| لَقَدْ نَسَبُوا الخِيامَ إلى علاءٍ | أبَيْتُ قَبُولَهُ كُلَّ الإبَاءِ |
| وَمَا سَلّمْتُ فَوْقَكَ للثّرَيّا | وَلا سَلّمْتُ فَوْقَكَ للسّمَاءِ |
| وَقد أوحَشْتَ أرْضَ الشّامِ حَتّى | سَلَبْتَ رُبُوعَهَا ثَوْبَ البَهَاءِ |
| تَنَفّسُ والعَواصِمُ مِنْكَ عَشْرٌ | فتَعرِفُ طِيبَ ذلكَ في الهَواءِ |
قصائد العصر العباسي
مجموعة من أروع قصائد العصر العباسي شعراء العصر العباسي وقصائدهم الرائعة هنا.
أسامري ضحكة كل راء
| أسَامَرِّيُّ ضُحْكَةَ كُلّ رَاءِ | فَطِنْتَ وَكنْتَ أغْبَى الأغْبِيَاءِ |
| صَغُرْتَ عنِ المَديحِ فقلتَ أُهجَى | كأنّكَ ما صَغُرْتَ عنِ الهِجاءِ |
| وَما فَكّرْتُ قَبلَكَ في مُحالٍ | وَلا جَرّبْتُ سَيْفي في هَبَاءِ |
لعيني كل يوم منك حظ
| لِعَيْني كُلَّ يَوْمٍ مِنْكَ حَظٌّ | تَحَيّرُ مِنْهُ في أمْرٍ عُجابِ |
| حِمَالَةُ ذا الحُسَامِ عَلى حُسَامٍ | وَمَوْقعُ ذا السّحابِ عَلى سَحابِ |
| تَجِفّ الأرْضُ من هذا الرَّبابِ | وَيَخْلُقُ مَا كَسَاهَا مِنْ ثِيابِ |
| وَما يَنفَكّ مِنْكَ الدّهْرُ رَطْباً | وَلا يَنفَكّ غَيْثُكَ في انْسِكابِ |
| تُسايِرُكَ السّوارِي وَالغَوَادي | مُسايَرَةَ الأحِبّاءِ الطِّرابِ |
| تُفيدُ الجُودَ مِنْكَ فَتَحْتَذيهِ | وَتَعجِزُ عَنْ خَلائِقِكَ العِذابِ |
فديناك أهدى الناس سهما إلى قلبي
| فدَيناكَ أهدى النّاسِ سَهماً إلى قَلبي | وَأقتَلَهُم للدّارِعِينَ بِلا حَربِ |
| تَفَرّدَ في الأحكامِ في أهْلِهِ الهَوَى | فأنتَ جميلُ الخُلْفِ مستحسَنُ الكِذْبِ |
| وَإنّي لمَمنُوعُ المَقاتِلِ في الوَغَى | وَإن كُنتُ مَبذولَ المَقاتِلِ في الحبّ |
| وَمَن خُلِقَت عَيناكَ بَينَ جُفُونِهِ | أصابَ الحدورَ السهلَ في المرتقى الصّعبِ |
لا يحزن الله الأمير فإنني
| لا يُحْزِنِ الله الأميرَ فإنّني | لآخُذُ مِن حَالاتِهِ بِنَصِيبِ |
| وَمَن سَرّ أهْلَ الأرْضِ ثمّ بكَى أسًى | بكَى بعُيُونٍ سَرّهَا وَقُلُوبِ |
| وَإنّي وَإنْ كانَ الدّفينُ حَبيبَهُ | حَبيبٌ إلى قَلْبي حَبيبُ حَبيبي |
| وَقَدْ فارَقَ النّاسَ الأحِبّةُ قَبْلَنَا | وَأعْيَا دَوَاءُ المَوْتِ كُلَّ طَبيبِ |
| سُبِقْنَا إلى الدّنْيَا فَلَوْ عاشَ أهْلُها | مُنِعْنَا بهَا مِنْ جَيْئَةٍ وَذُهُوبِ |
| تَمَلّكَهَا الآتي تَمَلُّكَ سَالِبٍ | وَفارَقَهَا المَاضِي فِراقَ سَليبِ |
| وَلا فَضْلَ فيها للشّجاعَةِ وَالنّدَى | وَصَبْرِ الفَتى لَوْلا لِقاءُ شَعُوبِ |
| وَأوْفَى حَيَاةِ الغَابِرِينَ لِصاحِبٍ | حَياةُ امرِىءٍ خَانَتْهُ بَعدَ مَشيبِ |
| لأبْقَى يَمَاكٌ في حَشَايَ صَبَابَةً | إلى كُلّ تُرْكيّ النّجارِ جَليبِ |
| وَمَا كُلّ وَجْهٍ أبْيَضٍ بِمُبَارَكٍ | وَلا كُلّ جَفْنٍ ضَيّقٍ بنَجِيبِ |
| لَئِنْ ظَهَرَتْ فِينَا عَلَيْهِ كآبَةٌ | لقَدْ ظَهَرَتْ في حَدّ كُلّ قَضِيبِ |
| وَفي كُلِّ قَوْسٍ كلَّ يَوْمِ تَنَاضُلٍ | وَفي كلِّ طِرْفٍ كلَّ يَوْمِ رُكوبِ |
| يَعِزّ عَلَيْهِ أنْ يُخِلّ بِعادَةٍ | وَتَدْعُو لأمْرٍ وَهْوَ غَيرُ مُجيبِ |
| وَكنتَ إذا أبْصَرْتَهُ لكَ قَائِماً | نَظَرْتَ إلى ذي لِبْدَتَينِ أديبِ |
| فإنْ يَكُنِ العِلْقَ النّفيسَ فَقَدْتَهُ | فَمِنْ كَفّ مِتْلافٍ أغَرّ وَهُوبِ |
| كَأنّ الرّدَى عادٍ عَلى كُلّ مَاجِدٍ | إذا لمْ يُعَوِّذْ مَجْدَهُ بِعُيُوبِ |
| وَلَوْلا أيادي الدّهْرِ في الجَمْعِ بَينَنا | غَفَلْنَا فَلَمْ نَشْعُرْ لَهُ بذُنُوبِ |
| وَلَلتّرْكُ للإحْسَانِ خَيْرٌ لمُحْسِنٍ | إذا جَعَلَ الإحسانَ غَيرَ رَبيبِ |
| وَإنّ الذي أمْسَتْ نِزارُ عَبِيدَهُ | غَنيٌّ عَنِ اسْتِعْبَادِهِ لِغَرِيبِ |
| كَفَى بصَفَاءِ الوُدّ رِقّاً لمِثْلِهِ | وَبالقُرْبِ مِنْهُ مَفْخَراً للَبيبِ |
| فَعُوّضَ سَيْفُ الدّوْلَةِ الأجْرَ إنّهُ | أجَلُّ مُثَابٍ من أجَلّ مُثِيبِ |
| فَتى الخَيلِ قَدْ بَلّ النّجيعُ نحورَها | يُطاعِنُ في ضَنْكِ المَقامِ عَصِيبِ |
| يَعَافُ خِيَامَ الرَّيْطِ في غَزَواتِهِ | فَمَا خَيْمُهُ إلاّ غُبَارُ حُرُوبِ |
| عَلَيْنَا لَكَ الإسْعادُ إنْ كانَ نَافِعاً | بِشَقِّ قُلُوبٍ لا بِشَقّ جُيُوبِ |
| فَرُبّ كَئيبٍ لَيسَ تَنْدَى جُفُونُهُ | وَرُبّ نَدِيِّ الجَفْنِ غَيرُ كَئيبِ |
| تَسَلَّ بفِكْرٍ في أبَيْكَ فإنّمَا | بكَيْتَ فكانَ الضّحكُ بعدَ قَريبِ |
| إذا استَقبَلَتْ نَفسُ الكريمِ مُصابَها | بخُبْثٍ ثَنَتْ فاسْتَدْبَرَتْهُ بطيبِ |
| وَللواجِدِ المَكْرُوبِ مِن زَفَراتِهِ | سُكُونُ عَزاءٍ أوْ سُكونُ لُغُوبِ |
| وَكَمْ لَكَ جَدّاً لمْ تَرَ العَينُ وَجهَهُ | فَلَمْ تَجْرِ في آثَارِهِ بغُرُوبِ |
| فَدَتْكَ نُفُوسُ الحاسِدينَ فإنّها | مُعَذَّبَةٌ في حَضْرَةٍ ومَغِيبِ |
| وَفي تَعَبٍ مَن يحسُدُ الشمسَ نورَها | وَيَجْهَدُ أنْ يأتي لهَا بضَرِيبِ |
فديناك من ربع وإن زدتنا كربا
| فَدَيْناكَ مِنْ رَبْعٍ وَإنْ زِدْتَنَا كرْبا | فإنّكَ كنتَ الشرْقَ للشمسِ وَالغَرْبَا |
| وَكَيفَ عَرَفْنا رَسْمَ مَنْ لم يدَعْ لَنا | فُؤاداً لِعِرْفانِ الرّسومِ وَلا لُبّا |
| نَزَلْنَا عَنِ الأكوارِ نَمشِي كَرامَةً | لمَنْ بَانَ عَنهُ أنْ نُلِمّ بهِ رَكْبَا |
| نَذُمُّ السّحابَ الغُرَّ في فِعْلِهَا بِهِ | وَنُعرِضُ عَنها كُلّما طَلَعتْ عَتْبَا |
| وَمن صَحِبَ الدّنيا طَوِيلاً تَقَلّبَتْ | على عَيْنِهِ حتى يَرَى صِدْقَها كِذبَا |
| وَكيفَ التذاذي بالأصائِلِ وَالضّحَى | إذا لم يَعُدْ ذاكَ النّسيمُ الذي هَبّا |
| ذكرْتُ بهِ وَصْلاً كأنْ لم أفُزْ بِهِ | وَعَيْشاً كأنّي كنتُ أقْطَعُهُ وَثْبَا |
| وَفَتّانَةَ العَيْنَينِ قَتّالَةَ الهَوَى | إذا نَفَحَتْ شَيْخاً رَوَائِحُها شَبّا |
| لهَا بَشَرُ الدُّرّ الذي قُلّدَتْ بِهِ | وَلم أرَ بَدْراً قَبْلَهَا قُلّدَ الشُّهْبَا |
| فَيَا شَوْقُ ما أبْقَى ويَا لي من النّوَى | ويَا دَمْعُ ما أجْرَى ويَا قلبُ ما أصبَى |
| لَقد لَعِبَ البَينُ المُشِتُّ بهَا وَبي | وَزَوّدَني في السّيرِ ما زَوّدَ الضّبّا |
| وَمَن تكُنِ الأُسْدُ الضّواري جُدودَه | يكُنْ لَيلُهُ صُبْحاً وَمَطعمُهُ غصْبَا |
| وَلَسْتُ أُبالي بَعدَ إدراكيَ العُلَى | أكانَ تُراثاً ما تَناوَلْتُ أمْ كَسْبَا؟ |
| فَرُبّ غُلامٍ عَلّمَ المَجْدَ نَفْسَهُ | كتعليمِ سيفِ الدّوْلة الطّعنَ والضرْبَا |
| إذا الدّوْلَةُ استكفَتْ بهِ في مُلِمّةٍ | كفاها فكانَ السّيفَ والكَفّ والقَلْبَا |
| تُهابُ سُيُوفُ الهِنْدِ وَهْيَ حَدائِدٌ | فكَيْفَ إذا كانَتْ نِزارِيّةً عُرْبَا |
| وَيُرْهَبُ نَابُ اللّيثِ وَاللّيْثُ وَحدَهُ | فكَيْفَ إذا كانَ اللّيُوثُ لهُ صَحبَا |
| وَيُخشَى عُبابُ البَحْرِ وَهْوَ مكانَهُ | فكَيفَ بمَنْ يَغشَى البِلادَ إذا عَبّا |
| عَلِيمٌ بأسرارِ الدّيَانَاتِ وَاللُّغَى | لهُ خَطَرَاتٌ تَفضَحُ النّاسَ والكُتْبَا |
| فَبُورِكْتَ مِنْ غَيْثٍ كأنّ جُلودَنَا | به تُنْبِتُ الدّيباجَ وَالوَشْيَ وَالعَصْبَا |
| وَمن وَاهِبٍ جَزْلاً وَمن زاجرٍ هَلا | وَمن هاتِكٍ دِرْعاً وَمن ناثرٍ قُصْبَا |
| هَنيئاً لأهْلِ الثّغْرِ رَأيُكَ فيهِمِ | وَأنّكَ حزْبَ الله صرْتَ لهمْ حِزْبَا |
| وَأنّكَ رُعْتَ الدّهْرَ فيهَا وَرَيبَهُ | فإنْ شَكّ فليُحدِثْ بساحتِها خَطْبَا |
| فيَوْماً بخَيْلٍ تَطْرُدُ الرّومَ عنهُمُ | وَيَوْماً بجُودٍ تطرُدُ الفقرَ وَالجَدْبَا |
| سَراياكَ تَتْرَى والدُّمُسْتُقُ هارِبٌ | وَأصْحابُهُ قَتْلَى وَأمْوالُهُ نُهْبَى |
| أتَى مَرْعَشاً يَستَقرِبُ البُعدَ مُقبِلاً | وَأدبَرَ إذ أقبَلْتَ يَستَبعِدُ القُرْبَا |
| كَذا يَترُكُ الأعداءَ مَن يَكرَهُ القَنَا | وَيَقْفُلُ مَنْ كانَتْ غَنيمَتُهُ رُعبَا |
| وَهَلْ رَدّ عَنهُ باللُّقَانِ وُقُوفُهُ | صُدُورَ العَوالي وَالمُطَهَّمَةَ القُبَّا |
| مَضَى بَعدَما التَفّ الرّماحانِ ساعَةً | كما يَتَلَقّى الهُدْبُ في الرّقدةِ الهُدبَا |
| وَلَكِنّهُ وَلّى وَللطّعْنِ سَوْرَةٌ | إذا ذَكَرَتْها نَفْسُهُ لَمسَ الجَنْبا |
| وَخَلّى العَذارَى والبَطاريقَ والقُرَى | وَشُعثَ النّصارَى والقَرابينَ وَالصُّلبَا |
| أرَى كُلَّنَا يَبْغي الحَيَاةَ لنَفْسِهِ | حَريصاً عَلَيها مُسْتَهاماً بها صَبّا |
| فحُبُّ الجَبَانِ النّفْسَ أوْرَدَهُ البَقَا | وَحُبُّ الشّجاعِ الحرْبَ أوْرَدهُ الحرْبَا |
| وَيخْتَلِفُ الرّزْقانِ والفِعْلُ وَاحِدٌ | إلى أنْ تَرَى إحسانَ هذا لِذا ذَنْبَا |
| فأضْحَتْ كأنّ السّورَ من فوْقِ بدئِهِ | إلى الأرْضِ قد شَقَّ الكواكبَ والتُّربَا |
| تَصُدّ الرّياحُ الهُوجُ عَنْهَا مَخافَةً | وَتَفْزَعُ فيها الطّيرُ أن تَلقُطَ الحَبّا |
| وَتَرْدي الجِيادُ الجُرْدُ فوْق جبالها | وَقد نَدَفَ الصِّنّبرُ في طُرْقها العُطْبَا |
| كَفَى عَجَباً أنْ يَعجَبَ النّاسُ أنّهُ | بَنى مَرْعَشاً؛ تَبّاً لآرائِهِمْ تَبّا |
| وَما الفَرْقُ ما بَينَ الأنامِ وَبَيْنَهُ | إذا حَذِرَ المحذورَ وَاستصْعبَ الصّعبَا |
| لأمْرٍ أعَدّتْهُ الخِلافَةُ للعِدَى | وَسَمّتْهُ دونَ العالَمِ الصّارِمَ العَضْبَا |
| وَلم تَفْتَرِقْ عَنْهُ الأسِنّةُ رَحْمَةً | وَلم تَترُكِ الشّأمَ الأعادي لهُ حُبّا |
| وَلَكِنْ نَفاها عَنْهُ غَيرَ كَريمَةٍ | كَريمُ الثّنَا ما سُبّ قَطّ وَلا سَبّا |
| وَجَيْشٌ يُثَنّي كُلّ طَوْدٍ كَأنّهُ | خرِيقُ رِياحٍ وَاجَهَتْ غُصُناً رَطْبَا |
| كأنّ نُجُومَ اللّيْلِ خافَتْ مُغَارَهُ | فمَدّتْ عَلَيْها مِنْ عَجاجتِهِ حُجْبا |
| فمن كانَ يُرْضِي اللّؤمَ والكفرَ مُلكُهُ | فهذا الذي يُرْضِي المكارِمَ وَالرّبّا |