| رِعَاءُ الشّاءِ زيْدُ مَنَاةَ كَانُوا – بِكَاظِمَةِ العِرَاقِ بَني لَكَاعا |
| وَلَوْ شَهِدَتْ بَني ذَهْلٍ لحَامُوا – على أحْسَابِ ضَبّةَ أنْ تُضَاعا |
الفرزدق
الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة التميمي البصري ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظته, من شعراء العصر الأموي. ولد في بادية بني تميم و توفي في البصرة.
أظن رجال الدرهمين تسوقهم
| أظُنّ رِجَالَ الدّرْهَمَينِ تَسُوقُهُم – إلى قَدَرٍ، آجالُهُمْ وَمصَارِع |
| وَأحْزَمُهُمْ مَنْ قَرّ في قَعْرِ بَيْتِه – وَأيْقَنَ أنّ العَزْمَ لا بُدّ وَاقع |
إن أمامي خير من وطئ الحصى
| إنّ أمامي خَيرَ مَنْ وَطىءَ الحَصَى – لذي هِمّةٍ يَرْجو الغِنى أوْ لِغارِمِ |
| فَقَالوا: فَعَلَنا، حَسبُنا الله، وَانْتَهَوْا – جَدِيلَةَ أمْرٍ يَقْطَعُ الشّكَّ عازِمِ |
| إذا لمْ يكنْ حِصْنٌ سَوى الخَيلِ وَالقَنا – يُلاذُ بهِ، والمُرْهَفاتِ الصّوَارِمِ |
| ولمّا مَضَوْا عَنْ خَيرِ سُنّةِ مَعْشَرٍ – وَقامَ سُلَيْمانٌ أتَتْ خَيرَ قائِمِ |
| فَألقَتْ لعهُ الأيّامُ كُلَّ خَبيئَةٍ – عَلى ذِرْوَةٍ لا تُرْتقَى بِالسّلالِمِ |
أناخ اليكم طالب طال ما نات
| أناخَ إلَيكُمْ طالِبٌ طَالَ ما نَأت – بهِ الدّارُ دانٍ بالقرابةِ عَالِمِ |
| تَذَكّرَ أيْنَ الجَابِرُونَ قَنَاتَهُ – فَقَال: بَنُو عَمّي أبانُ بنُ دارِمِ |
| رَمَوْا لي رحلي إذ أنَخْتُ إلَيهِمُ – بِعُجْمِ الأوَابي واللِّقَاحِ الرّوَايِمِ |
| وَقالُوا ابنُ لَيْلى سَوْفَ يَضْمَنُ للّتي – بها يُطْلَقُ الجَاني، شَديدَ الشكائِمِ |
| لَهُم عَدَدٌ في قَوْمِهِمْ شَافعُ الحَصَى – وَدَثْرٌ من الأنْعامِ غَيرُ الأصَارِمِ |
| فإني وإيّاهُمْ كَذِي الدّلُو أوْرَدَت – على مَائِحِ مَنْ يَأتِهِ غَيرُ لائِمِ |
| تَجاوَزْتُ أقْوَاماً إلَيكُمْ، وَإنّهُم – ليَدْعُونَني، فاختَرْتُكُمْ للعظائمِ |
| وَكُنْتُمْ أُنَاساً كانَ يُشفَى بمالِكُم – وَأحْلامِكُمْ صَدْعُ الثّأى المُتَفاقِمِ |
| هُمُ ما هُمُ عندَ الحَفيظَةِ وَالقِرَى – وَضَرْبِ كِباشِ القَوْمِ فوْقَ الجماجمِ |
| وَإنّ مُناخي فيكُمُ سَوْفَ يَلْتَقي – بهِ الرّكْبُ مِنْ نَجْدٍ وَأهلِ المَوَاسِم |
| وَأينَ مُناخي بَعْدَكُمْ، إنْ نَبَوْتُم – عَليّ، وَهَلْ تَنْبُو ظُبَاتُ الصّوَارِمِ |
| ألَيْسَ أبي أدْنى أباكُمْ، وَأنْتُمُ – بمَا انَ يَلقَى سَيفُهُ كلَّ جارِمِ |
| فَما إخُوَةٌ مِنّا نُبَايِعُكُمْ بهِم – بحَبْسٍ على المَوْلى وَتَنكِيلِ ظالمِ |
لما أجيلت سهام القوم فاقتسموا
| لمّا أُجِيلَتْ سِهامُ القَوْمِ فاقتَسَمُوا – صَارَ المُغِيرَةُ في بيْتِ الخَفَافِيشِ |
| في مَنْزلٍ ما لَهُ في سُفْلِهِ سَعَة – وَإنْ تعرَقّى بصُعْدٍ غَيرِ مَفْرُوشِ |
| إلاّ على رَأسِ جِذْعٍ باتَ يَنقرهُ – جِرْذانُ سَوءٍ وَفَرخ غَيرُ ذي رِيشٍ |
تضعضع طودا وائل بعد مالك
| تَضَعْضَعَ طَوْدَا وَائِلٍ بعد مَالِكٍ – وَأصْبَحَ مِنْهَا مِعطَسُ العزّ أجْدَعا |
| فَأينَ أبُو غَسّانَ للجَارِ وَالقِرَى – وَللحَرْبِ إنْ هُزّ القَنَا فَتَزَعْزَعا |
| لَقَدْ بانَ لمْ يُسبَقْ بوِتْرٍ، وَلمْ يَدَع – إلى الغَرَضِ الأقصَى من المَجدِ منزَعا |