ فَقدَ الوالِدَينِ يَتيمُ
يَتيمٌ جَفاهُ الأَقرَبونَ فَعَظمه – ضَعيفٌ وَحُبُّ الوالِدَينِ قَديم
وَإِنَّ زَماناً فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا – وَبَينَكِ يا لَيلى فَذاكَ ذَميمُ
قصيدة لشاعر العصر الأموي مجنون ليلى قيس ابن الملوح