يا مرحبا بالسيد البطريق | راعي الرعاة الصالح الصديق |
فلتنظم الزينات حول ركبه | ولتنثر الأزهار في الطريق |
وليرق بين تكرمات شعبه | سدته باليمن والتوفيق |
ما أجمع الأحبار في انتخابه | إلا على المقدم الخليق |
ألعالم العامل والمهذب | الكامل والمفوه المنطيق |
الحكم الآخذ في أحكامه | بالقسط في الخليل والدقيق |
الوالد الحاني على بيعته | القائد الصائن للحقوق |
الحازم الصارم غير باخل | بحسنات قلبه الشفيق |
أعجب بما أوتيه من خلق | منزه وأدب رفيق |
ومن وداعة ومن شجاعة | يكبرها العدو كالصديق |
الصائغ الجمان في عطاشه | يحلي بلفظ مشرق أنيق |
ليرعه الله القدير وليدم | عز ربوع الشرق بالفروق |
جبران خليل جبران
هو جبران خليل جبران ميخائيل بن سعد, نابغة الكتاب المعاصرين المهاجرين في الولايات المتحدة الأمريكية وأصله من دمشق, ولد في لبنان و توفي في نيويورك.
يا من إليهم أهدي مثالي
يا من إليهم أهدي مثالي | إن مثالي هو الودا |
ما ذاك رسم خيلتموه | بل ذاك طيف فيه فؤاد |
أليس شيئا عجيبا
أليس شيئا عجيبا | صرح ويدعى بغرفه |
تناقض فيه سر | تجلو البداهة لطفه |
وما التواضع عجز | إن التواضع عفه |
صرح به كل غنم | لمن يقلب طرفه |
في كل مطرح لحظ | من الصناعات طرفه |
ومن روض التجارات | تحفة عند تفه |
ألنسج يبدي حلاه | والطيب يبذل عرفه |
متانة في رواء | وحسن ذوق وخفه |
تجري على آمالك الأقدار
تجري على آمالك الأقدار | فكأنهن مناك والأوطار |
ومن اصطفته عناية من ربه | تأتي الأمور له كما يختار |
يا ابن الأعزين الأكارم محتدا | لك من طريفك للنجار نجار |
شيم مطهرة وعلم راسخ | ونهى وجاه واسع وفخار |
ومكارم تحيي المكارم في الملا | كالبحر منه الصيب المدرار |
يستنبت البلد الموات فيجتلي | حسن يروق وتجتني أثمار |
وبناء مجد مثلته للورى | هذي القباب الشم والأسوار |
ومآثر سطعت كبعض شعاعها | هذي الشموس وهذه الأقمار |
وخلائق جملت ولا كجمالا | هذي الرياض وهذه الأزهار |
لله يوم زفافك الأسنى فقد | حسدت عليه عصرك الأعصار |
أشهدت فيه مصر آية بهجة | أبدا يردد ذكرها السمار |
من عهد إسماعيل لم تر مثلها | مصر ولم تسمع بها الأمصار |
جمعت بها التح الجياد قديمها | وحديثها والعهد والتذكار |
وتنافس الشرفان حيث تجاورت | فيها عيون العصر والآثار |
واستكملت فيها الطرائف كلها | فكأنها الدنيا حوتها دار |
يهنيك يا عمر ابن سلطان الندى | ليل غدا بالصفو وهو نهار |
زفت به لك من سماء عفافها | شمس تنكس دونها الأبصار |
من بيت مجد فارقته فضمها | بيت كفيلة مجده الأدهار |
أبت الصبابة موردا
أبت الصبابة موردا | إلا شؤونك وهي شكرى |
يا ساقي الدمع الذي | من مقلتيه يسيل خمرا |
لا غرو أن بدت الصبابة | وهي في عينيك سكرى |
يا ابنة العم إن ذاك الذي
يا ابنة العم إن ذاك الذي | أَكْبَرْتِ آيَاتِهِ وَأَعْظَمْتِ فَنَّهْ |
لَيْسَ بِالشَّاعِرِ الَّذِي خِلْتِ إِلاَّ | عَبْرَةً قَدْ يَصُوغُهَا أَوْ أَنَّهْ |
أَنْتِ أَقْرَضْتِهِ الثَّنَاءَ فَلَمْ يَرْ | دُدْ وَمَا كَانَ جَاحِداً لِلْمِنَّهْ |
قَلْبُهُ يَعْرفُ الجَمِيلَ وَيَرْعَى | كُلَّ حُسْنَى أَعَارَهَا اللُّطْفُ حُسْنَهْ |
لَمْ يُطِعْهُ البَيَانُ أَطْوَعَ مَا كَا | نَ مَدِيحٌ لِوَالِدٍ يَصِفُ ابْنَهْ |
وَلِسَانُ المِنْطِيقِ آناً لَهُ جَر | يٌ وَآناً يَعْرُوهُ عِيٌّ وَلُكْنَهْ |
غَيْرَ أَنَّ السُّرُورَ قَدْ أَسْعَدَ اليـ | ومَ بَيَانِي وَخَلَّى فِكْرِي يَسِيرُ وَشَأْنَهْ |
فَاهْنَئِي أَيُّهَا العَرُوسُ وَيَا ابْنَ | العَمِّ فَاغْنَمْ سَعْدَ القِرَانِ وَيُمْنَهْ |
أَنْتَ أَرْقَى الشَّبَابِ خَلْقاً وَخُلْقاً | وَأَرَقُّ الأَتْرَابِ حِذْقاً وَفِطْنَهْ |
وَهْيَ وَجْهُ العَفَافِ يَنْظُرُهَا الطَّرْ | فُ قَريراً وَإِنْ دَعَوْهَا بِفِتْنَهْ |
بَارَكَ اللهُ فِيكُمَا فَارْغَدَا عَيْشـ | اً وَذُوقَا صَفْوَ الزَّمَان وَأَمْنَهْ |