| كان لبعض الناسِ ببغاءُ | ما ملَّ يوماً نطقها الإصغاءُ |
| رفيعة القدْرِ لَدَى مولاها | وكلُّ مَنْ في بيتِه يهواها |
| وكان في المنزل كلبٌ عالي | أرخصتهُ وجودُ هذا الغالي |
| كذا القليلُ بالكثيرِ ينقصُ | والفضلُ بعضُه لبعضٍ مُرْخِصُ |
| فجاءَها يوماً على غِرارِ | وقلبُهُ من بُغضِها في نارِ |
| وقال: يا مليكة َ الطُّيورِ | ويا حياة َ الأنسِ والسرورِ |
| بحسنِ نطقكِ الذي قد أصبى | إلا أَرَيْتنِي اللِّسانَ العذْبا |
| لأَنني قد حِرْتُ في التفكُّر | لمَّا سمعتُ أنه من سكُّر |
| فأَخْرَجتْ من طيشِها لسانها | فعضَّهُ بنابه، فشانها |
| ثم مضى من فوره يصيحُ | قطعتُه لأنه فصِيحُ |
| وما لها عنديَ من ثأْرٍ يُعدّ | غيرَ الذي سمَّوْهُ قِدْماً بالحسدْ |