لَوْ لمْ يُفارِقْني عَطِيّةُ لَمْ أهُنْ – وَلَمْ أُعْطِ أعدائي الذي كُنتُ أمْنَعُ |
شُجاعٌ إذا لاقَى، وَرَامٍ إذا رَمى – وَهادٍ إذا ما أظْلَمَ اللّيلُ مِصْدَعُ |
سأبكيكَ حَتى تُنْفِدَ العينُ ماءَها – وَيَشْفيَ مِنّي الدّمْعُ ما أتَوَجّعُ |
قصائد الفرزدق
قصائد شاعر العصر الأموي الفرزدق التميمي أجمل قصائد الشاعر الكبير الفرزدق.
مروان إن مطيتي معكوسة
مروان إن مَطِيّتي معكوسةٌ – تَرْجُو الحِباءَ ورَبها لم يَيأسِ |
وَأتَيْتَني بِصَحيفَةٍ مَخْتُومَةٍ – يُخْشَى عَليّ بِهَا حِبَاءُ النِّقرِسِ |
ألْقِ الصّحِيفَةَ، يا فَرَزْدَقُ، إنّهَا – نَكرَاءُ مِثْلُ صَحِيفَةِ المُتَلَمِّسِ |
ألا أيها القوم الذين أتاهم
ألا أيّهَا القَوْمُ الّذِينَ أتَاهُمُ – غَداةَ ثَوَى الجَرّاحُ، إحدى العَظايمِ |
إلى مَنْ يُلَوّي بعَدَهُ الهامُ، إذْ ثَوى – حَيا الناسِ، والقَرْمُ الذي للمَرَاجمِ |
رَفِيقُ نَبيِّ الله في الغُرْفَةِ الّتي – إلَيْها انْتَهَى مِنْ عَيشِهِ كلُّ ناعِمِ |
وَماتَ معَ الجَرّاح مَن يحشُدُ القِرَى – وَمَن يَضرِبُ الأبطالَ فوْقَ الجماجمِ |
فَما تَرَكَ الجَرّاحُ، إذْ ماتَ، بعَدَهُ – مُجيراً على الأيّام ذات الجَرَائِمِ |
إذا التَقَتِ الأقرَانُ وَالخَيلُ والتَقَتْ – أسنّتُها بَينَ الذُّكُورِ الصَّلادِمِ |
وَمَنْ بَعدَهُ تَدعو النّساءُ إذا سَعَت – وَقَدْ رَفَعَتْ عَنهُ ذُيُولَ المَخادِمِ |
وَكانَ إلى الجَرّاحِ يَسعى، إذا رَأت – حياضَ المَنَايا عَيْنُهُ، كلُّ جارِمِ |
وَقَدْ عَلِمَ السّاعي إلَيْهِ لَيَعْطِفَن – لَهُ حَبْل مَنّاعٍ منَ الخَوْفِ سالمِ |
لتَبْكِ النّساءُ السّاعِياتُ، إذا دَعَت – لها حامِياً، يَوْماً، ذمَارَ المَحَارِمِ |
وَتَبْكِ عَلَيْهِ الشّمسُ والقمرُ الذي – بهِ يَدَعُ السّارِينَ مِيلَ العمَائمِ |
وَقَدْ كَانَ ضَرّاباً عَرَاقِيبَها الّتي – ذُرَاها قِرىً تحتَ الرّياح العَوَارِمِ |
أأن أرعشت كفا أبيك وأصبحت
أأنْ أرْعَشَتْ كَفّا أبيكَ وَأصْبَحَتْ – يَداكَ يَدا لَيْثٍ، فإنّكَ جاذِبُهْ |
إذا غَلَبَ ابنٌ بالشّبَابِ أباً لَهُ – كَبيراً، فَإنّ الله لا بُدّ غَالِبُهْ |
رَأيْتُ تَباشِيرَ العُقُوقِ هِيَ الّتي – من ابنِ امرِىءٍ ما إن يَزالُ يُعاتبُهْ |
وَلمّا رَآني قَدْ كَبِرْتُ، وَأنّني – أخو الحَيّ، واستغنى عن المَسحِ شارِبُهْ |
أصَاخَ لِغِرْبَانِ النّعِيّ، وَإنّهُ – لأزورُ عَنْ بَعْضِ المَقالَةِ جانِبُهْ |
أقول لصاحبي من التعزي
أقُولُ لِصَاحبَيّ مِن التّعَزّي – وقد نَكّبنَ أكثِبَةَ العُقارِ |
أعِينَاني عَلى زَفَرَاتِ قلبٍ – يَحِنّ بِرَامَتَينِ إلى النَّوَارِ |
إذا ذُكِرَتْ نَوَارُ لَهُ اسْتَهَلّت – مَدامِعُ مُسْبِلِ العَبَرَاتِ جَارِ |
فَلَمْ أرَ مِثْلَ ما قَطَعَتْ إلَيْنَا – مِن الظُّلَمِ الحَنادِسِ وَالصّحارِي |
تَخُوضُ فُرُوجَهُ حَتى أتَتْنَا – عَلى بُعْدِ المُنَاخِ مِنَ المَزَارِ |
وَكَيْفَ وِصَالُ مُنقَطِعٍ طَرِيدٍ – يَغُورُ مَعَ النّجومِ إلى المَغَارِ |
كَسَعْتُ ابنَ المَرَاغَةِ حِينَ وَلّى – إلى شَرّ القَبَائِلِ وَالدّيَارِ |
إلى أهْلِ المَضَايِقِ مِنْ كُلَيْبٍ – كِلابٍ تَحْتَ أخْبِيَةٍ صِغَارِ |
ألا قَبَحَ الإلَهُ بَني كُلَيْبٍ – ذَوِي الحُمُرَاتِ وَالعَمَدِ القِصَارِ |
نِسَاءٌ بِالمَضَايِقِ مَا يُوَارِي – مَخَازِيَهُنّ مُنْتَقَبُ الخِمَارِ |
ولَوْ تُرْمى بِلُؤمِ بَني كُلَيْبٍ – نُجُومُ اللّيلِ ما وَضَحَتْ لسارِي |
وَلَوْ لَبِسَ النّهارَ بَنُو كُلَيْبٍ – لَدَنّسَ لُؤمُهُمْ وَضَحَ النّهارِ |
وَمَا يَغْدُو عَزِيزُ بَني كُلَيْبٍ – لِيَطْلُبَ حَاجَةً إلاّ بِجَارِ |
بَنُو السِّيدِ الأشَائِمُ للأعَادِي – نَمَوْني لِلْعُلَى وَبَنو ضِرَارِ |
وَعَائِذَةُ الّتي كَانَتْ تَمِيمٌ – تُقَدّمُهَا لِمَحْمِيَةِ الذِّمَارِ |
وَأصْحابُ الشّقِيقَةِ يَوْمَ لاقَوْا – بعني شَيْبانَ بِالأسَلِ الحِرَارِ |
وَسَامٍ عَاقِدٍ خرَزاتِ مُلكٍ – يَقُودُ الخَيْلَ تَنْبِذُ بِالمهارِ |
أنَاخَ بِهِمْ مُغاضَبَةً فَلاقَى – شَعُوبَ المَوتِ أوْ حَلَقَ الإسَارِ |
وَفَضّلَ آلَ ضَبّةَ كُلَّ يَومٍ – وَقَائِعُ بِالمُجَرَّدَةِ العَوَارِي |
وَتَقْدِيمٌ، إذا اعْتَرَكَ المَنَايَا – بجُرْدِ الخَيْلِ في اللُّجَجِ الغِمَارِ |
وَتَقْتِيلُ المُلُوكِ، وَإنّ مِنْهُم – فَوَارِسَ يَوْمَ طِخْفَةَ وَالنِّسارِ |
وَإنّهُمُ هُمُ الحَامُونَ لَمّا – تَوَاكَل مَنْ يَذُودُ عَنِ الذِّمَارِ |
وَمِنْهُمْ كانَتِ الرّؤسَاءُ قِدْماً – وَهُمْ قَتلُوا العَدُأ بِكُلّ دارِ |
فَمَا أمْسَى لِضَبّةَ مِنْ عَدُوٍّ – يَنَامُ، وَلا يُنِيمُ مِنَ الحِذَارِ |
ألا من مبلغ عني زيادا
ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي زِيَاداً – بِأنّي قَدْ لَجَأتُ إلى سَعِيدِ |
وَأني قَدْ فَرَرْتُ إلَيْهِ مِنْكُم – إلى ذي المَجْدِ وَالحَسَبِ التّلِيدِ |
فِرَاراً مِنْ شَتِيمِ الوَجْهِ وَرْدٍ – يُفِزُّ الأُسْدَ خَوْفاً بِالوَعِيدِ |