ورائي أمام والأمام وراء

وَرَائي أمامٌ والأمام وراء ~ إذا أنا لم تكبِرني الكبرَاء
بأي لسان ذامني متجاهل ~ علي وخفق الريح فيّ ثَناء
تكَلم بالقول المضلّل حاسد ~ وكل كلام الحاسدين هراء
ومَنْ هوَ حتى يحمل النطق عن فمي ~ إليه وتمْشي بينَنا السفَراء
وإنّي لَمثر يا ابن آخر ليلة ~ وإنْ عَزّ مال فالقنوع ثراء
ومُذْ قال إنّ ابن اللئيمة شاعر ~ ذَوُو الجَهْلِ مات الشعر والشعَراء
تُساوِرُ فَحْلَ الشعر أو ليث غابه ~ سِفاهاً وأنتَ الناقةُ العَشراء
أتَمْشي القَوافي تحت غيرِ لوائنا ~ ونحْنُ على قُوّالِهَا أُمَراء
وأيُّ عَظيمٍ راب أهل بلادنا ~ فإنّا على تغييره قدراء
وما سلبتنا العز قط قبيلة ~ ولا باتَ مِنّا فيهِم أسَراء
ولا سارَ في عرض السماوَة بارق ~ وليس له من قومنا خفراء
ولسنا بفقرى يا طغام إليكم ~ وأنتم إلى معروفنا فقراء
قصيدة لشاعر العصر العباسي أبو العلاء المعري

اترك تعليقاً