عفوك للعالم لا تُخلِيَن ~ حُنظبة منه ولا عنظبه |
لا ظبةُ الصارم باشرتُها ~ فيك ولا زُرت لحجي، ظُبه |
أبو العلاء المعري
أبو العلاء المعري هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري, من شعراء العصر العباسي ولد وتوفي في معرة النعمان بسوريا.
أتصح توبة مدرك من كونه
أتصح توبة مُدركٍ من كونه ~ أو أسودٍ من لونه فيتوبا |
كُتبَ الشّقاءُ على الفتى في عيشه ~ وليبلُغنّ قضاءهُ المكتوبا |
وإذا عتَبتَ المرء ليس بمعتب ~ أُلفيت فيما جئتَه معتوبا |
يبغي المَعَاشر في الزمان وصرفه ~ رتُبَاً كأن لهم، عليه رتوبا |
لو أنني سميت طيفك صادقا
لو أنّني سميت طيفَكَ صادقاً ~ لدعوتُهُ غضبان أو عَتّابا |
قال الخيال كذبتَ لست بطارق ~ ليلاً ولم أكُ زائراً منتابا |
فأجبته كم من كِتاب زائر ~ فاهتاج يَحلِف ما بعثت كتابا |
لا تُثبتُ الأقلامُ زلة راقد ~ إنْ كنتَ بتّ بِحلمه مُرتابا |
لم يعفُ ربُّكَ عن مصر مارد ~ لكن تجاوز عن مسيءٍ تابا |
أراك في الأرض سيارا إلى شرف
أراك في الأرض سياراً إلى شرف ~ كما شبيهك في الآفاق سيار |
كأنّك البدر والدنيا منازله ~ فما تليقك إلا ليلة دار |
ورائي أمام والأمام وراء
وَرَائي أمامٌ والأمام وراء ~ إذا أنا لم تكبِرني الكبرَاء |
بأي لسان ذامني متجاهل ~ علي وخفق الريح فيّ ثَناء |
تكَلم بالقول المضلّل حاسد ~ وكل كلام الحاسدين هراء |
ومَنْ هوَ حتى يحمل النطق عن فمي ~ إليه وتمْشي بينَنا السفَراء |
وإنّي لَمثر يا ابن آخر ليلة ~ وإنْ عَزّ مال فالقنوع ثراء |
ومُذْ قال إنّ ابن اللئيمة شاعر ~ ذَوُو الجَهْلِ مات الشعر والشعَراء |
تُساوِرُ فَحْلَ الشعر أو ليث غابه ~ سِفاهاً وأنتَ الناقةُ العَشراء |
أتَمْشي القَوافي تحت غيرِ لوائنا ~ ونحْنُ على قُوّالِهَا أُمَراء |
وأيُّ عَظيمٍ راب أهل بلادنا ~ فإنّا على تغييره قدراء |
وما سلبتنا العز قط قبيلة ~ ولا باتَ مِنّا فيهِم أسَراء |
ولا سارَ في عرض السماوَة بارق ~ وليس له من قومنا خفراء |
ولسنا بفقرى يا طغام إليكم ~ وأنتم إلى معروفنا فقراء |
لذاتنا إبل الزمان ينالها
لذَاتُنا إبِل الزمان ينالها ~ منّا أخو الفتكِ الذي هو خارب |
وأرى عناءً قِيدَ يغشى المرءَ من ~ بنتِ العناقيد الذي هو شارب |
ولسيّدِ الأقوام عند حجابه ~ طبعٌ يقاتلُهُ الحِجى ويحارب |
والشرُّ في الجَدّ القديم غريزة ~ في كل نفس منه عرق ضارب |