| مَرَّتْ كعُمْرِ الوَرْدِ بَيْنَا أَجْتَلِي | إصباحَها إِذْ آذَنَتْ برَواحِ |
| لم أقضِ من حَقِّ المُدامِ ولم أقُمْ | في الشّارِبِين بواجِبِ الأقداحِ |
| والزَّهْرُ يَحْتَـثُّ الكُئُوسَ بلَحْظِه | ويَشُوبُها بأريجِه الفَيَّاحِ |
| أخشى عَواقِبَها وأغبِطُ شَربَها | وأُجيدُ مِدحَتَها مع المُدَّاحِ |
| وأَمِيلُ مِنْ طَرَبٍ اذا ماَلتْ بهِمْ | فاعَجبْ لنَشْوَانِ الجَوانِحِ صاحِي |
| أستَغفِرُ اللهَ العَظيمَ فإنّني | أَفْسَدْتُ في ذاكَ النَّهارِ صَلاحِي |
حافظ إبراهيم
محمد حافظ ابراهيم ولقبه شاعر النيل هو شاعر مصري كبير ولد في اسيوط وتوفي في القاهرة, وايضا يلقب بشاعر الشعب.
خمرة في بابل قد صهرجت
| خَمرَة ٌ في بابلٍ قد صُهِرجَتْ | هكذا أَخْبَرَ حاخَامُ اليَهُودْ |
| أوْدَعُوها جَوفَ دَنٍّ مُظلِمٍ | ولَدَيْه بَشًّرُوها بالخُلُودْ |
| سألوا الكُهّانَ عن شارِبِها | وعَنِ السَّاقي وفي أيِّ العُهُودْ |
| فأجابُوهُم: فَتى ً ذو مِرَّة ٍ | من نَبي مِصرٍ له فَضلٌ وجُودْ |
| مُغْرَمٌ بالعُودِ والنايِ مَعاً | مُولَعٌ بالشُّربِ والناسُ هُجُودْ |
| هَمُّه فَصدُ دِنانٍ ونَدى ً | وأبوهُ هَمُّه جَمْعُ النُّقُودْ |
فِتَية َ الصَّهباءِ خيرَ الشَّاربينْ
| فِتَية َ الصَّهباءِ خيرَ الشَّاربينْ | جَدِّدُوا باللّهِ عَهْدَ الغائِبِينْ |
| واذكُرُوني عند كاساتِ الطِّلا | إنّني كنتُ إمامَ المُدمِنينْ |
| وإذا ما استَنْهَضَتْكُم ليلة ً | دَعَوة ُ الخَمرِ فَثُورُوا أجمَعينْ |
| رُبَّ لَيْلٍ قد تَعاهَدْنا عَلَى | ما تَعَاهَدْنَا وكُنّا فاعِلِينْ |
| فقَضَيْناهُ ولم نَحفِلْ بما | سَطَّرَتْ أيْدِي الكِرامِ الكاتِبِينْ |
| بين أقداحٍ ورَاحٍ عُتِّقَتْ | ورَياحينٍ ووِلدانٍ وعِينْ |
| وسُقاة ٍ صَفَّفَتْ أكوابَها | بَعْضُها البَلُّورُ والبَعْضُ لُجَيْنْ |
| آنَسَتْ مِنّا عِطاشاً كالقَطا | صادَفَتْ وِرداً به ماءٌ مَعينْ |
| فمَشَتْ بالكاسِ والطاسِ لَنا | مِشْية َ الأفراحِ للقَلْبِ الحَزِينْ |
| وتَواثَبنا إلى مَشمُولَة ٍ | ذاتِ ألوانٍ تَسُرّ الناظِرِينْ |
| عَمَدَ السّاقي لأنْ يَقتُلَها | وهيَ بِكرٌ أحصَنَتْ منذُ سِنِينْ |
| ثمَّ لمَّا أنْ رأَى عِفَّتَهَا | خافَ فيها الله رَبَّ العالَمينْ |
| وأجَلْنَا الكاسَ فيما بيننَا | و علَى الصَّهباءِ بتنَا عاكفينْ |
| وشَفَينا النَّفسَ من كلِّ رَشاً | نَطَقَتْ عَيناهُ بالسِّحرِ المُبينْ |
| وطوَى مَجْلِسنَا بعدَ الهَنا | وانشراحِ الصَّدْرِ تكبيرُ الأَذِينْ |
| هكذا كُنّا بأيّامِ الصَّفا | نَنْهَب اللذّاتِ في الوقتِ الثَّمينْ |
| ليتَ شِعري هل لنا بعدَ النَّوى | مِنْ سبيلٍ للقِّا أمْ لاتَ حِينْ |
يأيُّهَا الحُبُّ امتزجْ بالحشَى
| يأيُّهَا الحُبُّ امتزجْ بالحشَى | فإنْ في الحُبِّ حياة ِ النُّفوسْ |
| واسلُلْ حَياة ً من يَمينِ الرَّدى | أوشَكَ يَدعُونا ظَلامُ الرُّموسْ |
تَمَثَّلِي إنْ شئتِ في مَنْظَرِ
| تَمَثَّلِي إنْ شئتِ في مَنْظَرِ | يا جُولِيا أنكِرُ فيه الغَرامْ |
| أو فابعثِي قلْباً إلَى أضْلُعٍ | راحَ به الوجدُ وأودَى السَّقامْ |
غُضِّي جُفُونَ السِّحرِ أو فارحَمي
| غُضِّي جُفُونَ السِّحرِ أو فارحَمي | متيماً يخشَى نِزَالَ الجُفُونْ |
| ولاَ تَصُولِي بالقوامِ الذَّي | تَميسُ فيه يا مُنايَ المَنُونْ |
| إنِّي لأدري منكِ مَعنى الهَوى | يا جُوليا والناسُ لا يَعرِفُونْ |