ألا إنما أودى شبابي وانقضى

ألا إنّما أوْدَى شَبابيَ، وَانْقَضَى – على مَرّ لَيْلٍ دائِبٍ وَنَهَارِ
يُعيِدَانِ لي مَا أمْضَيَا، وَهُمَا مَعاً – طَرِيدانِ لا يَسْتَلْهِيَانِ قَرَارِي
لقد كدتُ أقضِي ما اعتَلَقْتُ من الصَّبَا – عَلائِقَهُ، إلاّ حِبَالَ نَوَارِ
إذا السّنَةُ الشّهْبَاءُ حَلّتْ عُكُومَها – ضَرَبْنا عَلَيْهَا أُمَّ كُلِّ حُوَارِ
أبيات شعر الفرزدق

بكرت علي نوار تنتف لحيتي

بَكَرَتْ عَلَيّ نَوَارُ تَنْتِفُ لِحْيَتي – نَتْفَ الجَعِيدَةِ لحيَةَ الخُشْخاشِ
كِلْتَاهُمَا أسَدٌ، إذا حَرّبْتَهَا – وَرِضَاهُما وَأبِيكَ خَيرُ مَعاشِ
أبيات قصيرة للفرزدق

إن الذين استحلوا كل فاحشة

إنّ الّذِينَ استَحلُّوا كلَّ فاحِشَةٍ – مِنَ المَحَارِم بَعدَ النُّقضِ للذّمَمِ
قَوْمٌ أتَوْا من سِجستانٍ على عَجَلٍ – مُنَافِقُونَ بِلا حِل وَلا حَرَمِ
ما كانَ فيهِمْ وَقد حُمّتْ أمُورُهمُ – مَنْ يُستَجارُ على الإسلامِ وَالحُرَمِ
يَستَفتحُونَ بمَنْ لمْ تَسْمُ سُورَتُهُ – بَينَ الطّوالِعِ بالأيْدي إلى الكَرَمِ
قصيدة الشاعر الفرزدق

أرى الموت لايبقي على ذي جلادة

أرَى المَوْتَ لا يُبقي على ذي جَلادَةٍ – وَلا غَيْرَةٍ، إلاّ دَنَا لَهُ مُرْصِدَا
أمَا تُصْلِحُ الدّنْيَا لَنا بَعْض لَيْلَةٍ – مِنَ الدّهْرِ إلاّ عَادَ شَيْءٌ فَأفَسدَا
وَمَنْ حَمَلَ الخَيلَ العتاقَ على الوَجا – تُقادُ إلى الأعداءِ مَثْنىً وَمَوْحَدَا
لَعَمرُكَ ما أنسَى ابن أحوَزَ ما جرَتْ – رِيَاحٌ، وَمَا فَاءَ الحَمَامُ وَغَرّدَا
لَقَدْ أدْرَك الأوْتَارَ إذْ حَميَ الوَغى – بِأزْدِ عُمانَ، إذْ أبَاحَ وَأشْهَدَا
قصيدة للفرزدق

إذا مالك ألقى العمامة فاحذروا

إذا مالكٌ ألقَى العِمَامَةَ فاحْذَرُوا – بَوَادِرَ كَفَّيْ مَالِكٍ حِينَ يَغْضَبُ
فَإنّهُمَا إنْ يَظْلِمَاكَ، فَفِيهِمَا – نَكالٌ لِعُرْيانِ العَذابِ عَصَبْصَبُ
أبيات الفرزدق

أبى الله أن تبقى لحي بشاشة

أَبى اللَهُ أَن تَبقى لِحَيٍّ بَشاشَةٌ – فَصَبراً عَلى ما شاءَهُ اللَهُ لي صَبرا
رَأَيتُ غَزالاً يَرتَعي وَسطَ رَوضَةٍ – فَقُلتُ أَرى لَيلى تَراءَت لَنا ظُهرا
فَيا ظَبيُ كُل رَغداً هَنيئاً وَلا تَخَف – فَإِنَّكَ لي جارٌ وَلا تَرهَبِ الدَهرا
وَعِندي لَكُم حِصنٌ حَصينٌ وَصارِمٌ – حُسامٌ إِذا أَعمَلتُهُ أَحسَنَ الهَبرا
فَما راعَني إِلّا وَذِئبٌ قَدِ اِنتَحى – فَأَعلَقَ في أَحشائِهِ النابَ وَالظُفرا
فَبَوَّأتُ سَهمي في كَتومٍ غَمَزتُها – فَخالَطَ سَهمي مُهجَةَ الذِئبِ وَالنَحرا
فَأَذهَبَ غَيظي قَتلُهُ وَشَفى جَوىً – بِقَلبِيَ أَنَّ الحُرَّ قَد يُدرِكُ الوَترا
أبيات شعر قيس بن الملوح